المحتوى الرئيسى

ماذا ينتظر غزة بعد تعيين "ليبرمان" وزيرًا للدفاع الإسرائيلي؟

05/27 15:16

تباينت آراء محللين سياسيين فلسطينيين حول تأثير انضمام زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني، أفيغدور ليبرمان، إلى الائتلاف الحكومي، وتوليه حقيبة وزارة الدفاع (الحرب)، وكيفية تعامله مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي لطالما دعا إلى إسقاط حكمها.

ويرى محللان، أن وجود ليبرمان في السلطة، يختلف عما هو عليه في "المعارضة"، إذ سيسعى إلى سياسة متوازنة، تتعامل مع سياسة "الرد" و"رد الفعل".

فيما رأى آخران أن ليبرمان سيسعى إلى التعامل مع غزة بقسوة، وقد يقوم بعملية عسكرية تهدف إلى تعزيز شعبيته ومكانته.

ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني، ليبرمان، الأربعاء الماضي، اتفاقا لانضمام حزب الأخير، إلى الائتلاف الحكومي.

وخلال مراسم توقيع الاتفاق، قال ليبرمان، الذي سيتولى حقيبة الدفاع خلفا لموشيه يعلون، إن "الأمر الأهم هو أمن مواطني إسرائيل، وعلى هذا الأساس فقد بذلنا الجهود، ووضعنا كل القضايا الأخرى جانبا".

ليبرمان، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الفلسطينيين، سيكون مسؤولا مباشرا عن الكثير من تفاصيل الحياة في الأراضي الفلسطينية، بما فيها التنقل، والاستيطان، ومصادرة الأراضي، والعمل في إسرائيل، وحتى تسليم جثامين القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويرى عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة (خاصة) بغزة، أن ليبرمان سيسعى في خلال فترة توليه إلى طمأنه سكان غلاف غزة، وأنه القادر على حمايتهم وتوفير الأمن لهم.

وشهد مطلع الشهر الجاري، أيامًا من التوتر في قطاع غزة، تخللها شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية، وتعرضت قواته لإطلاق قذائف من داخل القطاع، بحسب مصادر إسرائيلية، لم تؤكدها أو تنفيها أي جهة فلسطينية.

ويضيف أبو عامر: "ليبرمان قد لا يكتفي بالرد على القذائف الصاروخية، باستهداف مناطق ومواقع فارغة في القطاع، (..)، من المؤكد أنه لن يعلن الحرب لكن سيفرض تطورات ميدانية بشكل عملي على الأرض".

ومنذ إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في 26 أغسطس/ آب 2014 بعد حرب استمرت 51 يوما، يقول الجانب الإسرائيلي أنه يسجل حوادث لسقوط قذائف صاروخية مصدرها غزة على جنوب البلاد، فترد عليه بقصف مناطق في القطاع.

ويرى أبو عامر أنه من المحتمل أن يقوم ليبرمان بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، ترفع من شعبيته، يحاول من خلالها إظهار مدى جديته في محاربة حركة حماس، وتوجيه ضربة قاسية للمقاومة.

ويتابع أبو عامر: "في غزة هناك تحديات كبيرة بالنسبة لليبرمان، كيفية مواجهة الأنفاق على الحدود، إطلاق الصواريخ بين الفينة والأخرى، الأيام المقبلة ستكون كفيلة بكشف تصرفاته تجاه غزة، لكن من الواضح أننا أمام مرحلة سياسية مختلفة".

ويتفق عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله، مع أبو عامر في أن ليبرمان سيسعى للتعامل مع غزة بقوة، مضيفا: "غزة تشكل لليبرمان فرصة الاختبار الحقيقي، وسيحاول أن يطبق رؤيته وشعاراته، خاصة في حال تدهور الوضع الميداني، وتدحرجت الأمور نحو التصعيد".

ولطالما هدد "ليبرمان" حركة حماس مطالبا بإسقاط حكمها في غزة، وقد انتقد تعامل نتنياهو مع الحركة خلال الحرب التي شنتها على القطاع صيف عام 2014.

ويتابع قاسم: "ليبرمان من الشخصيات المتطرفة جدا في إسرائيل، وسيحاول من خلال موقعه الذي يعتبر من أكبر المواقع والأدوار، أن ينفذ تهديداته، وقد يدفع بالأمور نحو التصعيد، والمواجهة العسكرية".

وبالرغم من أن صناعة القرار لا يتم اتخاذها من وزارة الدفاع، إلا أن قاسم يرى أن ليبرمان قادر على تكوين رأي واتجاهات جديدة للتعامل مع غزة تتمثل في الحزم والرد بقوة، قد تذهب نحو حرب جديدة.

وقد يسعى ليبرمان إلى إتباع سياسة متوازنة تجاه غزة، كما يرى إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل (غير حكومي).

ويقول المدهون: "ليبرمان الآن داخل السلطة، وفي معترك القرار السياسي، بعيدا عن المعارضة وشعاراتها، وبالتالي هو يدرك جيدا أن أي مواجهة عسكرية مع غزة قد تكلفه الكثير".

وتابع: "ليبرمان سياسي، وهو سيعمل وفق سياسة التلاعب واغتنام الفرص، وقد يحاول أن يثبت جاهدا للنخبة الاسرائيلية أنه الأعمق والأكثر حكمة".

وتوقع المدهون أن يمر عام 2016 على غزة هادئا، دون أن يشهد حربا جديدة، أو عملية عسكرية واسعة.

ويُذكر أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كانا قد توصلا في 26 أغسطس/ آب 2014 إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، بعد حرب استمرت 51 يومًا أسفرت عن مقتل 2320 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 12 ألفًا آخرين، فضلًا عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت.

ويتفق هاني حبيب الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، مع الرأي السابق في أن وجود ليبرمان في السلطة سيختلف عن وجوده خارجها.

ويضيف حبيب: "ليبرمان سيسعى إلى تغيير معظم أقواله، بل وأيضا أفعاله، هو لن يقوم بأي حرب ضد غزة، وسحق قادة حماس، وإجراءات عقابية لسكان القطاع، فليبرمان يدرك جيدا أن أي محاولة غير محسوبة الخطى تجاه غزة، قد تأتي بنتائج عكسية على منصبه، وربما على الحكومة الإسرائيلية بأكملها".

ويتابع حبيب:" قرار الحرب ليس سهلا، وليبرمان والحكومة الإسرائيلية ستسعى إلى تهدئة الأمور، وستتعامل مع غزة وفق سياسة منضبطة وما يمليه الواقع، فهي أمام مجتمع دولي ودول تسعى إلى تهدئة المنطقة".

وكان المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، قد قال في الإيجاز اليومي للصحفيين في واشنطن العاصمة مساء الخميس، إن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، "تثير أسئلة مشروعة حول الاتجاه الذي قد تسير فيه... وأي نوع من السياسات قد تعتمدها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل