المحتوى الرئيسى

غيورغ تراكل: 8 قصائد

05/24 19:10

قصص للريماوي في مستهل ترجمات من الأدب العربي الى الإيطالية

الأمير الصغير في صورة لم تُعرض من قبل

المغاربة كما هم.. كتاب جديد عن الخصوصية المغربية

مهرجان كان: السعفة الذهبية للمخرج البريطاني كين لوتش

وليم باتلر ييتس: ليس هناك طروادة أخرى

يضع مارتين هايدغر غيورغ تراكل المولود في مدينة سالسبورغ النمساوية في الثالث من شهر فبراير-شباط 1887 في مصاف كبار شعراء اللغة الألمانية .وهو ينتمي الى عائلة بروستانتينية مترفهة.وفي سنوات شبابه الأولى قرأ بعمق أعمال نيتشه،وودستويفسكي،وهولدرلين،وبودلير،ورامبو.وكان في الثامنة عشرة من عمره لما شرع في آستهلاك المخدرات:”لكي أعالج إضنائي العصبي،لجأت للأسف مرة أخرى إلى الكلوروفورم.وكان التأثير مرعبا.أنا أسعى الى تجنب تهدئة نفسي بمثل هذه الطرق لأنني أشعر أن الكارثة وشيكة".وفي هذه الفترة كتب مسرحية عرضت في سالسبورغ ،ونصا شعريّا بعنوان:”بلد الحلم".وفي سنّ العشرين ،آنتقل الى العاصمة فيينا ليدرس الصيدلة،وليصبح عام 1910 صيدليّا عسكريّا،مواصلا كتابة الشعر.وعندما أصدر مجموعته الشعريّة الأولى ،علّق على ذلك قائلا:”في ما يتعلق بقصائدي،ما يمكن أن يحدث لها لا يعنيني".وفي عام 1913،واصفا حالته النفسيّة،كتب يقول:”أعيش بين الحمّى والإغماء ،في غرف مشمسة أعجز عن وصف البرد فيها.آرتاجافات تحوّل غريبة،أشعر بها في جسدي على حافة ما يمكن أن يكون محتملا،رؤى من الظلمات،يرافقها يقين بالموت،آنتشاء حدّ ثبات الحجر،وتواصل للأحلام الحزينة".

وفي فيينا كان يختلط من حين الى آخر بالحلقات الثقافية والفنية ليتعرف على أبرز الوجوه فيها من امثال الكاتب الساخر كارل كراوس،والفنان كوكوشكا،والشاعرة الزا لاسكر شولّر.وعندما آندلعت الحرب العالمية الأولى،كلف بمداواة الجرحى في حين كانت صحتة تزداد تدهورا يوما بعد آخر.وقبل أيام قليلة من وفاته في الثالث من شهر نوفمبر-كانون الأول 1914،كتب يقول:”أشعر وكأنني قد آنتقلت الى الناحية الأخرى من العالم".

صرخة في النوم.في شوارع ضيّقة تندفع الريح،وأزرق الربيع يعطي الإشارة من بين الأغصان التي تنكسر،

الندى القرمزيّ لليل والنجوم من حول ذلك تنطفئ.

الجدول يتلوّن بالأخضر ،وبالفضيّ الممرات القديمة

وأجراس المدينة.آه يا للإنتشاء اللطيف

في المركب الذي ينساب والنداءات المعتمة للشحرور

في الحدائق البريئة .والإزهار الورديّ يكون قد تخفّف.

في الإحتفال صوت المياه.آه الظلال الرطبة للمَرْج،

ووقع تقدم الحيوان .أوراق في عذريّة الإخضرار،أغصان مزهرة

تلامس جبهة الكريستال.تأرجح المركب المتلألئ.

بدهوء ترنّ الشمس في السحب الوردية على الهضبة.

مهيب ،صمت أشجار التنّوب،والظلال الحزينة على حافّة الجدول.

والصمت الرماديّ للأحجار ،والصخور الليلية

والظلال من دون سلام؟الهوّة المتلألئة للشمس.

ايتهاالأخت، حين وجدتك في فرجة الغابة المتوحدة ،كانت الساعة منتصف النهار،وكبيرا كان صمت الحيوان.

أبيض تحت شجرة البلّوط المتوحشة ،ومن الفضة أزهار الأشواك ،

أن نموت أقوياء والشعلة مُنْشدة في القلب.

أشد عتمة المياه مبلّلة ألعاب الأسماك الجميلة.

الروح من الأجنبيّ على الأرض.زاهدة تتعتم.

أزرق من فوق الغابة المقتولة ،ويرنّ

طويلا جرس مظلم في القرية .موكب سلام.

في صمت يزهر الرّند فوق أهداب الموت البيضاء.

المياه ترنّ بهدوء عند آنتفاء الظهيرة

والأرض البور تخضرّ على الضفّة ،وفرح في الريح الورديّة

والشدو اللطيف للأخ على هضبة المساء.

حشْد من الذباب ،أسود ،

لاحقتني من دون صوت في النوم.

أه المساء الذي يمضي الى القرى المظلمة للطفولة

أه الغابة التي تخفض في صمت عينيها البنيتين

عندما من اليدين العظميّتين للمتوحد بنفسه

في هذا الليل تتحلّل على الوسائد الدافئة

التي صفّرها البخور الأعضاء المتعبة للعشاق.

في المساء،حين تدق الجراس السلام،

التي في حشود طويلة،شبيهة بالمواكب الورعة للحجاج ،

تتلاشى في الأضواء البعيدة للخريف.

سائرا في الحديقة الممتلئة بالغروب

أحلم بمصائرهم الأكثر ضياء ٫

وبالكاد لا أزال أشعر بإبرة الساعة تتقدم.

وهكذا أنا أتابع ،ما وراء السحب،رحلاتهم.

عندئذ يجعلني أرجف نَفَسُ خراب.

الشحرور ينتحب في الأغصان التي تفقد أوراقها.

يترنّح العنب الأحمر في الأسيجة الصدئة،

في حين كما الحلقات الجنائزية للأطفال زرق الملامح

حول المثابات المظلمة التي تتفتّت،

مرتجفة في الريح، نجميّات تنحني.

صوت من الكريستال مسكون بالنّفَس المتجمّد لله،

مرزبان في حالة غضب مسعور

تحت معطف ملتهب منه يرنّ الدّرع الأزرق

في حديقة الأخت الصامتة والساكنة

أزرق وأحمر أزهار متأخرة عن أوانها

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل