المحتوى الرئيسى

تعرف على جذور المنافسة التقليدية بين الأهلي والزمالك منذ مطلع القرن العشرين

05/30 21:49

إن المنافسة بين قطبي الكرة المصرية من عمريهما فقد تأسس الزمالك تحت اسم نادي قصر النيل عام 1911 بعد الأهلي بأربع سنوات. وتغير اسمه إلى المختلط عام .1913 وأسس فريقا قويا لكرة القدم. وطوال ما يقرب من 85 سنة. كانت المنافسة دائمة بين الأهلي والزمالك. وإذا فاز الأهلي ببطولة فإن الزمالك هو وصيفه. وإذا فاز الزمالك ببطولة فإن الأهلي هو وصيفه. والفريقان يحصدان البطولات المحلية المصرية بلا منافسة حقيقية من الأندية الأخرى.

لكن التاريخ يقول أن الأهلي والزمالك التقيا معا لأول مرة عام 1917 في مباراتين الأولى يوم 9 فبراير وكانت المباراة على أرض المختلط في شارع فؤاد وفاز الأهلي 1/صفر. والثانية في 2 مارس من نفس العام وكانت على أرض الأهلي وفاز المختلط 1/صفر.

ويقول التاريخ أن جذور الخصومة بين الأهلي والزمالك تعود إلى عدة أسباب. في مقدمتها أن الأهلي كان أول ناد يؤسس للمصريين. بينما تأسس الزمالك بواسطة مجموعة من الأجانب. وهذا وحده كان كافيا لزرع الخصومة. كذلك كان بالناديين فريقان قويان. وتوازن القوة صنع الخصومة بالتالي. وقد زادت واتسعت المسافة بين الناديين وزادت حدة الخصومة بسبب حسين بك حجازي.

وحسين حجازي يلقب بأبي الكرة المصرية ـ وكان قد اشتهر كلاعب وهو طالب بالمدرسة السعيدية قبل أن يسافر إلى إنجلترا للدراسة وإن احترف في فولهام ومثل منتخب جامعة كمبردج. وقد عاد حجازي إلى مصر عام .1914 ولم يشأ أن ينضم إلى أي ناد. وشكل فريقا خاصا به أطلق عليه اسم "حجازي الفن" أي "حجازي 11" .وأخذ يتحدى به الفرق الإنجليزية. وكانت هناك فرقة من بعض جنود الاحتلال الذين كانوا يلعبون في أندية انجلترا قبل تجنيدهم، ويشرف عليهم رجل إنجليزي يدعى ستانلي، فسُمي الفريق باسم (ستانلي تيم) تحدى بفرقته فرقة حسين حجازي على رهان قدره عشرة جنيهات، وفاز فريق حجازي، فجن جنون ستانلي وصمم على إقامة مباراة ثأرية ارتفع فيها الرهان إلى 180 جنيها، وكان هذا المبلغ يعتبر ثروة في ذلك الوقت، وبعد مباراة مثيرة فاز فريق حجازي، وكان هذا الفريق يضم كل من حسين منصور لحراسة المرمى والظهيرين محمد حسنين زوبة ويوسف وهبة وخط الدفاع عبد الحميد محرم، ومحمد جبر، وسعيد المهندس، والدكتور محمد أباظة،وحسن علوبة،وعبد الفتاح طاهر، ويوسف محمد.

كان الاتحاد المختلط (اتحاد كرة القدم آنذاك) يدير النشاط الرياضي الكروي في مصر ويستمد قوته من سلطات الاحتلال الانجليزي‏،‏ وكانت معظم مباريات كرة القدم تجرى بين فرق الجيش البريطاني بعيدًا عن الفرق المصرية التي تخضع للاتحاد المختلط. وجاءت أول مباراة بين الفريق الأهلي المصري (المنتخب) وفريق الجيش البريطاني تحت رعاية جريدة "إيجيبشيان جازيت" والتي كانت تنشر بعض الأخبار الرياضية بمعرفة محررها الرياضي حسن الغمراوي‏،‏ والذي كان صديقًا لإبراهيم علام سكرتير نادي السكة الحديد ورائد النقد الرياضي،‏ وقد نظّم إبراهيم علام بالاتفاق مع مستر ميدويل رئيس تحرير "إيجيبشيان جازيت"  مباراة بين منتخب مصري وبين فريق الجيش البريطاني‏.

وبالفعل لعب الفريقان مباراة يوم ‏28‏ نوفمبر ‏1914‏ على ملعب السكة الحديد وفاز الفريق المصري ‏3/1 وغضب حسين حجازي لأنه كان يعتبر أن فريقه المسمى بفريق مصر المختار أو خلاصة مصر هو الممثل الوحيد للكرة المصرية‏،‏ فطلب مباراة مع فريق الجيش البريطاني‏،‏ ولكنه خسرها‏،‏ ثم لعب منتخب مصر مباراة ثانية مع فريق الجيش البريطاني وفاز ‏4/2 وأقيمت المباراة على ملعب النادي المختلط يوم ‏5‏ مايو‏1916‏ ثم لعب فريق حسين حجازي ‏(‏ خلاصة مصر‏)‏ مباراة ثانية مع الجيش الإنجليزي وفاز فريق حجازي ‏1/ صفر وبتلك المباريات الأربع خضع الاتحاد المختلط المهيمن علي الكرة المصرية للأمر الواقع واعترف بوجود فريقين مصريين  قويين، كما عرفت السلطات الانجليزية بوجود فريقين مصريين لهما شعبية كبيرة

 واشتهر صيته وسعى النادي الأهلي إلى ضمه لصفوفه. وبالفعل انضم حسين حجازي للأهلي عام 1917 ولحق به مجموعة من فرقته. بينما انضم كما انتقل إبراهيم علام بفريقه إلي نادي المختلط (الزمالك)‏ بعد أن خاض معركة تمصير كرة القدم بالنادي عام ‏1914‏ وكانت تلك هي بداية المنافسة بين أكبر ناديين مصريين الأهلي والزمالك (المختلط آنذاك)  وهي المنافسة التي اشتعلت فيما بعد وكانت البداية حين رتب الناديان مباراتين وديتين بينهما كي يحسما أيهما الأقوى في تلك الفترة ثم زادت اشتعالاً بعد انتقال حسين حجازي من الأهلي للزمالك ... ففي يوم ‏9‏ فبراير ‏1917‏ لعب الأهلي والزمالك أول مباراة بينهما، وفاز النادي  الأهلي ‏1/ صفر، وكانت المباراة علي ملعب المختلط في شارع فؤاد‏.

‏ وفي ‏2‏ مارس 1917 من نفس العام لعب الفريقان ثاني مباراة علي ملعب النادي الأهلي‏ وفاز المختلط 1/ صفر وكان حكم المباراتين هو الضابط البريطاني الجنسية "توايمان"‏.

وكان تشكيل فريق الأهلي في هذه المباراة يتكون من: حسين منصور،‏ إبراهيم فهمي،‏ يوسف وهبي،‏ محمد جبر‏، حسنين زوبة‏،‏ رياض شوقي،‏ محمود أباظة،‏ حسن علي علوبة‏، حسين حجازي،‏ محمود شكري، عبد الحميد محرم‏. بينما تشكيل فريق المختلط يتكون من‏:‏ محمود مرعي،‏ طه فرغلي،‏ محمد السيد‏،‏ محمود بسيوني،‏ علي الحسيني‏،‏ أحمد قدري‏،‏ حسن فوزي،‏ أحمد خلوصي،‏ يوسف محمد،‏ كامل عبد ربه، نيقولا عرقجي.

وكان قد تم الاتفاق بين الناديين علي إقامة المباراة ‏ ووقعت اتفاقية رسمية بين الناديين يوم ‏12‏ يناير ‏1917 تحت عنوان "اتفاقية بين النادي المختلط وفرقة حجازي بك علي إقامة حفلتين للعب كرة القدم لعب كرة القدم"، ووقعت في النهاية بإمضاء إبراهيم علام عن نادي المختلط وحسين حجازي عن الأهلي‏,‏ وتضمنت الاتفاقية ‏28‏ بندًا.

(( خصومة من بعد منافسة ))

بقى حجازي في الأهلي لمدة عامين. ثم انتقل إلى المختلط عام 1919 فأصبح المختلط أقوى الفرق المصرية. لكن بعد انتقال المختلط من مقره عام 1924 قرر حجازي أن يترك الفريق لأن المقر الجديد لا يوجد به مكان للعب البريدج والبلياردو وانتقل إلى النادي الأهلي. وعلى مدى 4 سنوات متتالية هبط مستوى فريق الكرة في المختلط. وكان هذا الانتقال من أسباب غرس جذور المنافسة والخصومة بين الأهلي والزمالك. فكلاهما كان قد بدأ يكون الشعبية والجماهيرية. وكان انتقال حجازي سببا في غرس مشاعر الغضب والضيق لدى الجمهور الذي كان يحبه ويشجعه ويحب ناديه ويشجعه!.

في عام 1928 عاد حسين حجازي إلى المختلط غاضبا من الأهلي الذي أوقفه بسبب واقعة عدم تسلم لاعبي الفريق لميداليات المركز الثاني من الفريق صادق يحيى باشا كبير الياوران ومندوب الملك بعد هزيمة الأهلي في نهائي الكأس أمام الترسانة. وعاد مع حجازي إلى المختلط أبرز نجوم الأهلي. واستطاع حسين حجازي أن يجدد شباب المختلط. وهكذا ساهم حسين حجازي في صناعة شعبية وجماهيرية الأهلي والزمالك وكان انتقاله من هذا النادي إلى ذاك وراء روح التنافس والخصومة التي ظهرت بينهما.

تكررت قصة حجازي مع الأهلي والزمالك لكن بأسماء أخرى منها على سبيل المثال عبدالكريم صقر. وزكي عثمان. ويكن حسين. وألدو. وحتى رضا عبدالعال وأيمن شوقي وجمال عبدالحميد. وعلى مدى عشرات السنين. كان التنافس شديدا بين الناديين على ضم لاعبين. ووصل الأمر _إلى أن مجلس الإدارة وقعا على معاهدة في يوليو 1957 لعدم خطف اللاعبين. إلا أن الاتفاق لم يستمر بطبيعة الحال!.

وفي التاريخ العديد من الأحداث التي صنعت الخصومة وزادت منها. ومنها قرار اتحاد كرة القدم عام 1944 بإيقاف 14 لاعبا من النادي الأهلي. وكان رئيس الاتحاد في ذلك الوقت هو حيدر باشا رئيس المختلط. واعتبر جمهور الأهلي حيدر باشا "الزملكاوي. مسئولا مسئولية شخصية عن قرار الإيقاف"!.

وشهدت مباريات الأهلي والزمالك أحداث عنف وشغب. وأخذت منذ الخمسينيات طابعا مميزا. ولذلك تم اللجوء إلى التحكيم الأجنبي في 22 مارس 1956 ومازال هذا الأمر متبعا في مباريات الفريقين حتى اليوم. وفي حقبة الستينيات ترنمت الفنانة صباح بأغنيتها الشهيرة "بين الأهلي والزمالك محتارة والله" وغنتها مصر كلها في ذلك الوقت بنفس القدر من الحيرة وبنفس القدر من الانقسام. وكان انتماء المشير عبدالحكيم عامر في فترة الستينيات إلى الزمالك من أسباب زيادة شعبية النادي وفي نفس الوقت زيادة الخصومة من جهة جماهير الأهلي.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل