«هبة الله أخند زاده» أمير «طالبان» الجديد.. مجدد منهج الأب الروحي للحركة

لعبت الصدفة دورا في اختيار الزعيم الجديد لحركة "طالبان"، هبة الله أخندزاده، ولد في قندهار، الولاية نفسها التي ولد فيها سابقاه أختر منصور والملا محمد عمر، وأن ثلاثتهم من عرقية البشتو التي تشكل الأغلبية النسبية بين عرقيات أفغانستان، ولها امتدادات قبلية في باكستان المجاورة.

ويحمل اختيار أخندزاده لرئاسة الحركة مفارقة لأنه يحمل لقب "مولوي"، وهو أعلى من لقب "الملا" الذي كان يحمله مؤسس "طالبان"، عمر، وينظر إلي هبة الله في الحركة بالكثير من التقدير، كونه رجل دين، ووصفه بيان حركة "طالبان" بـ"شيخ الحديث"، ويعتبر من قادة الحركة الذين كانوا مقربين من زعيم الحركة الأول، ويتفق معه في الكثير من المواقف والسياسات، لذا يصنف على الملا محمد عمر الجديد.

ويأتى تولي الزعيم الجديد للحركة في لحظة حرجة لها، فزعيمها السابق قتل في غارة أمريكية، وعاشت حالة انقسام قبل مصرعه حول تأييده، وهو أهم ملف يحتاج من هبة الله أخندزاده معالجته سريعا، خاصة أنه بعد وفاة الملا محمد عمر، وانتخبت حركة "طالبان" في 2013 أختر منصور زعيما جديدا لها يحمل لقب "أمير المؤمنين"، اختارت هبة الله أخندزاده نائبا له.

ووفقا لتقارير صحفية، يعد هبة الله عالما فقيها في المذهب الحنفي، وتتلمذ على يديه مسئولون كبار في "طالبان"، وتلقى تعليمه الأولي على يدي والده، ولجأ مع أسرته إلى باكستان بعد الاجتياح الروسي لأفغانستان، وأكمل تعليمه الديني هناك، والتى عاد إليها مرة أخري لاحقا حين أطيح بنظام "طالبان" إثر الاجتياح الأمريكي لأفغانستان أواخر 2001، وتولى إمامة مسجد محلي هناك.

وعندما عاد أول مرة الى أفغانستان شارك كمقاتل في جبهات قندهار ضد الاجتياح الروسي للبلاد، ومع اندلاع الحرب الأهلية بين المجاهدين السابقين اعتزل القتال وانشغل بالتدريس الديني، وانضم إلى "طالبان" منذ بدايتها، حيث كان على معرفة شخصية بالملا عمر، وعين قبيل إطاحة الولايات المتحدة بنظام "طالبان" رئيسا للمحكمة العسكرية، خلال فترة حكم الحركة لأفغانستان، وذلك بين 1996 و2001، وكذلك عضوا في مجلس العلماء، وبناء عليه أصدر العديد من الفتاوى، وأعيد تعيينه بعد إعادة هيكلة الحركة "قاضي القضاة" لمحاكم "طالبان الشرعية، وتنسب له العديد من الأحكام القاسية التي أصدرتها الحركة في الكثير من القضايا التي طرحت عليها.

وبعد تأكد أنباء مقتل زعيم "طالبان" أختر محمد منصور في مايو 2016 اجتمع أعضاء "شورى أهل الحل والعقد" في حركة "طالبان" (هيئة القيادة العليا في الحركة) وتم انتخابه بالإجماع زعيما لحركة طالبان يحمل لقب "أمير المؤمنين"، كما عينت الملا يعقوب نجل الملا عمر زعيم حركة "طالبان" وسراج الدين حقاني نجل القائد جلال الدين حقاني نائبين له، وهو قائد شبكة حقاني المصنفة أمريكيا كأخطر شبكة مسلحة تهدد الولايات المتحدة في أفغانستان، وهو مطلوب أمريكيا، ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومة تقود لقتله أو اعتقاله.

ويوصف مولوي هيبة الله أخندزاده بأنه هادئ الطبع، وحازم في اتخاذ القرارات، ولا ينفعل في أحلك الظروف، ويتوقع أنه سيتمكن من الحفاظ على وحدة صف الحركة لقوته في الإقناع والتأثير، وساعده ذلك على نجاح سعيه للحفاظ على وحدة طالبان التي شهدت انشقاقات إثر إعلان وفاة مؤسسها الملا عمر.