المحتوى الرئيسى

مخرجة "3000 ليلة" مي المصري في حوارها مع "في الفن": لا أخاف السلطة ولا تحكمني أي محاذير

05/30 21:13

مي المصري مخرجة فلسطينية لبنانية استطاعت مؤخراً أن تعيد الصحو للضمير العربي مرة أخري عن طريق فيلمها 3000 ليلة، الذي وضحت فيه معانات الأسيرات الفلسطينيات، فحركت العيون للقضية الفلسطينية مرة أخري بعد أن تناست في زحام الثورات والاشتعال القائم في الوطن العربي، فكان لموقع "في الفن" حوار الخاص مع الجريئة صاحبة القضية الإنسانية في المقام الأول مي المصري.

- عاشت مي المصري فترة كبيرة من حياتها بأمريكا، وتلقيت تعليمك الجامعي هناك، فما كان سبب رجوعك للوطن العربي في وقت كانت الحرب مشتعلة ببيروت؟

الانتماء هو كان سبب رجوعي للوطن العربي مرة أخري، وبلادي التي أنتمي إليها فلسطين ولبنان، خاصة أني قمت بدراسة السينما، وكانت لدي الرغبة في عمل أفلام عن الناس وقضاياها حتي في وجود الحرب، ففي الأزمات يكون لدي الإنسان دافع أكبر لتواجده مع شعبه والتحدث عن مشاكله وأزماته، وأنا كل أفلامي عن الناس ومن الناس، وعن صمود الشعوب في أصعب الظروف.

- كيف أثرت دراستك للسينما خارج الوطن العربي علي أفكارك ومعتقداتك؟

أخذت التجارب والخبرات الإيجابية فقط من دراستي خارج الوطن العربي، خاصة التقنيات التي تعلمتها من الإطلاع علي السينما العالمية، والتي قمت بتطبيقها علي أرض الواقع، لكن لم يؤثر وجودي بأمريكا علي أفكاري ومعتقداتي العربية.

- كيف أثر وجود الحرب الأهلية ببيروت علي صناعة أفلام مي المصري؟

كان لها تأثيرا كبيرا للغاية، فأنا كل أفلامي تتحدث عن ظروف الحرب علي الشعوب، خاصة بفلسطين ولبنان، وكنت دائماً أحاول التركيز علي الأمل وعلي الطاقة الإيجابية لدي الإنسان العربي.

- ما معايير مي المصري التي تأخذها في الاعتبار أو تتبعها عند صناعة أفلامها؟

المعيار الثابت لدي هو البحث في قضايا الناس ومشكلاتهم والتحدث عنهم وبلسانهم.

- هل تخشي مي المصري الانتقادات من سلطات معينة أو لديها مخاوف أو محاذير خاصة أنك تتحدثي دائماً عن قضايا شائكة؟

ليس لدي أي محاذير أو مخاوف، ولا أخضع لأي ضغط، فدائماً أشعر أنني حرة، ولا أغير مبادئ لأي سبب من الأسباب، وأهم ما أتبعه في عملي هو نقل جزء من الواقع، فصوت السينمائيين المهتمين بنقل حقيقة الوطن العربي مازال مستمر، ولا شيء سيوقفني أنا شخصياً.

- هل بحث مي المصري الدائم علي نقلها الواقع سبب لها مشكلات من أي نوع؟

بالتأكيد، وكانت أكبر المشكلات التي تواجهني عند نقل الواقع الفلسطيني، فدائماً تقابلني صعوبات في الإنتاج، وتوزيع الأفلام، لكن هذا لن يمنعني من استكمال مسيرتي، فأفلامي حصلت علي جوائز عديدة بالخارج بالرغم من أن القضية الفلسطينية مهاجمة دائماً من قبل اللوبي الصهيوني.

- متي تري مي المصري أنها أنهت رسالتها وقدمتها كاملة؟

القضية الإنسانية لا تنتهي، ومازال أمامي مشوار كبير لكي أشعر بتقديم رسالتي، ربما يستكملها أجيال بعدي، فأنا أعتز كثيراً بالإنسان العربي وقضاياه، خاصة تحت الاحتلال.

- برأيك كيف نستطيع جيل عربي جديد يؤمن بقضايا وطنه، ويستطيع إيصال صوته وحقيقته إلي الخارج؟

أنا أشعر بالتفاؤل، فأري أنه حالياً هناك سينمائيين وجيل جديد من الشباب العرب مؤمن بقضايا الأوطان العربية، ربما يكون غير كافي، لكن من الناحية السينمائية أصبح هناك نقلة كبير، فصار يوجد عدد كبير من الأصوات، وأصبحت الكاميرا في متناول الجميع، وأشكال تعبير مختلفة تحاول إيصال صورة إنسانية عن حقيقة شعوبنا، لكن مازال الوعي غير كافي ويجب أن يكون هناك احتضان من الجهات الرسمية في الدول العربية لتشجيع الإنتاج وتسهيله لنستطيع الاستمرار.

- شاركت بمهرجان الأقصر في دورته الماضية بفيلمك الروائي الأول "3000 ليلة"، فما سبب تنازلك عن الأفلام التسجيلية القصيرة، والاتجاه للأفلام الروائية؟

اتجهت للأفلام الروائية بسبب أن موضوع فيلم "3000 ليلة" مبني علي قصص حقيقة لمعتقلات في السجون الفلسطينية، فالفيلم الروائي يسمح بعرض القصص باستفاضة أكبر عن الأفلام التسجيلية، وإمكانية الغوص بشكل أكبر في التفاصيل الإنسانية، بالإضافة إلي إن الفيلم الروائي من الممكن يوصل لجمهور أكبر.

- هل ستستغني مي المصري عن الأفلام التسجيلية وتتجه للأفلام الروائية؟

لا، ففيلمي "3000 ليلة" هو استكمال لمسيرتي في الأفلام التسجيلية، واستفدت كثيراً من تجربة الفيلم الروائي.

- من أين جاءت لكي فكرة فيلم "3000 ليلة"؟

القصة مبنية علي إحدى القصص التي سمعتها أثناء عملي على أحد الأفلام التسجيلية لأسيرة فلسطينية ولدت ابنها في السجن، فهذا ما لفت انتباهي كثيراً لموضوع الأسيرات.

- هل قمتي بتجميع قصص فيلم"3000 ليلة" بنفسك أم شاركك أحد في تجميعهم؟

كان لدي بالفعل مساعدين علي الأرض، شاركوني في البحث واللقاءات مع عشرات الأسيرات، والتي بناء عليها قمت بكتابة السيناريو.

- كم من الوقت استغرق فيلم "3000 ليلة" من مي المصري في الكتابة والتنفيذ؟

استغرق في الكتابة سنوات عديدة، وفي التصوير استمر لمدة 6 أسابيع بالأردن، حيث قمنا بالتصوير في سجن حقيقي، وهذا أعطي مصداقية كبيرة للفيلم.

- ما السبب وراء نجاح أفلام مي المصري عالمياً أكثر من نجاحها محلياً داخل الوطن العربي؟

فيلم "3000 ليلة" تم عرضه عالمياً بعدة دول واخذ العديد من الجوائز كان أخرها مهرجان موسكو، وبالفعل ملفت للنظر أن معظم الجوائز من الغرب وهذا الشيء محزن ومفرح في نفس الوقت، حيث أنه نوع من الاعتراف بقضايا الوطن العربي وخاصة القضية الفلسطينية، وشيء محزن أنه لا يكرم الإنسان بوطنه، لكن أكثر ما يشعرني بالبهجة والنجاح أنه عند وقت عرض الفيلم في العديد من الدول وخاصة مصر جاءت تعليقات عدة بأن الفيلم عمل علي إعادة الضمير العربي نحو القضية الفلسطينية التي تاهت وسط ثورات الربيع العربي.

- كيف استطاعت مي المصري تحقيق المصداقية الكبيرة التي يشعر بها المشاهد عند رؤيته لفيلم "3000 ليلة"؟

في البداية عملت مع طاقم نسائي فلسطيني من الدرجة الأولي آمنوا كثيراً بالفيلم، كانوا يشعرون بمعاناة بلادهم الحقيقة، فمنهم من أعتقل، أو تم أسر أشخاص من عائلتهم، بالإضافة إلي أنهم التقوا بالفعل مع أسيرات حقيقيات مع تصوير الأحداث داخل السجن، كان كل هذا يعطي انطباع بمصداقية الفيلم وأن المشاهد يري أمامه واقع حقيقي وليس مصور، فالفيلم مصنوع من البداية للنهاية بروح فلسطينية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل