المحتوى الرئيسى

هل تحلّ «السبيرولينا» مشاكل سوء التغذية في أفريقيا؟

05/30 01:23

تُقدّم «السبيرولينا» على أنها «أغنى غذاء طبيعي بعد حليب الأم»، وتنتشر هذه «الطحالب الزرقاء» في أطباق الأغنياء، محاولةً أن تحل مشاكل سوء التغذية في افريقيا.

وتعيش «السبيرولينا» منذ 3,5 مليارات سنة، الا ان عالم النبات البلجيكي جان ليونار أعاد اكتشافها في الستينيات من القرن الماضي. فهو استغرب كيف أن قبيلة على بحيرة تشاد كانت تتمتع بوضع صحي أفضل من القبائل الأخرى، ليكتشف أن أفرادها يتناولون هذه الطحالب التي تنبت بشكل طبيعي في مياه البحيرة. ومنذ العام 1974، اعتبرت الأمم المتحدة «السبيرولينا» غذاء المستقبل، إذ إن هذه الطحالب هي مركز بروتينات (65 في المئة) وحديد وبيتا - كاروتين وفيتامينات «بي 12» و «بي» و «اي» و «كاي».

ويقول الطبيب جان دوبير، أحد المروجين لـ «السبيرولينا»، إنها «غذاء استثنائي» رغم أن منافعها الصحية عير مثبتة علمياً.

و«السبيرولينا» غذاء مطلوب جداً لدى النباتيين والرياضيين في الدول الغربية، ويأتي على شكل حبوب او على شكل مسحوق مجفف، يرش على السلطات او في العصائر. ويوصى بتناول ملعقة صغيرة منه يومياً، فيما تكلف الكمية الشهرية الضرورية حوالي 15 يورو في الدول الغربية.

وتوضح نيكول وأوليفييه شارمون في دفيئة أقاماها في جنوب فرنسا، حيث ينتجان هذا «الذهب الأخضر» في أحواض، أنه «ليس بدواء أو بمنتج سحري. إنه غذاء منشط بسبب ما يحويه من البروتينات، وهو مضادّ للأكسدة ومنظف ومضاد للالتهابات».

وتنبت «السبيرولينا» بشكل طبيعي في البحيرات المالحة قليلاً في الدول الاستوائية، لذا تسهل إقامة محيطها الطبيعي في احواض، شرط أن تتوافر كميات كافية من الحرارة والنور. وتعتبر الصين وكاليفورنيا أكبر منتجين لها في العالم، وتنتج فيهما «السبيرولينا» على نطاق صناعي مع تجفيف على حرارة مرتفعة يمكن أن تؤثر على خصائص «الطحالب الزرقاء». وينتج خمسة آلاف طن من «السبيرولينا» في السنة. وتستمر بحيرات تشاد الطبيعية بتوفير 400 طن سنوياً. وفي اوروبا، طورت فرنسا منذ عشر سنوات إنتاجاً ريفياً مع نحو مئة منتج ينتجون كميات قليلة ويبيعون في مناطق معينة.

وهو نموذج فريد بدأ يشقّ طريقه في اسبانيا او ايطاليا، كما يهمّ الدول النامية التي تعتبر هذا النبات سلاحاً لمكافحة سوء التغذية المزمن.

إلا أن عائقين يعترضان تطوير الإنتاج على نطاق واسع، إذ إن في القارة الافريقية راهناً حوالي 50 مزرعة فقط. ويتمثل العائق الأول في قبول «السبيرولينا» في الأطباق، إذ إن هذه البكتيريا باللون الأخضر القاتم المقرمشة تحت الأسنان لا تُعجب الجميع بسبب رائحتها خصوصاً. كذلك تفتقر «السبيرولينا» الى دعم من المنظمات الكبيرة مثل «يونيسف» التي تفضل عليها خصوصاً «بلامينات»، وهو معجون طاقة جاهز للاستخدام يستند الى الفول السوداني تنتجه المجموعة الفرنسية «نوتريس».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل