المحتوى الرئيسى

أوباما يرعى «التطبيع الكوميدي» مع كوبا

05/30 01:23

لم يكن العجوز الكوبي «بانفيلو» مشهورًا قبل أن ينشر «البيت الأبيض» عبر صفحته الرسمية على «فايسبوك»، الأحد الماضي، كواليس اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما. يعلم الجميع أن الرئيس الأميركي اجتمع براؤول كاسترو وشخصيات قيادية كوبية خلال زيارته التاريخية لكوبا في 21 آذار الماضي، لكن قلّة تعلم بأنه التقى أيضاً «بانفيلو».

يؤدّي شخصية «بانفيلو» التلفزيونية أحد أشهر الممثلين الكوميديين في كوبا لويس سيلفا. وبالرغم من أن برنامجه يذاع بشكلٍ أسبوعي عبر إحدى القنوات الرسمية الكوبية، إلا أن الحكومة تمنحه مساحة حرية أكبر من غيره لمناقشة يوميات وقضايا الكوبيين.

أثناء التحضير لزيارة الوفد الأميركي إلى كوبا، تم الإتفاق أن يفاجئ أوباما الكوبيين بالظهور في إحدى حلقات برنامج «بانفيلو»، على اعتبار أن العجوز حاول في حلقة سابقة الاتصال هاتفياً بالرئيس لكنه لم يتمكن من الوصول إليه. شكّل هذا التفصيل مدخلاً مناسباً لبناء أحداث الحلقة، فعند محاولة «بانفيلو» الاتصال بالرئيس الأميركي سيجد من يسمعه هذه المرة، في محاكاة لتغيّر العلاقات بين البلدين.

في الحلقة «التاريخية»، وخلال اتصال «بانفيلو» بمركز الأرصاد الجوية في كازابلانكا، للتأكد من حال الطقس يتبين أنه طلب عن طريق الخطأ رقم «البيت الأبيض»، فيجيب الرئيس أوباما. عندها يطلب العجوز الكوبي إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي غير مصدقٍ بأنه قد يجيب شخصيًا على الهاتف. «أوباما الحقيقي؟!» يسأل مرتجفاً، يجيبه أوباما: «وأنت من؟! بانفيلو الحقيقي صاحب البرنامج التلفزيوني؟!». بعد ذلك يبدأ «بانفيلو» بإسداء النصائح للرئيس حول عدم الإكثار من حقائب السفر، كي لا يعلق في فوضى المطار في كوبا. كما يعرض عليه أن يقلّه بسيارة «الموسكو فيتش» الروسية، أو أن يستضيفه في منزله. في نهاية الاتصال يعتذر «بانفيلو» عن عدم تمكنه من إقامة حفلة ترحيب بأوباما نظراً لإنشغاله. لكنه في المقابل يدعوه لشرب البيرة ولعب الدومينو. ينتهي الاتصال على أمل اللقاء في كوبا.

وهكذا، بثّ الشريط قبل أن يطأ أوباما أرض كوبا، وتم تداوله بصورة كبيرة بين أوساط الكوبيين. التفاعل الشعبي الكثيف مع الحلقة، دفع أوباما لإكمال ما بدأه، وتنفيذ وعده بلعب الدومينو مع «بانفيلو» وثلاثة من أصدقائه. هذه المرة يلتقي الاثنان في قلب هافانا القديمة، يجلس أوباما مع الرجال الكوبيين، يتحدثون عن الطعام والموسيقى الكوبية، في سيناريو حواري ركيك يراد منه إيصال رسائل مباشرة وفجة تؤكد سعادة أوباما بالزيارة وبتعرفه على «الشعب الكوبي».

بالرغم من أن دبلوماسيي البيت الأبيض رأوا بأنهم حققوا مرادهم من ظهور أوباما في برنامج كوبي ساخر، إلا أنهم وبنشرهم مجريات تصوير الحلقة، بعد أشهرٍ من عرضها، يحاولون التفاخر بتجربتهم أمام العالم الذي يجهل ما حدث داخل كوبا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل