المحتوى الرئيسى

"بغيدا" تحرض ضد شوكلاتة بسبب صور لاعبين من أصول أجنبية

05/25 18:41

بدأت القصة بعد أن قامت الشركة الشهيرة بحملة إعلانية على غلاف علب الشوكولاتة "كيندر"، وذلك في إطار بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، حيث نشرت صورا لأعضاء المنتخب الألماني وهم أطفال، مثل غوتسه، وغوندغان، كرامر وبواتنغ، وغيرهم.

إلا أنه ووفقا لموقع شبيغل أونلاين فإن أعضاء من حركة بغيدا، لم يعجبهم عرض هذه الصور، لأنها تضم لاعبين من أصول أجنبية، فنشروا صورا للاعب بايرن غيروم بواتينغ، ولاعب دورتموند ايلكاي غوندغان، بشكل منفرد، هاجموا الشركة المنتجة لـ"كيندر" بأنها تريد استبدال صور الأطفال الألمان بصور أجانب من أصول مهاجرة، وهو ما دفع البعض إلى التعليق بعنصرية على الموضوع.

الصورة التي نشرت على صفحة "بيغيد" على فيسبوك وتظهر بواتينغ وغوندغان، وقد تم فيما بعد حذف هذه الصورة من صفحة الحركة

وتناولت مجلة فوكس الموضوع، حيث نشرت تعليقا على الحملة التي قام بها أعضاء بغيدا، حيث قالت " يبدوا أن الألماني بنظر بغيدا يجب أن يكون أشقرا، وعيناه زرقاوان"، وهو إعادة لما كان يصف به الزعيم النازي أدولف هتلر الجنس الجرماني. ووفقا للمجلة الألمانية فإن أعضاء بغيدا قدموا معلومات "مضللة" للجمهور، فهم لم يعرضوا كل صور أعضاء الفريق، بل اختاروا عينات منه، تتوافق مع ما يريدون توصليه من رسالة منقوصة للجمهور. ونشرت المجلة بعض التعليقات العنصرية التي نشرها أعضاء بغيدا والتي تهاجم الأجانب وتتهم الشركة بمحاولة الترويج للأجانب في ألمانيا على حساب الألمان.

ووفقا لموقع شبيغل أونلاين فإن شركة فريرو، التي تنتج شوكلاتة كيندر، نأت بنفسها عن هذه الطريقة في استغلال حملتها لأغراض دعائية وسياسية، حيث قالت " نحن في شركة فريرو، ننأى بنفسنا بكل وضوح عن أي شكل من أشكال الكراهية والتمييز ضد الأجانب". وتابعت الشركة " نحن لا نقبل ولا نتسامح مع ما نشر على موقع الفيسبوك".

يذكر أن حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" والمشهورة باسم "بغيدا" تنادي بوقف هجرة المسلمين إلى ألمانيا وبالعمل على وقف ما تسميه "أسلمه الدولة".

مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.

استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.

الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.

ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.

حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.

حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.

ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.

اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل