المحتوى الرئيسى

بالتفاصيل.. 8حوادث طائفية في 6أعوام

05/29 15:45

الرئيس والحكومة والنواب والكنيسة متهمون فى واقعه المنيا.. وخبراء: الوقائع تفقد النظام مشروعيته وتعجل بسقوطه

العشق والدين، غالبًا هما أبطال المشاجرات، التى تقع بين المسلمين والمسيحيين فى مصر منذ القدم، مع اختلاف وتيرة الحدث وحدته والذى يعتبره البعض بداية فتنة طائفة بينهما يقف وراؤها بعض ممن لهم مصالح فيها، إلا أن بعضها يكبر حتى يصل إلى ما يمكن وصفه بالكارثة مسببًا سقوط العديد من القتلى والمصابين، والبعض الآخر تتم السيطرة عليه قبل فوات الأوان.  

فمنذ قيام ثورة يناير2011، والتى أطاحت بالرئيس الأسبق مبارك، وتعددت الأحداث التى أشعلت الفتنة الطائفية مع تعاقب الرؤساء بداية من الرئيس المعزول محمد مرسى مرورًا بالرئيس المؤقت عدلى منصور وصولاً إلى الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي.

آخر تلك الأحداث، قيام 300 شخص بتجريد السيدة القبطية سعاد ثابت والبالغة من العمر 70عامًا من ملابسها كاملة كما ولدت على مرآى ومسمع الجميع، حيث لم يشفع لها كبر سنها ومرضها أو كونها امرأة تحتمى بتقاليد وشهامة المصريين أو حتى توسلها وطلبها للرحمة منهم، والغريب، أنه لم يتدخل أحد لإنقاذها من أهالى قرية أبو قرقاص بالمنيا، وهى القرية التى حدثت فيها الواقعة بعد انتشار شائعات عن وجود علاقة عاطفية بين ابن السيدة وامرأة متزوجة من أهل القرية.

"بهدلونى يا بيه حرقوا البيت ودخلوا جابونى من جوه ، ورمونى قدام البيت وخلعونى  هدومى زى ما ولدتنى أمى وأنا بصرخ وابكى، وبعدين ربنا خلصنى من أيدهم، وناس خدونى جوه بيتهم اخدت جلبية قديمة ولبستها، ناس معندهاش ضمير يعرونى فى الشارع وأنا ست كبيرة وكل القرية بتتفرج، وابنى هرب لأن لو شافوه كان قتلوه وهو مكنش يعرف أنه ممكن يعملوه كده فى ست كبيرة"، كانت تلك بداية حديث السيدة وهى داخل قسم شرطة أبوقرقاص، لتحرير محضر بالواقعة وإثبات ما تعرضت له.

وأوضحت، أن من قام بتلك الواقعة هم نظير إسحق أحمد وهو زوج السيدة المسلمة، ووالدهم إسحق أحمد وشقيقه عبد المنعم إسحق أحمد، ونفت السيدة الواقعة عن ابنها قائلة: "ابنى أشرف ملوش علاقة بالست المسلمة وجت المركز وقالت إن زوجها نظير بيشهر بها ورفعت قضية، وهو عمل كده علشان يطلقها ولكن إحنا ابتهدلنا وكل بيتنا اتحرق وجوزى ضربوه وأنا لحد دلوقت مش قادرة اصلب جسمى بعد ما ضربونى".

ومن جانبه طالب فادى يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاعتذار إلى السيدة مثلما فعل مع سيدة التحرير، مشيرة إلى أن السيدة القبطية ليست أقل من سيدة التحرير التى ذهب إليها الرئيس المستشفي.

وأضاف"يوسف" فى تصريحات خاصة لـ"المصريون"، حق هذه السيدة أن يعتذر لها السيسى أيضا باسم كل المصريين عن تعريتها فى وطنها ووسط أهلها.

وفى ذات السياق استنكر الكاتب والحقوقى جرجس بشرى، الواقعة واصفًا إياها بالغير إنسانية، مشيرًا إلى أن هناك مخططًا لإسقاط مصر فى حرب طائفية ومذهبية كبديل عن الثورات التقليدية.

وأكد"بشري"، أن جريمة تعرية هذه السيدة وتجريدها من ملابسها استنادًا إلى هويتها الدينية هى تعرية للحكومة بأسرها وتجريدها من شرعيتها ودورها فى حماية الوحدة الوطنية، أهم دعائم الاستقرار، مطالبًا الرئيس بالاعتذار لهذه السيدة ورد الاعتبار إليها لأن الأقباط والمسلمين غاضبين بسبب الواقعة، كما طالب بشرى بإقالة محافظ المنيا ومدير الأمن، بسبب مشاركتهما فى هذه الجرائم بالصمت الذى يصل إلى حد التواطؤ مع المتشددين خاصة بعد التهديدات، التى أطلقوها بحرق منازل الأقباط مع إفلات الجناة من العقاب على حسب قوله، مؤكدًا أن النظام الذى يصمت على هذه الجرائم نظام يفقد شرعيته ويعجل بسقوطه. وأيضا استنكر صمت الكنيسة، على هذه الجريمة وعدم إدانتها للعقاب الجماعى لأقباط القرية، مطالبًا بأن تكون الكنيسة صوتًا للحق بدلاً من أن تكون بوقًا للسلطة، بالإضافة إلى الموقف المتخاذل لبعض النواب الأقباط والذين لا يسمع لهما صوتا وهو ما يثير التساؤل عن دورهم وكيفية اختيارهم، مؤكدًا أن هناك نوابًا أقباطًا عار على الأقباط والنائب المسلم أفضل منهم، ورغم مأساوية الواقعة إلا أنها لم تكن الأولى فى تاريخ مصر، حيث عانت من عدة أحداث مثيرة للفتنة أبرزها.....

 أحرقت فى قرية "صول" بمركز أطفيح بالجيزة، كنيسة، وذلك بسبب علاقة عاطفية جمعت بين سيدة مسلمة ورجل مسيحى بالقرية وهو ما دفع أهل السيدة إلى محاولة قتلها وقتل والدها. ومع تتابع الأحداث نشبت مشاجرة بين أهل القرية انتهت بتبادل النيران وراح ضحيتها والد الفتاة وأحد أقاربه، وأثناء تشييع جنازة القتيلين خرجت مجموعة غاضبة، وتوجهت إلى الكنيسة وحطمت محتوياتها ثم توجه آخرون إلى منازل الأقباط وهاجموها ما دفع المسيحيين بالقرية إلى الهروب تاركين خلفهم كل شىء.

فى إبريل2011، انتشرت شائعات عن احتجاز سيدة مسيحية تدعى عبير فخرى لاعتناقها الإسلام، وذلك بمبنى تابع لإحدى الكنائس فى الجيزة، وهو ما أدى إلى وقوع أحداث عنف بين الأهالى أسفرت عن مقتل 13شخصًا وإصابة 240جريحًا. وحينها وجهت السيدة نداءً إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء لمساعدتها على الحياة بشكل طبيعى بعيداً عن التنقل بين الكنائس،  مؤكدة أنها أشهرت إسلامها فى الأزهر الشريف سبتمبر2010، وقالت"سافرت مع زميل لى فى معهد الخط إلى القاهرة لأشهر إسلامى وأوثقه، وزميلى هو ياسين ثابت الذى وقف بجانبى فى تقديم الأوراق والتوثيق فى الأزهر، واتخذت لنفسى اسماً جديداً وهو"أسماء محمد".

وأوضحت فى تسجيل لها على"يوتيوب": "عندما علم أهلى بإسلامى سلّمونى للكنيسة ثم تنقلت بعلم الكنيسة فى عدة أماكن وأديرة تابعة للكنيسة انتهت فى مبنى مكون من 8 طوابق ملحق بكنيسة مار مينا بإمبابة وتم منعى من الخروج من الخروج نهائيًا".

تجمهر عشرات الأهالى من المسلمين بقرية "المراشدة" مركز الوقف محافظة قنا، أمام كنيسة"أبوفام"، لاتهام تاجر خردوات مسيحى بالاعتداء جنسيًا على طفلة تبلغ من العمر4سنوات، أدت إلى تحطيم عدد من المحال مملوكة لأقباط. وفى نفس الشهر، نشبت مشاجرة بين مسلمين وأقباط فى منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية أسفرت عن مصرع 5 أشخاص، وإصابة 5 آخرين.

فى نوفمبر2013، وقعت حادثتان فتنة طائفية، الأولى بسبب نشوب خلاف بين قريتى الحوارتة بالمنيا والتى يقطنها مسلمون ونزلة عبيد التى يسكنها مسيحيون، وذلك على خلفية محاولة أحد الأهالى بناء قيراطين من أرض إرث زوجته بقرية الحوارتة فاعترض الجيران بها فنشبت مشاجرة بين ألاهالي، ما أسفر عن سقوط5 قتلى، والعديد من المصابين.

وفى ذات الوقت، كانت قصة حب بدأت بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى وهربا سويًا مما تسبب فى اندلاع الفتنة بين أهالى قرية البدرمان، مستخدمين فيها الرصاص الحى وزجاجات المولوتوف وأنابيب الغاز لحرق منازل مسيحيى القرية فقتل5 وأصيب العشرات.

شهدت قرية الجلاء بمركز سمالوط، فى محافظة المنيا، اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أسفرت عن سقوط 9 جرحى، وجاءت الاشتباكات نتيجة رشق عدد من الشباب سيارة تقل عددًا من الطالبات المسيحيات.

صور مسيئة للرسول والإسلام والمسلمين، نشرها أيمن يوسف مرقص، الشاب البالغ من العمر28 عامًا، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" من مقر إقامته بالأردن، كانت كفيلة بإشعال غضب المسلمين فى قريته الواقعة فى جنوب محافظة بنى سويف، فهاجم عدد من شباب قرية كفر درويش، أسرة الشاب القبطي، بينما نجلهم سبب الأزمة يعمل فى الأردن، فتضطر قوات الأمن للتدخل وتفرض كردونًا أمنيًا حول منازل الأقباط.

خبراء: إخماد الفتن مسئولية الدولة

أجمع الخبراء، على أن مهمة إخماد الفتنة الطائفية تقع على عاتق الدولة، مؤسس أقباط 38 نادر الصريفى، شدد على أهمية عدم التصنيف بين المواطنين على أساس الدين، مشيرًا إلى أن المواطنين جميعًا سواء مسلمين أو أقباطًا سواء أمام القانون.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل