المحتوى الرئيسى

محمد علاء الدين في ايطاليا: لا اؤمن باليوتوبيا ولا بالديسيوتوبيا

05/25 01:46

اقام كافيه ماكوندو الثقافي في بيرجامو بإيطاليا ندوة لتقديم الترجمة الايطالية لرواية محمد علاء الدين الاخيرة “كلب بلدي مدرب”، والتي صدرت مؤخرًا عن دار نشر إل سيرينتي بروما، ادارت الندوما الدكتورة باولا جاندولفي استاذة اللغة العربية بجامعة فينيسيا، وحضرها بعض من القراء المهتمين بالادب العربي.

بدأت فعاليات الندوة بتقديم من ادارة مقهى ماكوندو التي رحبت بالروائي المصري وعبرت عن سعادتها باستضافته بعد تقديم كتابه في معرض تورين الدولي للكتاب قبلها بأيام قليلة، ونوهت في كلمة قصيرة إلى أن الظروف السياسية الحالية ما بين مصر وايطاليا لا تمنعها من استقبال والاحتفاء بأدب لافت يأتي من مصر، وربما هي فرصة لتقديم وجه آخر من مصر للجمهور الايطالي

ثم بدأت الدكتورة باولا بتقديم سريع لمحمد علاء الدين ومسيرته الروائية، قبل أن تسأله سؤالا تعرف انه تقليدي، ولكن يتملكها الفضول، ما الذي قاد علاء الدين للكتابة؟ اجاب صاحب "إنجيل آدم" أنه بالطبع بدأها عبر القراءة، وهو يتذكر عندما كان في الثالثة عشرة من عمره أنه قد قرأ روايتين: دراكولا لبرام ستوكر، ورواية اخرى لكاتب امريكي يدعى فرانك مانون أو شانون، هو لا يتذكر، ولكنه يتدكر أن عنوان الرواية كان “الثورة” وتحتها بخط رفيع “قصة النضال الطبقي في ايرلندا الشمالية”. ضحك علاء الدين وقال انه كانت عادة شائعة في الكتب المصرية القديمة أن يغير المحررون عنوان الروايات، حتى أنه يتذكر أنه قرأ رواية هيمنجواي “أن تمتلك وألا تمتلك” تحت اسم “المهربون” في طبعة روايات الهلال، لذا هو شبه متأكد ان هذا هو ليس العنوان الاصلي، وأنه عندما يضع المحررون كلمة “المؤلف الامريكي المشهور” فغالبا هو مؤلف مغمور، ثم مضى للقول أنه لو قرأ الرواية اليوم قد يحس بمدي سنتمنتاليتها، ولكن ايامها احس بأنه يريد أن يكتب شيئًا مثل هذا.

ومضت الدكتورة جاندولفي للسؤال عن ما لاحظته من فصول قصيرة في الرواية، اسمتها هي بالمشاهد أو الفلاشات، أو ربما النبضات، التي ترسم في لوحات سريعة مختزلة ومتقنة مشهدًا وافيًا عن قاهرة اليوم وعن شخصيات الرواية وعن سبب استخدام هذا الاسلوب. رد صاحب "الصنم" بأن الموضوع يأتي في باله هكذا، هناك مواقف كاشفة، أو هي كاشفة لمن يراها، عن بعض من عمق الشخصية التي يكتب عنها أو الحدث الذي يتناوله، بالطبع على الروائي أن يحترس كثيرًا من افتراض آن ملاحظة واحدة تقول كل شيء، ولكنه قد تحرى كتابة مواقف دالة ومختزلة، مضى علاء الدين ليقول أنه قد يكون ثرثارًا في الحياة الطبيعية، ولكنك لا ينبغي ابدا أن تكون ثرثارًا في الكتابة

مضت الدكتورة باولا في ملاحظاتها، فقالت أن النفس الساخر في روايته الاخيرة هو مختلف عن باقي رواياته التي قرأت بعضها وقرأت عن البعض الاخر، فرد علاء الدين بالايجاب، ولكنه قال أننا يجب علينا أن نحترس كثيرًا ما بين الفكاهة والتهكم، أنا منحاز للفكاهة، ولكن التهكم يعني ضمنًا احتقار من ترمي إليه بكلماتك، وهو ليس منحى عميقًا في الكتابة، لأنه يفترض وجود حقيقة واحدة قياسية نلوم من يخالفها، وندعي أننا مثال عليها، من طرف خفي. بينما الفكاهة تأتي من افتراض وجود سياق، للأسف نفترض دائما وجود سياق، وحال مخالفته يكون الامر باعثًا عن الفكاهة.

استطرد صاحب "الصغير والحالي" قائلا مثلا في ايام الثورة، قد نكون في المستشفى مصابين، وحالتنا في غاية السوء، ولكن يسترعي انتباه احدهم أن هناك ممرضة جذابة بينما هو غارق في دمائه، هذا هو مخالفة السياق المفترض، وهي الفكاهة. من اجل ذلك لا اؤمن باليوتوبيا ولا اؤمن بالديسوتوبيا، في غمار الحروب يمكنك أن تجد فكاهة وضحك، ضرب علاء الدين مثالا بما يفعله الشباب المصريون على شبكة الانترنت في غمار واحد من اسوأ العصور التي تمر بها البلاد.

يمكنك أن تكتب عن الديسيوتوبيا من وجهة نظر شخص، غالبا هو مكتئب ومحطم نفسيًا، وهذا هو جمال وعمق الموضوع، في رؤيته للعالم بينما هو كذلك، لكن كحالة عامة في جماعة ما فهذا هو ما لا يؤمن به. ولكن بعيدًا عن هذا التوضيح نعم، لقد سمح لنفسه بأن يكون اكثر فكاهة من الكتب التي سبقتها، ربما كان يلمح للفكاهة قبل ذلك في اعماله، وتبدت فعلا خاصة مجموعته المعنونة بـ”الحياة السرية للمواطن م”، ولكنه في كلب بلدي مدرب ترك لها المجال تماما، هي جزء لا يتجزأ من الكتاب

وهنا سألت الدكتورة جاندولفي عن اختلاف كلب بلدي مدرب عن انجيل آدم مثلا، فرد علاء الدين بنعم، في البداية كنت اكتب عن الفانتازيا والاسطورة، والدراما النفسية، بالطبع كتبت رواية اليوم الثاني والعشرون وهي واقعية تماما، لكن في حالة الكتابين الاخيرين صار هناك تقابل ما بين بداية مسيرة الكتابة ومرحلتها الحالية، صار الآن مهتما بالمعتاد الذي هو غريب، وبالعكس، بالذي يعتبره الناس غريبا وهو في قمة الاعتيادية. استطردت الدكتورة باولا جاندولفي في سرد ملاحظاتها عن الرواية، وكيف انها تعبر جيدًا جدًا عن معنى اساسي في الحياة البشرية وهو اعادة اختراع النفس، توجهت لعلاء الدين بالسؤال انها ترى أن كل شخصيات الرواية تقريبا من صنع انفسهم، اجاب علاء الدين بأن هذا صحيح بشكل أو بآخر.

مضت الدكتورة جاندولفي لتسأل عمن منهم قد يكون في ميدان التحرير ساعة الصورة، مشيرة إلى أن الرواية تم الحديث عنها كثيرًآ باعتبارها معبرة عن الجيل الذي قام بيناير، ضحك علاء الدين وقال انه لا يتخيل وجود شخصية اللول من اصله، وقد يعبر عبد الله بالميدان من باب الفضول أو من باب انه مخدر تماما. هو يظن أن احمد سيكون هناك، هو من يهتم بالاشياء في هذه الرواية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل