شركتا البحث عن الصندوقين الأسودين.. إحداها عملت تحت عمق 5 آلاف كيلومتر

تعتزم مصر وفرنسا، توقيع عقدين مع شركتين فرنسيتين للمساعدة في العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط، الخميس الماضي، في طريقها من مطار شارل ديجول في العاصمة الفرنسية باريس، إلى القاهرة. حسبما أفادت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة "فرانس برس".

"ديب أوشين سيرش" و"ألسيمار" هما الشركتان اللتان تعتزم القاهرة وباريس، التعاقد معهما، حسبما قال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس".

الشركة الأولى المعروفة اختصارًا بـ"دي أو إس"، تأسست عام 2010 ومقرها بورت لويس في "جزر موريشيوس"، وتعمل يوميًا في مياه عميقة جدًا تصل إلى 6 آلاف متر، وتمتلك الشركة سفينة تحدد إشارات الموجات ما فوق الصوتية للصناديق السوداء، ومجهزة بجهاز آلي قادر على رسم خريطة أعماق المياه واستعادة الصندوقين الأسودين.

والشركة لها مشروعات عدة في العمل تحت أعماق البحار، والتي أُعلن عن آخرها في أبريل 2015، حيث كانت مسؤولة عن انتشال عملات فضية قيمتها 50 مليون دولار من حطام سفينة أغرقتها غواصة ألمانية في العام 1942، بينما كانت تنقل هذه الأموال من الهند إلى لندن للمساهمة في تمويل جهود بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقالت الشركة، إن تلك المهمة نُفذت على بُعد 700 كيلومتر جنوبي جزيرة سانت هيلينا الواقعة بالمحيط الأطلسي، وإن انتشال الكنز من حطام السفينة "إس. إس سيتي أوف كايرو"، كان على عمق 5150 مترًا وهو رقم قياسي عالمي.

وبدأت شركة ديب أوشين سيرش، البحث عن حطام السفينة في 2011 وعثرت عليه في نهاية المطاف، وبموجب عقد مع وزارة النقل البريطانية انتشلت الشركة "بضع عشرات الأطنان" من العملات الفضية داخل أجولة في حطام السفينة.

وأنجزت المهمة في العام 2013، لكنها ظلت طي الكتمان حتى عام 2015، إلى أن حصلت الشركة على نصيبها، وفقًا للقوانين الدولية الخاصة بالإنقاذ البحري، عاد الجزء المتبقي من الكنز إلى مالكه الأصلي وهو الخزانة البريطانية.

وتُعرّف الشركة نفسها بأنها "شركة مبتكرة وإبداعية، توفر حلولًا عالمية في الأنشطة المائية فائقة العمق"، موضحة أنّ العديد من الشركات تعمل ذلك ولكنها تتميز بفعل ذلك يوميًا، ولديها موظفين دائمين من المساحين متعددي المهارات والمهندسين والطيارين.

أما شركة "ألسيمار"، فلديها أيضًا معدات قادرة على تحديد موقع إشارات الموجات ما فوق الصوتية، وتضم سفن متخصصة في البحث عن الحطام في البحر.