المحتوى الرئيسى

حال دول الجوار

05/23 22:56

ينزعج اليسار الراديكالى وعناصر من التيار القومى وقطاع من الناشطين عندما تجادلهم حول «30 يونيو» وتبنّى الجيش مطالب الشعب، وينزعجون أكثر حينما يستمعون للمواطن المصرى العادى يشكر الله على هذه الثورة التى أنقذته والبلاد من حكم المرشد والجماعة. يزداد الغضب إذا ما دار الحديث عن حال دول الجوار التى انخرطت فى حروب أهلية ومعارك طاحنة نتيجة عدم وجود جيش وطنى يحمى شعبه أو بسبب تفكك جيوش هذه الدول التى كانت تقوم على أسس دينية، عرقية وطائفية. باتوا يرفضون الدخول فى سجال حول حال مصر لو استمر حكم المرشد والجماعة، يرفضون تصور الوضع فى شمال سيناء بل فى شبه الجزيرة كلها لو استمر حكم المرشد، فرغم المعارك الطاحنة التى يخوضها الجيش فى شمال سيناء واستخدامه كافة أنواع الأسلحة بما فى ذلك طائرات إف 16 فى منطقة يُفترض أن لا توجد بها قوات ولا أسلحة، لا زوارق ولا حتى طائرات هليكوبتر، ورغم ذلك لم نتمكن من القضاء على الإرهاب حتى اللحظة، ماذا لو كانت الجماعة فى السلطة وغذت هذه الجماعات بالسلاح والمقاتلين من شتى أنحاء العالم؟

رفض بعض الناشطين الحديث عن حال دول الجوار وردوا بالقول: لماذا تقارنون بيننا وبين دول الجوار مثل ليبيا وسوريا والعراق؟ لماذا تختارون هذه النماذج من الدول التى تشهد حروباً أهلية، فهناك نماذج أخرى من الدول العربية تتمتع بالاستقرار مثل المغرب والإمارات العربية المتحدة، لماذا لا تقارنون بيننا وبين هذه الدول؟ الإجابة ببساطة شديدة لأن هذه الدول لم تتعرض لعواصف «الربيع العربى»، ومن ثم فنحن نتحدث عن الدول التى تعرضت لهذه العواصف فتناثرت هياكلها وتحللت جيوشها ودخلت فئات الشعب فى معارك طاحنة على أساس من عوامل الانقسام الأولى من عرق، دين، طائفة، لغة أو موطن جغرافى، هذه الدول باتت أثراً بعد عين، ولذلك نقول بوضوح: انظر إلى حال دول الجوار وتخيل حال مصر ذات التسعين مليون نسمة والمنوعة دينياً إذا، لا قدر الله، استمر الإخوان فى السلطة وواصلوا سياستهم فى تمزيق شمل البلاد ومنح الأولوية لمصالح الجماعة على حساب الوطن.

البعض منهم يشير إلى حالة تونس ويقول إن وضع تونس اليوم وهى أولى الدول التى تعرضت لعواصف «الربيع العربى» أفضل حالاً من وضع مصر، وأشاركهم القول، ولكن علينا أن نعود إلى أسباب ذلك والتى تكمن بالأساس فى أن تونس كانت أكثر مدنية وعلمانية من مصر، أكثر تطوراً فى مجالات مختلفة، أكثر ارتباطاً بالغرب وقرباً منه، إضافة إلى أن تونس دولة صغيرة بعيدة عن قلب المؤامرات وسخونة التفاعلات، فمصر كانت الجائزة الكبرى التى تآمرت قوى شر محلية وإقليمية ودولية لإسقاطها، كما أن مصر شاء القدر أن تكون مركز جماعة الإخوان، أصل كل الشرور، ومقرها ومكتب إرشادها. أيضاً من ذا الذى يقول إن تونس فى وضع أفضل كثيراً مع الأخذ فى الاعتبار الفوارق فى معدلات التعليم وعلمنة القوانين ومؤسسات المجتمع المدنى والتى تسبقنا فيها تونس على كافة المستويات، ورغم ذلك نقول إن تونس الخضراء التى كانت تنعم بالأمن والاستقرار وتجذب السائحين من مختلف دول العالم تدهورت أوضاعها كثيراً ولم تنجُ بعد من عنف وإرهاب الجماعات الأصولية المتشددة، وقد ظهر بها تيار سلفى جهادى قوى وباتت تونس مصدراً رئيسياً لإمداد الجماعات الدموية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما بالشباب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل