المحتوى الرئيسى

من لشبونة إلى ميلانو..الريال بزيدان صاحب الثورة التكتيكية والأسلحة البديلة - Goal.com

05/25 04:46

لم يبق على نهائي دوري أبطال أوروبا سوى 4 أيام فقط وكافة جماهير كرة القدم حول العالم تنتظر هذه المواجهة الضخمة بفارغ الصبر، حيث إنها تعتبر مناسبة خاصة ستمكنهم من مشاهدة نسخة جديدة من ديربي مدريد الأوروبي والذي كانت بدايته سنة 2014 في العاصمة البرتغالية لشبونة. حينها كان ملعب النور شاهدًا على انتصار الريال في الوقت الإضافي بأربعة أهداف لواحد محققًا بذلك اللقب العاشر في تاريخه وحارمًا خصمه الأتلتي من تذوق طعم الريادة الأوروبية.

الآن وبعد عامين تقريبًا من ذلك سيصطدم الناديين من جديد في ميلانو بإيطاليا، لكن بتحولات كبيرة مست كافة الجوانب بدءً من ، الإدارة الفنية، الزاد البشري، وصولاً إلى النهج التكتيكي.

النادي الملكي أقال خلال هذه الفترة مدربه الإيطالي "كارلو أنشيلوتي" ليتعاقد مع الإسباني "رافاييل بينيتز"، لكن النتائج السلبية لهذا الأخير ومشاكله الكثيرة مع اللاعبين عجلت برحيله وقادت الإدارة للتعاقد مع الأسطورة الفرنسية "زين الدين زيدان" الذي نجح تمامًا في قيادة الفريق وإعادته للمنافسة مستفيدًا في ذلك من خبرته كلاعب خرافي وتجربتيه كمساعد مدرب للفريق الأول ومدرب للكاستيا.

في حراسة المرمى بعد أن كان القديس  "إيكر كاسياس" هو العلامة الثابتة، بات العنصر الأضعف بكثرة أخطائه وهفواته الفادحة، ليستقر الميرينجي في النهاية على الكوستاريكي "كيلور نافاس" دون أن يتكهن بأنه سيصبح العنكبوت الحقيقي ومحطم الأرقام القياسية على مستوى نظافة الشباك.

وحتى بديله القادم من إسبانيول "كيكو كاسيا" ، فهو يقنع كلما أتيحت له الفرصة ليكون بذلك الفريق قد ارتاح تمامًا من مشكلة الحراسة.

على مستوى الدفاع ليس هناك تغييرات كثيرة، حيث لا يزال كل من "راموس" صاحب الهدف القاتل في الدقيقة "93" ، "بيبي"، "كاربخال" و"مارسيلو" حاضرين بقوة و قد انضم لهم الظهير الأيمن "دانييلو"الذي هو ليس سوى صفقة فاشلة تمامًا، فكلما شارك ظهر ضعفه الكبير في التغطية وترك في جبهته شوارع  تكون في معظم الأحيان السبب الرئيسي في استقبال فريقه للأهداف. وباستثناء مغادرة "أنخيل دي ماريا" يعرف الهجوم استقرارًا كبيرًا مع الثلاثي "بي بي سي" الذي يقوده رونالدو كالعادة بأدائه الرائع وأهدافه الغزيرة كما أن بنزيمة وبيل عادا بقوة ليبصما على أفضل موسم لهما رفقة الميرينجي من ناحية الفعالية أمام الشباك والمساهمة في صناعة اللعب. وإضافة إلى البديل "خيسي"، بات "لوكاس فاسكيز" كذلك من بين الأوراق الرابحة والتي أنقذت الفريق في عدة مناسبات. أما وسط الميدان، فهو شهد دخولاً وخروجًا كبيرًا وكان منبع التعديل الخططي، فمن نهائي لشبونة تبقى فقط لوكا مودريتش، إيسكو، وكاسميرو، حيث غادر كل من "سامي خضيرة" الذي كان أساسيا و"تشابي ألونسو" ثم حل الألماني "كروس" والكولومبي "خاميس رودريجيز".   الفرنسي "زيدان" أبدع في هذا الخط لوجود الحلول المناسبة وخلق نوع من التوزان، فاستغنى عن خاميس وإيسكو ليعتمد على كاسميرو ذو النزعة الدفاعية كارتكاز مكلفًا  إياه أساسا بافتكاك الكرات ومساندة الخط الخلفي  ثم وضع أمامه "كروس" و"مودريتش" الذكي في نقلاته لتوزيع الكرات وضمان الاستمرارية الهجومية وهي الأمور التي ظهر نفعها منذ أول تطبيق لها، حيث أصبح ال "بي بي سي" يستقبل كرات أكثر في منطقة جزاء الخصم وبحلول أكثر في الاختراق وخاصة من العمق كما أن هذا النهج وظف بشكل ممتاز الظهيرين (مارسيلو، كاربخال)، حيث مكنهم من الصعود وخلق نشاط كبير في الأطراف متكئين في ذلك على سرعتهم ومؤهلاتهم الفنية الكبيرة. صاحب كأس العالم سنة 1998 ترجمت ثورته الفنية إلى نتائج كانت كلها إيجابية، فخسارته أمام الأتلتي كانت هي الوحيدة في الليجا أما الباقي فكان كله لصالحه كما جاء الفوز على برشلونة في الكلاسيكو "2-1" ليجعله يقدم أوراق اعتماده التدريبية الذهبية ويواصل بعد ذلك على نفس المنوال حتى أنه أعاد الريال للمنافسة مبقيًا إياه حتى آخر جولة يملك حظوظًا في التتويج باللقب. على الصعيد الأوروبي هو أمام روما في دور 16 أظهر عدم اقتصاره على العناصر الأساسية وعمل على تطوير الاحتياطيين (فاسكيز، خيسي، مايورال...) الذين باتوا أسلحته البديلة الناجعة والتي زادت من قوة الفريق وحلوله خلال فترة الإصابات. في دور  الثمانية أمام فولفسبورج، صحيح أنه يلام على دفاعه المهلهل واختياره للمتواضع دانييلو، لكنه أبان عن نقطة إيجابية أخرى تمثلت في التخضير النفسي، حيث جعل فريقه محفزًا كثيرًا ولعل عودة الريال في النتيجة منذ الشوط الأول خلال مباراة الإياب خير دليل على ذلك. أما في نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، فهو فضل مبدأ الأمان خارج أرضه بعدم التهور كثيرًا والالتزام بالواجبات الدفاعية ثم رمى بكل ثقله في الإياب وذلك أمر معقلن جدًا في مرحلة متقدمة كهذه وتمكن بفضله من المرور إلى النهائي.(رغم أن استسلام السيتي سهل عليه الأمر بعض الشيء).      

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل