المحتوى الرئيسى

التصلب المتعدد .. مرض فتاك ومفاجئ

05/25 21:08

يعتبر مرض التصلب المتعدد، أو التصلب اللويحي، مرضاً ذا وجوه متعددة. يعيش نحو 200 ألف مصاب بهذا المرض في ألمانيا وحدها، وفي كل حالة يظهر فيها هذا المرض بطريقة مختلفة، فبينما يعيش بعض المصابين به سنوات طويلة دون أي أعراض تذكر، يضطر آخرون إلى الاستعانة بكرسي متحرك بعد سنوات قليلة فقط من الإصابة به.

يقول الدكتور أندرياس شتاينبريشر، رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لمرض التصلب المتعدد، لموقع "إم دي آر" الإخباري، إن المرض ينشأ عندما يهاجم نظام المناعة بطريق الخطأ غلاف الألياف العصبية، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات في الأعصاب. أسباب هذا التصرف ما تزال غير معروفة بعد، ولكن العلماء يقدرون بأن الأسباب مزيج من الوراثة والعوامل البيئية وحتى بعض الالتهابات.

أعراض المرض تبدأ بالشعور بشلل وآلام واضطرابات في الرؤية والإحساس. بعد ذلك تبدأ الأعراض بالتطور فجأة ودون تدرّج، وتختلف بشكل كبير بين مريض وآخر، بحسب الأخصائي شتاينبريشر. هذا ويمكن أن يدوم هذا المرض سنوات أو عقوداً حتى، وذلك أكثر ما يزعج مرضى التصلب المتعدد.

الجروح هي من بين الإصابات التي يستطيع الجسم علاجها ذاتيا، وذلك من خلال خلايا أنسجة خاصة تقوم بتثبيت الجرح. إذ تقوم هذه الأنسجة بضم الجرح وتشكيل أنسجة الندبة ويحتاج الجرح لمدة أسبوع كامل لكي يشفى. وعموما تتجدد كامل خلايا الجسم باستمرار، وتتشكل مليارات الخلايا الجلدية بشكل يومي لتستبدل الخلايا القديمة.

حتى الهيكل العظمي يجدد نفسه تماماً. ويستغرق هيكلنا العظمي لكي يتجدد كليا حوالي عشر سنوات. وخلال عملية التجديد يقوم بإصلاح الكثير من الأضرار التي تعرض لها بسبب تعرض أحد عظامه لكسر أو تهشم.

أما العضلات وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والمعدة والأمعاء وغيرها، فتحتاج حوالي ثلاث إلى أربع سنوات لتتجدد، أي استبدال خلاياها القديمة بخلايا جديدة. علما أن عملية التجديد تحميها من الاهتراء ومن التلف.

ولا يكتفي الجسم بتجديد نفسه لحمايته من التلف، ولكنه أيضا مسلح جيداً ضد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا. وذلك من خلال جهاز المناعة الذي يمتلك أعدادا هائلة من الخلايا المتخصصة لمكافحة الجراثيم المعدية.

للخلايا المناعية في الجسم أنواع مختلفة، ولكل نوع وظيفة محددة. فهناك خلايا مناعية تعرف بالخلايا الملتهمة وهي مخصصة للمهام الكبيرة، فهي تتعرف على الأجسام الدخيلة وتتخلص من خلايا الجسم المريضة. وهناك خلايا مناعية تائية تتخصص بنوع معين من الأجسام الدخيلة. وسميت بالتائية لأنها تنضج في الغدة الزعترية التي يبدأ اسمها باللغة الإنكليزية بحرف "ت" (Thymus).

التوتر هو أكبر عدو لقوى الشفاء الذاتي. والتوتر يجعل الكلية الجانبية تفرز الكورتيزول الذي يعمل على إضعاف جهاز المناعة ويسهل الطريق أمام الجراثيم المعدية.

لدى الاسترخاء تقوم النواقل المفرزة من الدماغ بتحفيز جهاز المناعة وتقويته. على الرغم من أن الأبحاث في هذا الحقيقة لازالت قيد الدراسة، لكن الكثير من الدراسات أكدت أن الدماغ يؤثر عبر الأعصاب والنواقل العصبية على الكثير من آليات الشفاء الذاتي. خصوصاً حين يشعر بالمرء بالراحة.

وتدريجياً، تبدأ تصلبات الأعضاء واضطرابات الكلام والرؤية في الظهور لدى المرضى، يتبعها إما أعراض جديدة أو تفاقم في الأعراض الموجودة سلفاً. وبعد فترة تتراوح ما بين أسبوعين وثلاثة شهور، يمكن لتلك الأعراض أن تتراجع بشكل تام تقريباً.

ويتابع موقع "إم دي آر" بالقول إن 80 في المائة من حالات الإصابة بالتصلب المتعدد تسوء حالتها، إذ لا يمكن للجزء السليم من الجهاز العصبي موازنة الخلل المتواصل في الأجزاء المتضررة.

رغم كون التصلب المتعدد مرضاً لا يمكن شفاؤه بالأدوية حتى الآن، إلا أن الأبحاث الساعية لإيجاد علاج قطعت شوطاً طويلاً خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، إذ باتت بعض طرق العلاج قادرة على إبطاء الأعراض لدى بعض المرضى أو تأجيل ظهورها. ويبقى التشخيص المبكر أفضل طرق العلاج وتحسين حياة المرضى.

أما في حالة ظهور مفاجئ لأعراض جديدة أشد سوءاً من سابقاتها، يسعى الأطباء عادة إلى إعطاء المرضى مادة الكورتيزون أو القيام بغسيل للدم من أجل تخفيف حدة تلك الأعراض. لكن العلاج طويل المدى يركز على أدوية تحاول إعادة التوازن إلى جهاز المناعة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل