المحتوى الرئيسى

أوباما يذهب إلى «الأعداء»| تطبيع مع «كوبا».. سلاح لـ«فيتنام».. وعملية تجميل لـ«كارثة هيروشيما»

05/24 00:10

"أعداء الأمس.. أصدقاء اليوم"، هذا ما يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن يثبته من خلال زيارات لثلاث دول طالما مثلت مع الولايات المتحدة نموذجا للعداء التاريخي، العابر للأزمنة.

في 20 مارس الماضي، حطت الطائرة الرئاسية الأمريكية على أرض العاصمة الكوبية هافانا، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس أمريكي منذ 88 عاما.

كانت الزيارة لا تصدق، وبدت للمراقبين حدثا ضخما، لكن الأمر فيما يبدو يتعدى كونه مبادرة تجاه بلد واحد، وإنما سياسة من أوباما كررها في زيارتين قام بهما مؤخرا إلى اليابان وفيتنام، في السنة الأخيرة له في البيت الأبيض.

يريد أوباما أن يحسن صورته الدولية، وبالتالي صورة بلاده، مستعينا بأسلوبه المعتاد الذي يشبه طريقة خبراء العلاقات العامة، فيما الوجه الحقيقي تشكله ملامح سياسة لا تتبدل.

كوبا.. تطبيع تاريخي لا يعجب كاسترو

قبل زيارة كوبا بأيام، قال أوباما في خطاب: "أنتظر بفارغ الصبر، أن أكون الرئيس الأميركي الأول الذي يزور كوبا بعد قرابة 90 عاما، دون أن ترافقني سفينة حربية".

والرئيس الأمريكي الأسبق كالفين كوليدج هو آخر من زار كوبا رسميا، وكان ذلك عام 1928، على متن سفينة حربية.

زيارة أوباما لكوبا أنهت قطيعة تاريخية استمرت نحو 58 عاما، حتى أعلن الرئيس الأمريكي مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو في 2014 عودة العلاقات بين البلدين.

وزار أوباما سفارة بلاده التي أعاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري افتتحاها في شهر أغسطس في هافانا، بعد 50 عاماً من الإغلاق، ثم تجول مع عائلته في المناطق الأثرية التي تشتهر بها المدينة، وتبع ذلك لقاء مع الرئيس كاسترو في قصر الثورة.

زيارة أوباما لكوبا وعودة العلاقات بين البلدين من شانها أن ترفع الحظر المفروض على الدولة الشيوعية منذ نحو 53 عاما، لكن يبدو أن ما في القلب سيبقى ولن تزيله زيارة أول رئيس أسمر لبلاد العم سام.

الأسطورة السياسية فيدل كاسترو لم يترك أوباما يمر مرور الكرام، إذ كتب مقالا في صحيفة "جرانما" الحكومية، قال فيه إن كوبا لم تكن بحاجة "لهدايا من الإمبراطورية".

وأضاف كاسترو الذي سلم السلطة لشقيقه راؤول في عام 2006 أن الولايات المتحدة مدينةة بالمليارات لكوبا بسبب الحظر الاقتصادي الممتد عليها، والذي رفض الكونجرس الأمريكي رفعه بعد دعوة أوباما لذلك.

ورغم أن أوباما دعا الكوبيين لـ"دفن بقايا الحرب الباردة في الأمريكتين"، أخذ كاسترو يذكر في مقاله بغزو خليج الخنازير عام 1961، عندما حين حاولت ميليشيات من كوبيين منفيين احتلال الجزيرة بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، كما دعا أوباما أن "يتأمل في ما حصل ولا يحاول صياغة نظريات حول السياسة الكوبية".

فيتنام.. زيارة مدينة قاهر أمريكا

40 سنة مرت على حرب فيتنام التي دخلتها الولايات المتحدة منذ عام 1965 ولم تخرج منها إلا عام 1973، لقيت خلالها انتقادات كثيرة على دعم معسكر بالسلاح في وجه معسكر آخر.

أوباما أجرى زيارة تاريخية أيضا لفيتنام، أعلن فيها رفع حظر تصدير السلاح عنها، لـ"تطبيع العلاقات مع عدو حرب سابق، والقضاء على بقايا الحرب الباردة"، في تبشير بأن شمسا أمريكية جديدة ستشرق على العدو التاريخي.

زيارة أوباما وقراره من شأنه إغضاب الصين، التي تخشى زيادة العلاقات العسكرية الأمريكية مع الجيران الآسيويين، بجانب النزاع المتزايد على جزر بحر الصين الجنوبي مع فيتنام.

الصحف الفيتنامية أيضا تناولت زيارة أوباما بالتبشير بأن الشركات الأمريكية ستنقل استثماراتها من الصين إلى هانوي.

يعلب أوباما على الزيارات الرمزية والغشارات لكسر جبل الجليد مع فيتنام، فضمن جدول زيارته جولة في مدينة هوشي منه (سايجون سابقا)، والتي سميت باسم الزعيم الفيتنامي، الذي يعد رمزا لهزيمة أمريكا في الحرب.

رغم ذلك، ألمحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن وجود العديد من المحاربين القدماء، الذين قاتلوا ضد القوات الأمريكية في قيادة الجيش الفيتنامي، لن يسهل مهمة أوباما في تبريد العلاقات.

أوباما: قتلنا الآلاف في هيروشيما.. لكني لن أعتذر

"بما أنني لم يبق لي سوى بضعة أشهر في السلطة تصورت أنه وقت مناسب لكي أتأمل طبيعة الحرب. جزء من هدفي هو أن أدرك أن الأبرياء يعانون بشدة في أوقات الحرب.، هكذا قال أوباما قبيل زيارته لليابان.

ويزور أوباما اليابان لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، لكن اللقطة الأهم ستكون له في هيروشيما، المدينة التي دمرتها القنبلة الذرية الأمريكي عام 1945.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية قبيل وصوله إلى اليابان قال أوباما "عندما زرت اليابان أول مرة قلت إن هذا شيء أعتقد أني مهتم بالقيام به. وعلى اعتبار أن ما تبقى لي في منصبي هي أشهر قليلة فقط، اعتقدت أنه وقت جيد بالنسبة لي للتأمل في طبيعة الحرب".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل