المحتوى الرئيسى

الأزهر يعيد البسمة لطالب "أمي ماتت"

05/27 15:30

لم يكن التلميذ أسامة أحمد حماد يطمح في أكثر من "يومية"، يعود بها إلى والده المتقاعد وأخوته التسعة، الذين يسكنون ذلك البيت البسيط، على ساحل البحر بمركز الشيخ زويد بسيناء المصري، لكن القدر كان يحمل لأسامة خيرًا مغلفًا، في امتحان اللغة العربية، الذي كتب فيه عن أمه، ليكسب تعاطف ملايين المصريين بعدها.

وقد يكون التعاطف وحده غير كافٍ، لكن في حالة أسامة، كان الوضع مختلفًا، إذ إن هذا التعاطف جعل شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب يسمع بقصته، ويصدر قراره بالتكفل بمصاريف تعليمه حتى الجامعة، وهو ما أعاد البسمة لوجه الطالب أسامة.

الكلمات البسيطة التي كتبها أسامة، وعبّر فيها عن افتقاده لأمه، في ورقة إجابته على سؤال تعبير بمادة اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي نصّها: أمي ماتت ومات معها كل شيء، نجحت في أن تغير حياة أسامة، بعدما تسربت ورقة إجابته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد ساعات، يقرر المسؤولون بالإدارة التعليمية بمحافظته، في شمال سيناء، البحث عنه وتكريمه، لكنه يتخوّف في البداية، من فقدان يوميته، التي تعول أسرته، لكن قرار شيخ الأزهر، كان بمثابة العزاء، الذي أثلج صدر أسرة أسامة والمحيطين به.

وبعد هذا القرار، لم يعد أسامة، الذي قال لبوابة "العين" إنه يحب لعب كرة القدم، مضطرًا للذهاب إلى "العمل" كما يحب أن يسميه، فالطفل الصغير الذي يشجع نادي الزمالك، أصبح بإمكانه الآن أن يترك العمل في محصول الطماطم والخوخ، ويتفرغ لتعليمه ولهوايته.

واعتاد أسامة في سنوات ما قبل 2011، الذهاب إلى ملعب القرية، بجوار مركز الشباب، وذلك قبل وفاة أمه، لكنه امتنع عن الذهاب لأن "وقت اللعب يتعارض مع وقت العمل"، بحسب وصفه.

يحكي أسامة عن يومه فيقول "كنت أذهب إلى المدرسة وبعدها أذهب للمحصول كي أحصل على بعض الجنيهات، أشتري بنصف جنيه (الدولار يساوي تقريبا 9 جنيهات) منها حلوى، والباقي أعطيه لأبي، وفي كثير من الأحيان، لا أشتري تلك الحلوى لأجل طعامنا جميعًا".

وتواصلت "العين" مع أسامة عبر هاتف عبد الله إسكندر، موجه بالتربية والتعليم ويعتبره أهل القرية بمثابة شيخ القرية، وذلك لأن أسرة أسامة بسيطة، ولا تمتلك هاتفًا.

ويقول إسكندر لبوابة "العين": عندما سأل المسؤولون عن أسامة، خشيت الأسرة من الأضواء، وذلك لبساطتها حتى إنهم قالوا لا نريد شيئًا.. عزة نفس لا نراها في كثيرين، لكن عندما سمعوا عن كفالة الأزهر لابنهم، فرحوا بها أكثر من أي شيء.

وأضاف "إسكندر": "يحتاجون الكثير والكثير.. لكن تعليم أسامة ومساعدته ماليًا كافيًا بالنسبة لهم، فليس بيد والده شيء.. يرغب في أن يكون ابنه أفضل الناس لكن لم يكن في الإمكان أفضل مما كان".

عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، قال لبوابة "العين" إن فريقًا من الأزهر، انتقل إلى مقر منزل أسامة، لبحث احتياجات أسرته المادية، ومتطلبات دراسته، كي يتكفل بها الأزهر، حتى سنوات جامعته.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل