المحتوى الرئيسى

الرجل الذي كشف حقيقة أوباما؟.. شاهد بالصور كيف حول البيت الأبيض إلى قاعة للرقص والهزل

05/30 18:54

على مدار ولايتين رئاسيتين تاريخيتين، تمكن المصور الرسمي للبيت الأبيض بيت سوزا من تأريخ اللحظات الأكثر حميمية، وصراحة، وهزلاً في رئاسة باراك أوباما.

في الأسبوع نفسه الذي تأكد فيه وصول ترامب كمرشح رسمي للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث بدا غير ممكن إيقافه، التقى أوباما بـ فرجينيا مكلورين، التي تبلغ من العمر 106 أعوام، وفقاً لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

تظهر صورة التقطها المصور الرسمي للبيت الأبيض بيت سوزا هذا اللقاء، حيث يبتسم أوباما ابتسامة عريضة بينما ترقص زوجته مع مكلورين، والتي دُعيت لزيارة البيت الأبيض اعترافاً بفضلها في العمل المجتمعي الذي قامت به على مدار عقود طويلة في العاصمة الأميركية.

كانت الزيارة أيضاً احتفالاً بـ"شهر تاريخ السود"، والصورة التي التقطها سوزا بدت حميمية وتاريخية. إنها تضم ثلاثة أميركيين من أصول أفريقية داخل البيت الأبيض، وتحديداً داخل الغرفة الزرقاء، والتي تزينها النجوم الذهبية، وأثاثاً على الطراز الإمبراطوري، بالإضافة إلى صورة لقائد وطني يحمل منديلاً أبيض في يده البيضاء.

هذه الصورة هي واحدة فقط من بين مجموعة كبيرة من الصور ذات الطابع الإنساني، والمضحك غالباً، والتي لم يتوقف نشرها عند المكتب الإعلامي للبيت الأبيض فقط، بل نُشِرت عبر موقعي فليكر وإنستغرام، وقد تمكن فيها سوزا من توثيق لحظات من إدارة أوباما لن تُنسى أبداً.

هذه الصور هي بمثابة وثائق تاريخية قيمة. ربما يوجه النقاد من اليسار إلى اليمين أصابع النقد إلى أوباما على كل شيء، بداية من الفشل في إغلاق معتقل غوانتانمو (ما زال يحاول فعل ذلك)، وصولاً إلى الضائقة الاقتصادية المستمرة والتي ساهمت في إنتاج أكثر الانتخابات تطرفاً منذ عام 1860. تخبرنا الصور التي التقطها سوزا بقصة مختلفة، وهي القصة الأهم. حقق أوباما المستحيل، وجعل من البيت الأبيض منزلاً أميركياً أفريقياً لثمان سنوات.

في صورة مكلورين، والتي وُلِدت عام 1909، في الوقت الذي كانت فيه الحرب الأهلية ذكرى حية في ذاكرة الأميركيين، تزور السيدة أول رئيس أميركي من ذوي البشرة السمراء.

في عام 2012، التقط سوزا صورة لأوباما ينحني للطفل جاكوب فيلاديلفيا البالغ من العمر خمس سنوات في ذلك الوقت ليتحسس رأسه، حيث قال الطفل لأوباما "أريد أن أرى ما إذا كان شعرك مثل شعري"، فكان رد الرئيس "قم بتحسسه يا فتى".

جاكوب فيلاديلفيا هو واحدٌ من بين قائمة طويلة من الأطفال الأميركيين من أصول أفريقية التقوا أوباما في البيت الأبيض، وقد تمكنت كاميرا سوزا من التقاط المشهد الذي كان مؤثراً، تلقائياً، وهزلياً.

وفي هذه الصورة أحادية اللون، التقط سوزا صورة للطفل كلارك رينولدز (3 سنوات) بينما يبدو عليه الخوف في الوقت الذي يضع فيها أوباما يده على وجهه. التقطت الصورة من مستوى ارتفاع الطفل وصورت بذكاء نظرة الطفل لأوباما، بينما لا تظهر سوى يد أوباما فقط في الصورة على وجه كلارك.

وبخلاف الرسومات والصور السابقة للرؤساء، اليد ليست بيضاء هذه المرة. كيف يمكن لأحدهم أن يقول إن هذا الأمر لا يعني شيئاً؟ كلارك الصغير نفسه يظن أن هذا يعني شيئاً، وكذلك سوزا، والذي أصبحت صوره خلال السنة الأخيرة من رئاسة أوباما أكثر شعرية، كما أنها تبدو أكثر تأثيراً.

بالتأكيد لم تكن جميع اللقطات الدافئة والإنسانية التي سجلها سوزا داخل البيت الأبيض فصلاً من التاريخ. في كثير من الأحيان، كان سوزا يلتقط ببساطة روح الدعابة وسرعة بديهة أوباما. هناك صورة كبرى رائعة للرئيس يتظاهر فيها أنه وقع في شبكة خفية ألقاها طفل يرتدي ملابس شخصية الرجل العنكبوت. وفي لقطة أخرى رائعة، يظهر فيها في أفضل لحظات الأبوة داعماً لابنته.

تعكس صورة أخرى الضغوط وأسرار السلطة، ويظهر فيها أوباما في انعكاس على إحدى مرايا البيت الأبيض واضعاً يده على شفتيه في مشهد يبدو كمحادثة عميقة.

ما الذي جعل من سوزا مصوراً مثالياً للحياة اليومية أثناء رئاسة أوباما؟ ربما تبدو الإجابة مفاجئة. قبل أن يغطي سوزا حياة أول رئيس أميركي من ذوي البشرة السمراء، قام سوزا بالمهمة نفسها مع أول ممثل من هوليوود يحكم الولايات المتحدة، حيث في الفترة بين 1983 و1989، كان المصور الرسمي للرئيس الأسبق رونالد ريغان. ربما أشهر صوره في هذه الفترة تظهر رونالد ونانسي ريغان يلتقيان بـ مايكل جاكسون، والتي ارتدى فيها جاكسون سترة ذات طابع عسكري. بدا ريغان في الصورة في حيرة، هل هذا هو ملك البوب أم قائد عسكري في فيلم حرب النجوم؟

ربما يبدو أن هناك روابط أكثر بين ريغان وأوباما للوهلة الأولى، وسوزا استطاع رؤية الأمر بالكامل. كلاهما كانا عظيمين فيما يتعلق بالتواصل، حيث لم يفقدا روحهما بسبب المنصب.

ريغان -تماماً مثل أوباما- كان ذا نزعة إنسانية، وقدرة على الاتصال بالناس. أن تكون إنساناً هو شيء نادر بين السياسيين المعاصرين. أن تبدو وكأنك تشعر بالراحة داخل مكتبك هو شيء أكثر ندرة. كان ريغان يشتهر بهذا الأمر أيضاً، لدرجة أنه كان من الممكن أن يمزح بشأن الحرب النووية. ربما أخاف نشطاء السلام، إلا أن الشعب الأميركي استمد الثقة من تلك السهولة التي أظهرها ريغان في إدارة الأمور.

يُظهر أوباما أيضاً ما أظهره ريغان سابقاً من الفطنة في رئاسته، وذلك ليس حباً في السلطة. لم تظهر صور سوزا أوباما كشخص متعجرف أو منعزل أو خطير. في هذه الصور، دائماً ما بدا سعيداً ومتواضعاً في مكتبه: تظهر إحدى الصور أوباما واضعاً قبضة يده أمام قبضة يد أحد عمال النظافة في مبنى حكومي، وهي تصور إحساسه بالحقائق الكبرى حول عدم المساواة التي ستستمر بعد فترة رئاسته التي امتدت لثماني سنوات.

تميل التقارير حول صور سوزا إلى تكرار أنها تظهر أن الرئيس شخص "رائع"، إلا أن هذه الكلمة لا تعني شيئاً.

هذه الصور تخبرنا عن القصة الحقيقية لرئاسة أوباما والتي لم تصفها الكلمات. بعد كل الغضب والكراهية والانتقادات اليمينية، وحتى أوصاف الليبراليين الضعيفة للفترة، تستمر صور سوزا في إخبارنا عن قصة الزعيم الذي كان هادئاً تحت النيران، والذي لم يكن منزعجاً على الإطلاق داخل مكتبه، والذي أظهر لهؤلاء الأطفال الذين مروا أمام مكتبه البيضاوي، والملايين غيرهم، كيف يصبحون أشخاصاً صالحين، كجزء من الولايات المتحدة والعالم. هل سنفتقد الشخص الذي يظهر في كل تلك الصور؟ نعم، بالتأكيد.

أعلاه: في أكتوبر/تشرين الأول 2009، أوباما يتنافس مع رجال الكونغرس في مباراة لكرة السلة داخل البيت الأبيض.

في الأسفل: في مارس/أذار 2008، يجري أوباما داخل البيت الأبيض مع كلب الأسرة ويدعى "بو".

أعلاه: مارس/أذار 2015، أوباما وزوجته يتشاركان لحظة عاطفية في الذكرى الخمسين للمسيرة من سيلما إلى مونتغمري للمطالبة بالحرية والمساواة.

في الأسفل: يونيو/حزيران 2013، يظهر أوباما لابنته ساشا أفضل ما لديه من حركات راقصة وراء الكواليس.

أعلاه: أكتوبر/تشرين الأول 2012، يظهر الرئيس جانبه المرح، حيث يمثل كونه فريسة تقع في شباك طفل في الثالثة من عمره يرتدي زي الرجل العنكبوت.

في الأسفل: أغسطس/آب 2013، أوباما وزوجته في الذكرى الخمسين من مسيرة الحقوق المدنية إلى واشنطن.

أعلاه: يونيو/حزيران 2013، أوباما يحتضن ابنته ساشا في زيارة لغرفة احتجاز الزعيم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.

في الأعلى: يوليو/تموز 2012، بالنسبة لهذا الطفل الصغير، تحول مكتب الرئاسة إلى مكان للعب، وتحول الرئيس إلى رفيقه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل