المحتوى الرئيسى

الغنوشي ينقذ حزبه

05/29 15:44

اقرأ أيضا: سر سقوط الطائرة المصرية في قاعدة التجسس الأنجلو أميركي في قبرص الشيطان يكمن فى التفاصيل بطائرة مصر للطيران عودة مواطن...رغم التخوفات رايح على بلد المحبوب..مصر لن نقول وداعا حتى نلمس ترابها

كنت اريد ان اواصل  الكتابة عن الطائرة المصرية والصندوقين الأسودين الا اننى رأيت التأجيل فى الكلام عن هذا الأمر الا لسبب وهو الزلزال الذى حدث فى تونس ومر فى الاعلام العربى مرور الكرام واننى اعتبرة بمثابة  حدث هام لايقل عما حدث للطائرة المصرية العالم جمعاء يتعاطف مع الشعب المصرى  في هذا المصاب الاليم ، والجميع فى الداخل والخارج يؤمن بأن هناك جهات ارهابية ودولية  عدة تريد زعزعة استقرار مصر  وامنها، وضرب اقتصادها، وزيادة معاناة شعبها الطيب الصبور، والعمل على تدمير احد ابرز مصادر الرزق، وهو القطاع السياحي، اضافة الى اعرق شركات الطيران في العالم، وهي شركة مصر للطيران،

لكن ماحدث فى تونس يجعلنى ان اتحدث فية لا استطيع ان اقول عنة مغامرة كما سماة الغير انما استطيع ان اقول عنة الا ذكاء من داهية تونس

الذى قام بة  الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي هو  ذكاء”سياسى  وجاء ذلك ، عندما قاد حركته في اتجاه مغاير تماما لاصولها العقائدية والايديولوجية، وقرر تحويلها الى حزب سياسي “مدني”، ولن يأتى ذلك من فراغ بل  تمهيدا للوصول الى سدة الحكم في تونس، وبالتحديد في الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2019، خاصة وهو يعلم ان تونس تعيش حاليا فى فراغ كبير فى هذة الفترة  لعدم وجود منافس حقيقي حتى الآن،

والسبب الذى جعل الغنوشى القبام بهذا العمل  هو ما تعرضت له حركة النهضة مؤخرا في ظرف قصير أخطر كثيرا مما تعرضت له سابقا وقت حكم بن علي …

الشيخ الغنوشي اثبت مرة اخرى انه رجل شجاع وقائد ذكي انقذ بلاده من الفتنة والاحتراب والدمار بفضل هدوئه وفطنته، وتفضيله مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة او الحزب او الفكر الواحد، مؤكدا عمق رؤيته الفكرية الواعية والناضجة وسعة افقه السياسي والديني بعيدا عن المزايدات والحسابات الفئوية الضيقة التي دمرت اكثر من بلد عربي في السنوات الاخيرة. فالغنوشى عمل ومازال على  المحبة والتآخي والتسامح والتعددية والوطن الواحد، الذي انقذته عناية الله من براثن الداعشية والافكار التكفيرية…!

وأخيرا عرف الغنوشى  الطريق الصح لان الفكر الديني السياسي هو خراب ودمار وفتن وكراهية وحروب

أحسن الغنوشي بما فعل. وقالها صراحة بهذة الخطوة لا تفحموا الدين بقاذورات السياسة فتتاجروا به من حيث لا تعلمون.

اضافة  انه أصلا لا يوجد نظام سياسي “إسلامي” صالح و الكل الأحزاب الاسلامية فاشلة ولا تقدم جديد، لانه عقول المشايخ و العلماء لا تزال تتركز على ما تحت الحزام من موبقات

اشكالية المحلل العربي هو دائما النظرة الضيقة للدين ، فالإسلام ليس الغنوشي ولا حزب النهضة ، ولا حركة الإخوان ولا طلبان ولا حزب الله ولا حركة حماس ، إن الإسلام دين الله ، وما دام الله حي لا يموت ، فالإسلام باق . أما ما يتداول في التحليلات والإعلام فهو عمل الأشخاص ، وهم معرضون للأخطاء والطمع والحيل والخداع والنفاق ، كما هم معرضون للإخلاص والعمل والثقة ، وهذه هي طبيعة الإنسان . والإسلام أكبر بكثير من أن نحصره في شخص أو حزب أو وطن ، ولكن الحزب الناجح ، والأمة المفلحة هي التي تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وهذا هو مقياس الفلاح الرباني ، ولا يحتاج إلى الغرب بأن يوافق أو يرفض ذلك.

وهذا عكس ما ذكره البعض من الساسة فى تونس   الذي قال للغرب إن حزب النهضة هو حزب معتدل وليس متطرفا ، ولم يجرأ للأسف أن يقولوا  لهولاء  الغربيين  ان لديكم أحزاب متطرفة وعنصرية ماذا تقولون عنها ؟

لم يجرء للأسف اى مسؤول عربى ان يقول للغرب ان لديكم حركات اليمين المتطرفة والعنصرية ؟ أليست هي مخالفة لقوانين ودساتير بلدانكم المتحضرة ؟ لكن السذاجة العربية والغباء والغرور والادعاء بالعلم والمعرفة هو الذي يؤدي بصاحبه إلى هذا السلوك والتصريحات ، ويتناسى أن هناك ربا خالقا هو رب الكون ورب العباد ، والمسلم هو الذي يخضع لله وحده ، ولا تعرف جبهته السجود إلا لله وحده ، أما الذي يريد أن يتجرأ على إرادة الله وشريعته ، فهناك لقاء بينه وبين الله ، وأين هم المتجرؤون السابقون وأين هم العلماء الربانيون الذين تصدوا لهؤلاء ، إنهم عند ربهم يختصمون ، وهو أحكم الحاكمين ، والعاقبة للمتقين

 صحيح ان . الإجراء جاء متأخر و لكن المراجعة فيها كثير من النضج .. ولكن للاسف فقد تناسيت بعض التفاصيل المهمة

*ان حركة النهضة اكثر صلابة مما نتوقع ومن الصعب انقسامها واكبر دليل نسبة التصويت العالية على كل لوائح المؤتمر بالاضافة الى ان الحركة تستمد قوتها من المناخ الديمقراطي داخلها ..

*هذه الحركة رغم ما فعله النظام السابق ونفي اغلب قيادتها ولكن عادت كاول قوة في البلاد وبالرغم من تجربة الحكم الحارقة التي خاضتها وخسارتها في الانتخابات السابقة الا انها استرجعت أنفاسها وأصبحت اكبر كتلة في البرلمان بعض انقسام كتلة نداء تونس.

* بكل أمانة حركة النهضة في تونس اكبر حزب سياسي تنظيميا وحتى تمثيلية المراة والشباب فيه هي الاعلى بين كل الاحزاب سواء في مجل النهضة تتغير لعدة عوامل                                              :

* البيئة الحاضنة التونسية ترفض رفضا قاطعاً ربط السياسية بالدين (آخر استطلاع للرأي 74% ) يؤيدون الفصل بين الدين و السياسية وترفض إدخال الشريعة في القوانين كما رفضت في الدستور.

* أغلبية الشعب التونسي شعب عقلاني متشبع با لفكر النقدى الذى زرع على مر الأجيال بنظام تعليمى متفتح ليس لثقافة عذاب القبر مكان فيه.

* الدولة الوطنية و النظام الجمهورى هم فخر اغلبية التونسيين لحد التقديس و يرفضون رفضا قاطعا المس بها و بمبادئها.

* الشعب التونسي متشبعة بالعلمانية الوطنية التونسية حتى النخاع و أغلبية التونسيين يعتبرون التدين مساءلة شخصية لا أكثر و لا اقل و يرفضون رفضا قاطعاً أن يتكلم أحدهم باسم الدين أو أن يتدخل أحدهم في حياتهم باسمه.

* تونس بلد متوسطى له ثقافته الخاصة و حضارة ضاربة في التاريخ و لا تبعد أكثر من 60 كلم عن إيطاليا و تاريخنا مرتبط بأوروبا من الرومان إلى حد اليوم و أغلب الدارجة التونسية هى خليط من الإيطالية و الفرنسية و الأمازيغية و العربية و التونسيون متسامحون ويحترمون كل الأديان و من لا يؤمن أصلا.

* المرأة و ما إدراك من المرأة التونسية التى لم و لن تتنازل قيد أنملة عن حقوقها و المساواة التامة مع الرجل و كل ما هو مخالف لذالك فهو مرفوض رفضا قاطعاً و خاصة ما يروج له المتطرفون بربطة العنق أو بأصحاب اللحى.

الذي فعله السيد الغنوشي هو الصحيح لان الاسلام ليس حكراً على الاخوان او السلفين او الوهابين او شيعي ، الاسلام ليس هل مشتقات كما هو الان ، الاسلام الذي ندين به هو الذي انزل على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

اثبت “الاسلام السياسي” في البلاد العربية عن عقمه، وتخلفه. لان هدفه كان وما يزال الوصول الى السلطة بإى  وسيلة من العسكرية في سورية وليبيا، الى صناديق الاقتراع في مصر ووو. ولكن المشكلة هي الوصول الى السلطة والتشبث بها واحاتطها بالهالة الدينية التي لا يمكن مناقضتها او الاعتراض عليها، وبالتالي لا يمكن ابدالها لان هذا اعتراض على شرع الله. العالم يبحث عن حلول عملية للبطالة، والتعليم وتقبل الاخر،والتقدم في مجالات العلم والطب ، والزراعة والصناعة وغيرهم ومن هنا مشكلة هذه الحركات انها تمزج “تخدر” معالجة هذه التحديات وتضعها في خانة الدعوة والتشريع

إنها الحكمة وليست بمغامرة وهذا هو الإسلام بعينه. في صلح الحديبية كاد الصحابة ان يتمردوا على رسول الله(ص) لأن ظاهر هذا الصلح إهانة للمسلمين لأنهم منعوا الطواف بالبيت الحرام الذي قصدوه ولما أمرهم بأن يحلقوا رؤوسهم رفضوا فدخل إلى خيمته (ص) واستشار أم سلمة ( نعم أم سلمة أنقذت الإسلام والمسلمين من كارثة كادت أن تعصف بهم) فقالت يارسول الله :” أخرج اليهم وابدأ بحلق رأسك ” وبمجرد الشروع في حلق الرأس بدأ الصحابة حلق رؤوسهم واحداً تلو الآخر واستجابوا لأمر رسول الله بدبلوماسية أم سلمة. وبعد مرور عدة أعوام اعتنق الكثير الدين الإسلامي دون أن يمسوا بأذاً احتراماً لبنود نفس المعاهدة إلى أن دخل الجيش الإسلامي مكة فاتحين ودون إراقت الدماء فهل يعيد التاريخ شيئاً ولو قليلاً من نفسه؟

حركة النهضة تتمتع برؤيا سياسية ثاقبة وتزين الأمور بميزان من الذهب وهذا سر بقائها في المشهد التونسي على الرغم من المؤامرات التي تستهدف الثورة التونسية وتجربتها الديمقراطية خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد تقدم حركة النهضة لأستلام دفة القيادة في البلاد بعد أن أثبتت للتونسيين حرصها على استقرار تونس ووضعها على سكة الأستقرار والنهضة                                                        ة .

 هذا هو بداية للموافقة من هذا الحزب على ان يكون الدين لاهل الدين واهل السياسة منهم للسياسة ومقدمة لفصل الدين عن السياسة .الايام ستنبئ بذلك

أتعجب لمن يرى غرابة في التقاء حزبين معارضين أو التحامهما من أجل حماية البلاد فهل لا بد من العداوة للأسف , انظروا إللى حزبي بريطانيا يتجادلون بالحسنى والحجة تحت سقف واحد مبنى اللوردات أو برلمانهم وكذا في بقية أوروبا,دون مكر أو خداع أو دسا ئس عربية

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل