المحتوى الرئيسى

«غرفة الديبلوماسية» الأميركية.. حين يؤدي الفن دوراً

05/30 01:23

تروي مجموعةٌ تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة من الأثاث ومنحوتات ورسوم حيزاً مهماً من تاريخ الولايات المتحدة، وهي معروضةٌ في القاعات الديبلوماسية في وزارة الخارجية الأميركية.

ولا تحمل واجهة مقرّ الوزارة أي مؤشر على وجود هذه المجموعة، إلا أن المصعد في الطابق الأخير ينقل الزائر الى زمن «الثورة الأميركية» مع أعمدة وأثاث عائدة الى القرن الثامن عشر.

وتضمّ هذه القاعات المعروفة باسم «ديبلوماتيك ريسبشين رومز». هذه المجموعة التي لها أهمية تاريخية كبيرة في الولايات المتحدة.

وعندما دشنت هذه القاعات في العام 1961، كانت تشبه على حد تعبير مفوضها السابق كليمنت كونغر «نزلاً من الخمسينيات». وكَتَب يومها يقول إن «الوضع كان كارثياً إن على صعيد الترفيه الأنيق او الديبلوماسية الدولية»، متعهداً تحويلها مكاناً يكرّم الحرفيين الأميركيين والتراث الثقافي.

وجمع فريق كوغر مجموعةً من القطع والاثاث العائدة الى الحقبة الممتدة منذ العام 1740 عندما كانت البلاد لا تزال خاضعة للحكم البريطاني مروراً بثورة العام 1776، وحتى العام 1830. ويعود بعضها الى «انصار الجمهورية»، ولا سيما الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، والبعض الآخر الى مؤيدي التاج البريطاني، فيما تشهد قطع أخرى على مهارات حرفيي ذلك الزمن او تتمتع بقيمة ديبلوماسية معينة.

وقد أفرد مكان مميز للمكتب الذي وقعت عليه «معاهدة باريس» في العام 1783 التي وضعت حداً لحرب استقلال الولايات المتحدة عن الامبراطورية البريطانية بمساعدة فرنسا. وعلى بعد أمتار قليلة، علقت لوحةٌ غير مكتملة ينبغي أن تحتفي بهذا الإنجاز، تظهر المفاوضين الاميركيين الخمسة، وبينهم بنجامين فرانكلين، الا ان ممثل التاج الانكليزي حينها رفض ان يمثل امام الفنان ليرسمه.

وباتت «ديبلوماتيك ريسيبشين رومز» اليوم تضم 42 قاعة تقع في الطابقين السابع والثامن من المبنى، وتمتد على مساحة 2600 متر مربع في مقر الوزارة في قلب واشنطن.

وقد موّل المشروع عبر تبرعات خاصة مالية وعينية على ما توضح مارسي كريغهيل، مفوّضة المكان، مشددة على

أن قيمة المجموعة تصل راهناً الى 125 مليون دولار.

ويُضاف الى كل ذلك الإطار الهندسي الذي يسمح للديبلوماسيين وقادة الدول مناقشةَ قضايا العالم وسط ديكور شبيه بالدارات الفخمة التي كانت منتشرة في القرن الثامن عشر.

وأعيد في إحدى القاعات تشكيل دارة توماس جيفرسون في مونتيتشيلو جنوب واشنطن، فيما تستخدم قاعات أخرى رخاماً وارضيات خشبية أخذت من ابنية تاريخية.

أما أهم هذه القاعات وافخمها فهي قاعة «بنجامين فرانكلين ستايت داينينغ روم» البالغ ارتفاع سقفها 6,4 امتار، والتي تضم 32 عموداً مصنوعاً من الصمغ يقلد الرخام الزهري، مع سجادة طولها 29 متراً، ووزنها 1800 كيلوغرام. وهي تتسع لنحو 375 شخصاً.

وتكلف صيانة هذه القاعات والمحافظة عليها 300 الف دولار سنوياً. وهي تغلق في شهر آب من كل سنة لإجراء عملية تنظيف واسعة فيها. الا انها تبقى ما عدا ذلك في قلب الديبلوماسية الاميركية طوال العام، مع اجتماعات ثنائية وقمم دولية ومؤتمرات صحافية وجلسات عمل حول مأدبة طعام ومراسم استقبال.

وتقول كرايغهيل إن «الفن يؤدي دوراً اينما امكن في فن الديبلوماسية، في الحوار مع القادة الأجانب».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل