المحتوى الرئيسى

هؤلاء هددوا بضرب السد العالي.. ومصر تتوعد بأسلحة الردع

05/29 23:18

السد العالي.. بناء خلَّد رحلة كفاح المصريين من أجل التحكم في مصائرهم، فعبره نجحوا في أن يحققوا ما طمح إليه أجدادهم منذ عهد الفراعنة، السيطرة على النيل، وعدم الارتكان إلى حجم الفيضان في كل عام.. السد المبني من أحجار الجرانيت، والذي يقف شامخًا يحجز من خلفه مياه بحيرة اصطناعية هي الأكبر من نوعها في العالم، هو رمز لكرامة وصلابة مصر.. وطالما كان محلًا لتهديدات أعدائها.

7 أكتوبر 1976، غرفة عمليات رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي في حالة فوضى، الجيش المصري يعزز من تواجده شرق قناة السويس، ونجح في إسقاط معظم النقاط الحصينة لخط بارليف، الوضع يبدو مأساويًا، ينظر وزير الدفاع، موشيه ديان، بعينه الوحيدة للضباط من حوله، ثم يقول: "لماذا لا نأخذ خيار شمشون ونستهدفهم بضربة نووية.. أو نضرب السد العالي".

حرب أكتوبر المجيدة مرت بأيامها العصيبة، ووقعت اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، ولكن ظل "مقترح" ديان يلقى آذانًا لدى بعض دوائر صناعة القرار في تل أبيب، ومنها الكنيست وبعض الساسة الأكثر تطرفًا في الكيان الصهيوني، ولعل أبرزهم "ليبرمان".

أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد في حكومة بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد توجيه التهديدات والتصريحات المعادية لمصر، عندما كان يتولى حقيبة الخارجية، ففي عام 2008 قال "ليبرمان" إن مصر اذ لم تحافظ على اتفاقية السلام، فأنه من الممكن ضرب "السد العالي" وإغراقها بمياه بحيرة ناصر، كما وصف مصر أيضًا في عام 2012 بأنها "تمثل تهديدًا" كإيران.

مصر اختارت أن تقف في صف الكويت ودول الخليج، خلال حرب الخليج الثانية، والوقوف ضد العراق ورئيسها في حينه، صدام حسين، وشاركت بأكبر قوة عربية، وثالث أكبر قوة في التحالف الدولي، وذلك في عام 1991، وانتهت الحرب بتحرير الكويت، وتكبد العراق لخسائر فادحة في المعدات والأرواح.

"صدام" لم ينس هذا الموقف من القاهرة، خاصة وأنه سبق وأن دعاها لتأييده ودعمه، وجاءته فرصة للرد.. ففي عام 1998 وجهت أمريكا ضربات إلى مواقع عسكرية وإدارية هامة في العراق، فيما يعرف بعملية "ثعلب الصحراء"، ووجه "صدام" تحذيراته لـ"المؤيدين" للولايات المتحدة، ومن بينهم مصر، حيث هدد بضرب السد العالي.

وقبلها بثلاث سنوات، وبالتحديد في 1995، حاولت مجموعة مسلحة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أثناء مشاركته في فعاليات القمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبعدها اتخذ "مبارك" قرارًا بنشر قوات الجيش في منطقة حلايب وشلاتين، وفرض السيادة المصرية عليها.

"مبارك" أكد، في خطابه عن الأزمة، أنه لا يمكنه التنازل عن جزء من أرض مصر، وروى تفاصيل اتصال أجراه مع الرئيس السوداني، عُمر البشير، ذكر فيه أنه علم بشائعة أنه سينشر صواريخ لاستهداف السد العالي، وأنه يعلم أنها شائعة، وإن كانت حقيقة، فسوف يأمر باستهدافها في الحال.

وبالأمس، أصدرت منظمة العدل والتنمية الحقوقية بيانًا حذرت فيه من إقدام تنظيم "دامس" الإرهابي في مصر والسودان "دواعش مصر والسودان"، على قصف السد العالي بصواريخ "سكود" عبر المناطق الصحراوية والجبلية بين البلدين، حال نجاح التنظيم في التمدد إليها عبرالدروب الصحراوية والبحر الأحمر.

واتهمت المنظمة، الحكومة السودانية ونظام البشير بتهريب الأسلحة إلى "دامس" وإمداده بالصواريخ الإيرانية لضرب السد وإغراق مصر، وكذلك إيواء 10 قيادات من التنظيم الدولي للإخوان والتنظيمات التكفيرية، مسؤوليتهم إصدار التعليمات لـ"دامس"، لاستهداف الحدود المصرية السودانية، وتأسيس ولاية حلايب وشلاتين الإسلامية، ومن بين تلك القيادات محمود عزت القيادي الإخواني الهارب للسودان، الذي يجند الإخوان بصفوف "داعش" و"دامس".

وأكد المتحدث الرسمي للمنظمة، زيدان القنائي، أن تنظيم "دامس" نجح في ضم شاب الإخوان الهاربين من مصر للسودان، إضافة إلى عدد كبير من الأفارقة والسودانيين والصوماليين، موضحا أن عناصرها تلقوا تدريبات على يد كتائب القسام والحرس الثوري الإيراني.

وأضاف القنائي: "المنظمة تطالب بسرعة نشر كتائب قتالة مصرية وحربية مجهزة بكل أنواع الأسلحة على الحدود المصرية السودانية، فضلا عن نشر قوات خاصة بالدروب الصحراوية بين البلدين، وقوات بحرية بالبحر الأحمر".

الرئيس محمد أنور السادات، في خطاب النصر عام 1973، رد على التهديدات الإسرائيلية بضرب "العمق" المصري، بأن الصواريخ المصرية من نوع "ظافر" جاهزة لضرب "أعماق أعماق إسرائيل"، قائلًا جملته الشهيرة: "العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل