المحتوى الرئيسى

مقال مصور: ورا المكياج حكايات

05/30 15:14

ورا كل طبقة "كونسيلر" اتحطت، فيه واحدة السهر ساب علامته على وشها، ورا كل خط أسود اترسم فوق العين، فيه عشر خطوط معووجين سبقوه واتمسحوا، وجوة كل واحدة وقفت نص ساعة قدام المراية تحط مكياج، حاجات بتحبها في وشها وعايزة تظهرها وحاجات عايزة تداري عليها بالألوان، المكياج سلاح (مش ذو حدين لأ) خطر، سلاح واوعي السلاح يطول، لأنه لو وقع في إيد واحدة خِطرة زيّه تعرف قدراته وتقدر تلعب بيها هترسم العالم زي ما هي حابة، وهتعمل بيدج ع الفيسبوك وتخلي عرايس الدنيا كلها شكل واحد، ولو وقع في إيد واحدة متعرفهوش كويس، وكان نفسها تغيّر شوية النهارده، ممكن يغيرها لمرحلة تخرجها من نوع البني آدمين أساسًا ويقلبها زومبي أو أراجوز، ولو وقع في إيد واحدة لسه الدنيا مدياها كف مطير صف سنانها وثقتها في نفسها ع الأرض، ممكن متعرفش تخرج من بيتها تاني من غيره.. مش بقولِك؟ خـطـر.

إحنا سألنا خمس بنات عن علاقة كل واحدة بعلبة مكياجها وشكلها قدام المراية. ودي كانت حكاياتهم:

ف.ر قالتلنا: أول مرة بدأت أتعامل مع أدوات المكياج كان عندي 13 سنة، ساعتها أمي الله يرحمها قررت تعمل مشروعها الصغير (كوافير حريمي).. سكة طويلة وغريبة مع المكياج، لكن أكتر مشهد عمري ما هنساه يوم ما جاتلنا عروسة من صعيد مصر.

العريس كان جارنا وصمم إن العروسة تتزين عندنا عشان كان معجب بشغلنا وبشكل البنات اللى بتخرج من الكوافير.. عروسته كانت بنت جميلة خمرية اللون، شعرها مجعد وفيه بساطة محببة فى هدومها اللي كانت مليانة ورد مبهج. 

وقتها أمي قالتلي "هنعملها مكياج شكله إيه؟" وأنا رديت عليها وقلتلها "هنبهرهم".

يومها فعلاً العريس وقرايبه انبهروا بيها، وأفتكر إن واحد من قرايب العريس مال على العريس ووشوشه وكان بيقوله "سبحان الخالق فعلاً! لبّس البوصة تبقى عروسة".

ومن ساعتها قررت من جوايا إني هبقى على طبيعتي ومش هحط ميكاج بطريقة ملفتة، وأخدت القرار ده عشان إعجابي بعروسة الصعيد اللى كانت بجمالها بنت بسيطة أكتر من إنها تكون عروسة ملونة.

أما د.ف حكت: أنا والمكياج مش أعز اصحاب.. علاقتنا ببعض علاقة على الخفيف أوي، وبدأت متأخر جدًا، عشان في بيتنا كان المكياج شيء مش مناسب إن البنت تحطه لحد ما تتخرج من الجامعة.

أدواتي محدودة جدًا وكمية المكياج اللي بحطه تكاد تكون مش بارزة على ملامحي، وبحطه على وشي على طول من غير طبقات عازلة من كريم الأساس أو البرايمر والحاجات اللي لما بقول إني مش بحطها لازم أسمع بعدها شهقات تعجب وصيحات استنكار، وبتوصل أحيانًا لنظرات شفقة عليّ أو قرف مني، لأني مهملة في بشرتي.

مش عارفة الروج الأحمر وقلم تحديد الشفايف والآيشادو بيعملوا إيه عندي وأنا عمرى ما هيكون عندي جرأة أستخدمهم؟! في المقابل مثلاً ممكن يجرالي حاجة لو ملقتش كونسيلر عشان أداري بيه الهالات السودا تحت عيني، رفيقتي المخلصة اللي مش عارفة هنفترق أنا وهي امتى.

أفتكر مرة إن صاحبتي حطتلي مكياج تقيل وواضح، مكنتش مستريحة، وكنت حاسة إني مش على طبيعتي، وأول ما دخلت المترو طلعت المناديل المبللة وقعدت أمسح كل المكياج ده، والستات بتتفرج عليّ باستغراب.. أنا كمان كنت مستغربة نفسي إني مستحمتلش المكياج على وشي لحد ما أروح البيت.

بقالي فترة كل شوية أتفرج على فيديوهات "إزاي تحطي مكياج" وبقيت عارفة كل فرشة بتستخدم عشان إيه بالظبط، ونزلت اشتريت شوية مكياج وفرش جديدة، كنت مبسوطة أوي بيهم رغم إني في الآخر معملتش بيهم أي حاجة.

لما بخرّج المكياج من شنطته الصغيرة دايمًا بكون متأكدة إنه في حياتي مجرد عامل مساعد مش أساسي أبدًا، وإنه موجود عشان أخفي عيوب وشي مش إني أبرز جماله.. وفيه فرق كبير في الإحساس النفسي بين الاتنين.

أ.خ قالت: بشكل عام شكلي مش شبهي، على الأقل في نظري، أو يمكن أكون مفكرتش ف الموضوع ده غير قريب جدا. لما بفكر ف شكلي بتخيل إن شفايفي موردة وحمرا وخدودي كمان، رغم إن عندي أنيميا باينة جدًا ووشي باهت بشكل واضح، الحاجة الوحيدة اللي بقرر إني لازم أعملها عشان شكلي ف ذهني يشبه شوية شكلي الحقيقي إني أحط كحل. يمكن لأني كنت طول الوقت بسمع تعليقات عن رسمة عيني وشكلها، وده خلاني أرسملها ف خيالي صورة زيادة عن اللزوم، المهم إني مش عارفة إمتى وإزاي بقيت مدمنة لشراء أقلام الكحل والآي لاينر واستخدامهم، مش بس كده، لأ كمان التواصل معاهم بإحساسي بالشكل اللي بيخليني ف كل مود عارفة كويس أنا محتاجة أستخدم أي قلم من الأقلام الكتير الموجودة عندي، واللي كلها بالمناسبة لونها أسود ما عدا واحد قديم أزرق مش عارفة استخدمه ف أنهي مود بالضبط. 

يمكن ده يجاوب على إني أيوه مش بتسخدم باقي المكياج، لأني متخيلة تمامًا إن شكلي نضر وحي بالدرجة الكافية المُرضية، وهنا كلمة "أتخيل" مقصودة بحرفيتها مش مجازية أبدًا. عندي شنطة مكياج هدية، معظم الكريمات اللي فيها مش مفهومة بالنسبة لي، ومش عارفة امتى بالضبط أحط أنهي فيهم. لما بكون مبسوطة أوي ممكن أحط فرشة كده وفرشة كده على خدودي، عشان تكون موردة بحق وحقيقي.

مش عارفة إذا كان غريب ولا عادي إني معتبرتش أبدًا إن واحدة أجمل مني لأنها بتستخدم مكياج بحرفية أكبر وعارفة تظهر جمالها بيه، لكن طول الوقت ببص ع المكياج ف وشوش البنات وأفكر كان إيه مستخبي ف دماغهم عن شكلهم وهمّ بيحطوا الحاجات دي، وليه اختاروها بالذات.

وعلى سبيل الاعتراف الكامل، مرات قليلة أوي اللي قدرت أرسم فيها خط كحل أو آي لاينر مضبوط فعلاً مش متعرج ولا مشرشر ولا كل عين برسمة، ورغم كده مش هبطل أرسمه بإحساسي، ولسه مجربتش أطبق أي فكرة من أفكار الفيديوهات اللي ممكن تحسّن أدائي.

لو فيه حاجة هفكر أغيّرها ف إستراتيجية تعاملي مع المكياج وأنا مقبلة على التلاتين، هتكون إني أحط روج بجد، واضح وصريح، وأبطل أحطه على شفة واحدة وأطبعها ع التانية، أو أحط ع الاتنين خفيف وبعدين أمسحه بمنديل فيبان ضل اللون.

أ.أ قالت: زي ما هو واضح في الصورة بالظبط، أنا مبحطش مكياج، ولما بحط بتبقى آخر اختياراتي، وبتكون حاجات بسيطة جدًا، كريم أساس عشان يوحد لون البشرة، وكحل وروج، وبلاشر.

المكياج بالنسبة لي شيء مرهق جدًا، أنا طول الوقت بحب أمسح وشي ومبكونش على طبيعتي خالص لما بحط مكياج، بحس إني لازم أحاسب على كل حركة وكل نفس بيخرج مني، بيخنقني.

على الجانب الآخر، بحب المانيكير جدًا، طول الوقت ضوافر رجلي ملونة، وكل ما بتسمح الظروف (يعني من الآخر لما بتعزم برة فمبيكونش فيه مواعين) بلون صوابع إيديا كمان، معرفش ليه تحديدًا بس بحس شكل إيدي حلو وبجرب ألوان كتير، مبقلقش من الألوان الصارخة، بالعكس بحب أحط ألوان غريبة، واللي يشوفها يقولي مش حلوة، بتكيّف أنا أوي لما بيقولولي مش حلوة.

وأخيرًا.. ن.م كانت بتقول: تحسيهم في مصر محدش قالهم على موضوع البنت السمرا ده، البياعات بتعامل السمرا في محل المكياج على إنها عربية دهانها جربان وعايزين نلحقها بلون فرايحي كده، مش عارفة مين حفّظهم كلهم إن كريم الأساس لازم يبقى "درجتشين أفتح يا آنسة"؟!

وكملت: أنا طفولتي كانت صبياني شوية، بحب الجري والتنطيط، ومليش خُلق ع الوقفة قدام المراية، عشان كده اتأخرت شوية على ما اتعرفت ع المكياج، تلتين الحاجات اللي عندي جيالي هدايا، عشان كده مكانتش بتناسبني ولا بتديني نتايج حلوة، لحد ما اتعلمت أنقّي إزاي حاجتي، ورغم التشكيلة الكبيرة دي، بستعملها في المناسبات بس، وغير كده أنا علاقتي اليومية بيه مقتصرة ع الكحل والروج.

كوني واحدة سمرا زيي زي نص بنات مصر بتعب جدًا على ما بلاقي مكياج يناسبني وألوان مانيكير، قدرنا نحب ألوان البينك الهادية ونشاورلها من بعيد ونكمل طريقنا عشان مبتبانش في وشنا، وقدرنا كمان نشتري كريم أساس بالشيء الفلاني ونروّح نحطه نلاقيه على بينك ومخلينا زي اللي راجعة من المصيف ومقشرة، ونركنه جنب إخواته.. البينك مبيحبناش بس الألوان الترابية بتحبنا، درجات البرتقالي والنبيتي بيغازلوا سمارنا، روحيلهم وسيبي الجليتر من إيدك، سيبيه واستغفري ربنا وخلي بالك من شوية حاجات:

- ابتسمي للبياعة بس متسمعيلهاش، هي والكوافيرة اللي بتنصحك بتاتتو الحواجب.

- شمّي الروج قبل ما تشتريه، لو ريحته قالبة على دوا بلاش المحل ده كله.

- سيبي حواجبك في مكانها، لما بيطلعوا لفوق بتباني مستغربة طول الوقت، ولما بتقربيهم لبعض بتباني متضايقة طول الوقت.. سيبيهم.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل