المحتوى الرئيسى

الأزهر والفاتيكان: مجالات التقارب تعزز العلاقة رغم الخلافات | المصري اليوم

05/24 00:05

تعد الزيارة التاريخية للإمام الأكبر أحمد الطيب هي الأولى من نوعها للفاتيكان، ولقائه البابا فرنسيس الأول لبحث جهود نشر السلام والتعايش المشترك، بعد قطيعة استمرت 5 أعوام بين المؤسستين الدينيتين، بسبب توتر العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر بعد تصريحات بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2011، ونسبت له مطالبات بتدخل الغرب لحماية المسيحيين الموجودين بالدول العربية الإسلامية، خاصة مصر، بعد حادث كنيسة القديسين.

وسبقت هذه الزيارة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والبابا فرنسيس في الفاتيكان عام 2014، الذي أكد خلاله الزعيم الكاثوليكى تقارب وتضامن الكنيسة مع شعب مصر خلال هذه الفترة الانتقالية السياسية.

اللقاء الذي يجمع بين شيخ الأزهر، أكبر قامة سنيّة في العالم، مع بابا الفاتيكان، الزعيم الروحى للكاثوليك بالعالم، يتخلله العديد من القضايا التي تقرب بين المؤسستين، وبالأخص تحديات نشر مبادئ السلام والتعايش في عالم يمزقه التطرف الفكرى والدينى والعنصرية على أسس عرقية وعقائدية.

وللبابا فرنسيس العديد من المواقف التي تم الاحتفاء بها في التقريب بين الشعوب ونبذ التطرف والعنصرية، فقد استنكر، في تصريحات شديدة اللهجة تعليقات المرشح الرئاسى الجمهورى، دونالد ترامب، ضد اللاجئين. والمسلمين واصفاً إياه «بغير المسيحى»، قائلا «الشخص الذي يسعى لبناء حوائط ولا يسعى لبناء جسور فهو غير مسيحى».

كما قام البابا بعد انتشار الخطاب التحريضى ضد الإسلام والمسلمين من قبل بعض السياسيين اليمنيين المتطرفين، مع ازدياد توافد اللاجئين السوريين إلى أوروبا، بغسل أقدام المهاجرين المسلمين، مؤكداً «نحن جميعاً رعايا نفس الإله»، في لفتة منه لتذكير العالم برسالة المسيحية التي تدعو للسلام ونبذ العنف والكراهية.

كما دعا البابا للصلاة للمشاركين في «القمة الإنسانى» بتركيا للنجاح في «حل الأزمة وإنقاذ جميع الأرواح».

وسبق أن أعلن البابا أن «القرآن والإنجيل هما نفس الكتاب» خلال عظة دعا فيها إلى التعايش والتقارب، وأضاف «سفك الدماء بلا داع هو بسبب الرغبة في فصل عقائدنا، ومع ذلك، يجب أن يكون الإيمان هو المفهوم الذي يوحد شعوبنا».

ويتخذ الأزهر والفاتيكان مواقف متقاربة جداً ضد الإرهاب والعنف المسلح باسم الدين فقد أدان البابا وشيخ الأزهر على السواء تفجيرات بروكسل، فيما وصف بابا الفاتيكان الإرهاب ومن خلفه بأنهم «مصنعون، وتجار سلاح يريدون الدم لا السلام، يريدون الحرب لا التعايش»، وتابع: «نحن مختلفون في الثقافة والأديان، ولكن جميعنا أخوة نريد العيش بسلام».

في المقابل، توجد بعض القضايا الخلافية بين الزعيمين الدينيين، بداية من الإلحاد، فعلى الرغم من تأكيد شيخ الأزهر عدم وجود عقوبة معينة في الإسلام بحق الملحدين وأن الإسلام كفل حرية العقيدة، إلا أنه أقر بوجود بعض الأحاديث التي تتحدث عن وجود عقوبة للمرتدين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل