المحتوى الرئيسى

«النمنم»: الخروج من الأزمات يتطلب تجديد الخطاب الثقافي العربي

05/29 19:25

- ميهوبي: ضرورة مراقبة مكوناتنا الثقافية الدين- اللغة-الجغرافيا

افتتح الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، والدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدورة الأولى للملتقى الدولي "لتجديد الخطاب الثقافي بمسرح الهناجر – بدار الأوبرا"، والتي انتقلت فعالياته بعد الجلسة الأولى في اليوم الأول إلى المجلس الأعلى للثقافة وتستمر لمدة ثلاثة أيام.

الدورة ينظمها المجلس الأعلى للثقافة، بحضور بنسالم حميش وزير الثقافة المغربى السابق، يحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطيني السابق، بالإضافة إلى نخبة من كبار الكتاب والنقاد والباحثين والمفكرين والفنانين والإعلاميين والصحفيين، شارك فى الملتقى 17 دولة عربية وأوروبية.

قال النمنم: "إننا نلتقي بكوكبة من الحضور من المفكرين والأدباء والمثقفون، وعندما فكرنا فى عقد هذا الملتقي كان هناك تصور أو اقتراح بأن يكون الملتقي لتجديد الخطاب الدينى وكان التصور أن الخطاب الدينى جزء من الخطاب الثقافي وكنا نتحدث عن ثقافة عربية، فإن القضية هى تجديد الخطاب الثقافي العربي، فهذا العنوان يثير العديد من التساؤلات ولكننا فكرنا فى هذا الملتقي انطلاقا من أزمة حقيقية لا يمكن إنكارها، كما أضاف أنه من جيل تربي على أن هناك أزمة واحدة وهى القضية الفلسطينية والتى ينبغي أن تُحل، ولكنها تزداد صعوبة، بالإضافة لوجود أزمة أخري فى العراق وسوريا وليبيا وأزمة فى كل مكان فى العالم العربي تقريبا".

وأضاف: "واجب الثقافة والمثقفين أن نعمل على الخروج من تلك الأزمة، التى تحّلت بشيوع مدرسة ثقافة الموت كما لدينا مدرسة أخري ظهرت وهى مدرسة الاستعانة بالأجنبي ليّصدر إلينا الحرية والديمقراطية وقد جُرّبت فى العراق عام 2003 ثم فى ليبيا وفشلت المدرستان معا ولا يبقى سوى المدرسة الوطنية الثقافية، هذا ما دفعنا إلى عقد هذا الملتقي، كما نعلم التجديد يثير تساؤل إلى أى حد وبأي معنى هل يشمل الظاهر فقط أم ينغمس فى الأعماق وهل هناك خطاب ثقافي واحد أم هناك خطابات متعددة والثقافة ذاتها بأي معنى نفهمها كل هذه التساؤلات أمام حضارتكم ونحن نتطلع إلى تساؤلات وإجابات وتوصيات المفكرون والمثقفون".

أكد ميهوبي أن تجزئة التاريخ تعتبر تفتيت للهوية واستحداث لمرجعيات كثيرة دفعت ثمنها دول وشعوب فترات طويلة من التمزق فالتاريخ هو المستقبل، إن حتمية تغيير الخطاب الثقافي يجب أن تنتج فى الأفق الذى يقدم بدائل ولا نكتفي بالنقد من أجل النقد واشتراك المفاهيم المستهلكة ،وهنا لابد أن يراعى الخطاب التزامه بعصره وأسئلته وإطلاق ورش حقيقية فعاّلة ترّكز على التفاعلية المنتجة للقيم المضافة للمجتمع ومشاركة المواطنين فى القضايا والمشاريع التى يتحدد على ضوئها المستقبل.

وأكد فى الختام أنه يجب علينا مراقبة مكوناتنا الثقافية مثلما نراقب مكونات الماء ، علينا أن نتساءل عن مكونات الثقافة العربية وهى الدين – اللغة – الجغرافيا ،فأن اختلفنا فى الديانات والجغرافيا فإن التاريخ واللغة شكلاً أهم مكونات الثقافة العربية التى من خلالها يمكن ان نستعيد كل اختلافاتنا الدينية ، فاللغة والتاريخ هما عنوان الثقافة العربية والتى يمكن من خلالهما التواصل مع الآخر.

وأعرب عن مدى سعادته بدعوة بلاد الجزائر الشقيق للمشاركة فى مؤتمر تجديد الخطاب الثقافي لبحث سبل الحلول للقضايا التى يعانى منها العالم العربي ، ودفعاً للتعاون بين البلدين المتميزة فى مشهد الثقافة العربية، فقد شكّلت الثقافة ولا تزال روح المجتمعات وتطورها ذلك أنها المحفز الأهم لتحريك فكر الخلق والإبداع وهى الدافع الرئيسي لتأسيس قيم إنسانية رفيعة داخل المجتمع الواحد أو بين مجتمعات عدة، فالثقافة فى الأساس لا تقتصر على الإبداع الأدبي أو بمختلف الأشكال التعبيرية فقط بل تعددت إلى مختلف أشكال العلوم المادية والمعرفية المحسوسة.

وأكد أننا لن نصل بمجتمعاتنا لتحقيق جملة من الأهداف والغايات ما لم تحترم نخبة من أفرادها الذين يقومون باستفزاز مخيلا جمعيا وتحفيزها لعملية الخلق والإبداع باعتبارها جوهر الثقافة العربية ، ولعل كثير من المجتمعات التى أحست بشكل من التشكل الفنى والأدبي وحتى العلمي خرجت من التاريخ وصناعة التاريخ،وأوصى أننا يجب علينا أن نعيد ترتيب ذاتنا الثقافية والحضارية لكى تساعدنا فى الخروج من الموقف المتفرج ومن وضع الناقد الساخط لتسمح لنا جميعا بالانخراط والتجاوب والتفاعل مع المنجز البشري فى مختلف المعارف الثقافية والفنية والأدبية.

كما أكدت الصبان أن هذا الملتقى الذي نسعى فيه إلى وضع استراتيجيات لتجديد الخطاب الثقافي وتحديد آلياته الفاعلة على أرض واقعنا العربي وفي نفوس أفراد مجتمعاتنا بكل طبقاتها وفئاتها. ويجيء هذا الملتقى في حينه تماما بعد قيام ثورات الربيع العربي التي تشير إلى رغبة وعزيمة في النهوض والتطور، وإلى طموح نحو صناعة واقع أفضل لمجتمعاتنا، بل رغبة وطموح شعبي للنهضة والتغيير نحو الأفضل، وتحسين واقعنا الاجتماعي ومزيد من المشاركة في الواقع الحضاري الراهن. لذلك أصبح تجديد الخطاب الثقافي ضرورة لا غنى عنها. وهذا ما حدا بنا إلى تنظيم هذا الملتقى الذي نأمل أن يثمر عددا من الأفكار والأطروحات يصوغها المشاركون في الملتقى في دورته الأولى على مدار أيامه الثلاثة.

كما دعت أننا بصدد وضع استراتيجيات تجديد الخطاب الثقافي – إلى ممارسة فضيلة النقد الذاتي، واستلهام تجارب الغير وليس نقلها حرفياً أو استيرادها جاهزة؛ لأن الاستلهام هو أحد المهام الأصيلة للمثقف وأحد آليات العمل الثقافي بشكل عام، إذ إن رؤية الذات في مرآة الآخر تَفُكُّ الذات من أسْرِ العُزلة وتُحرر الوعي من أوهام الكمال الكاذب، فيَتمُّ إدراك الذات بشكل أفضل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل