المحتوى الرئيسى

رغم انضمامهم للجيش.. بدو إسرائيل مواطنون درجة ثانية

05/29 17:37

أحمد عبد اللطيف الذي انضم للجيش الإسرائيلي قبل شهرين سعت صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية من خلال قصته الحديث عن المعاناة التي يعيشها بدو إسرائيل، والتناقض الذي يعيشونه في إسرائيل، خاصة أنهم مسلمين عرب، وكيف دفع تهميشهم داخل المجتمع لتراجع حماستهم للانضمام للجيش.

ويحرص أحمد عندما يأخذ إجازة، على تغيير ملابس الجيش قبل وصوله للمنزل، الخوف من ارتداء الزي العسكري في بلدته ينبع من حقيقة أنه هو واحد من 260 ألفا من البدو في إسرائيل الذين يشكلون مجموعة فرعية من المسلمين العرب.

وقال أحمد البالغ من العمر 19 عاما الذي يعيش في مدينة "رهط" :" هذه بلدي، وأريد أن أمنحها شيئا في المقابل.. ولكن هناك بعض الناس والعائلات في بلدتي يعتقدون أنني يجب ألا أكون في الجيش".

أحمد حاليا يتلقى التدريب الأساسي مع حوالي 44 جنديا من البدو الآخرين، على الكثبان الرملية على طول الحدود بين إسرائيل ومصر.

وبينما لا يشترط الخدمة مثل المواطنين اليهود، طيلة تاريخ إسرائيل تطوع العديد من البدو في الجيش، وأصبح بعضهم أساطير عسكرية، ووفقا لاحصاءات الجيش، هناك ما يقرب من 1000 من ذكور البدو يخدمون في الجيش، وينضم 300 سنويا إلا أن الرقم يتقلب تبعا للحالة الأمنية.

وفي السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد بين البدو من الخدمة في الجيش الاسرائيلي، خاصة أنهم من المسلمين العرب - ومعظم أعداء إسرائيل من العرب - وهذا ليس سوى جزء من سبب هذا التناقض، بجانب الفقر والتهميش.

واليوم، شيوخ البدو أقل حماسا لتشجيع أبنائهم على الانضمام للجيش، وفي حين يرفض بعض القادة بشكل صريح فكرة الانضمام للجيش، يطرح غيرهم سؤال مهم ماذا سوف نستفيد من الخدمة في الجيش؟.

وقال العقيد "وجدي سارحين" رئيس إدارة أقلية البدو في مديرية القوى العاملة بالجيش:" لا يمكنك إخفاء حقيقة أن هؤلاء الرجال من العرب والمسلمين، يتكلمون العربية، وهناك بالتأكيد عوامل مؤثرة ومنظمات تحاول منع الشباب من الاشتراك".

وأشار أيضا إلى انتشار الفقر في المجتمع، وعدم وجود آفاق للمستقبل باعتباره عوامل ردع.

غالبية البدو في إسرائيل يعيشون في صحراء النقب، سواء في مدن بنيت خصيصا أو غير معترف بها، فتلك القرى الآيلة للسقوط حيث المرافق الأساسية في أدنى مستوياتها، والظروف الاجتماعية والاقتصادية منخفضة.

ورغم التحديات، قال سارحين إن عدد المجندين الجدد لهذا العام ارتفاع بشكل طفيف، وهناك محاولات في الجيش لتشجيع الجنود البدو ليصبحوا ضابطا، باعتباره وسيلة لتكون مثالا يحتذى بالنسبة لأولئك الذين قد يرغبون في الانضمام مستقبلا.

الجيش يقدر قيمة البدو بشكل خاص لمهاراتهم في إقتفاء اﻷثر، وقال الشيخ إبراهيم أبو عفش، 71 الذي خدم خلال حرب 1973 :" رغم التكنولوجيا المتقدمة لا تستطيع معرفة كل ما يجري داخل الوادي".

وأضاف:" لقد ساعدنا في مراقبة الحدود.. وتجسسنا على بث الجيش المصري، وتعقبنا جنود العدو التي حاولت التسلل .. لقد خدمت في الجيش ثلاث سنوات.. ولكن اليوم لن أشجع أطفالي للانضمام".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل