المحتوى الرئيسى

سقط شعرها وفقدت ثدييها.. سعودية تحصل على جائزة الشجاعة الأميركية بعدما قهرت السرطان مرتين!

05/23 18:56

عند إصابتها الأولى بسرطان الثدي في إبريل/نيسان 2006، نصحها أحد أقاربها بالتكتم على الخبر، مما دفعها لتطرح على نفسها سؤالاً "هل إصابتي عيب أو وصمة عار!".

من هنا بدأت دكتورة سامية العمودي إحدى الناجيات من سرطان الثدي، والمدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميّز في رعاية مرضى سرطان الثدي، صراعها مع السرطان.

وانطلاقاً من مسؤوليتها الطبية والمجتمعية، قررت كسر حاجز الصمت والخروج بقصتها للعلن، من خلال عمودها الصحفي الأسبوعي في جريدة عكاظ آنذاك، كاشفة عن معاناتها النفسية، والعاطفية، والاجتماعية، وأيضاً المادية، وأثر ذلك على مناحي حياتها وحياة ابنيها.

ولكنها فوجئت بإصابتها مرة ثانية بالسرطان في الثدي الآخر في 2015، ولكن لم يثنِها ذلك عن مواصلة التحدي، فأخذت قراراً قد تتردد فيه أكثر السيدات شجاعة، وهو التضحية بثدييها واستئصالهما ليتحقق لها الشفاء للمرة الثانية، وتزداد أدواتها لدعم غيرها من المصابات.

كيف استقبل ابنها سقوط شعرها؟

إن الدعم الذي حصلت عليه في تجربتها المريرة لم يكن ذاتياً فقط، بل استمدته من ابنيها اللذين سانداها في محنتها، تقول العمودي لـ"هافينغتون بوست عربي" إن ابنها عبدالله (13عاماً آنذاك) كان كلما رآها بغطاء رأس بعد سقوط شعرها نتيجة جرعات الكيماوي، سحبه وقبل رأسها قائلاً لها "أنتِ جميلة هكذا يا أمي!"، بينما ابنتها إسراء ذات التسعة أعوام، عندما وجدتها في محنة مالية، وغير قادرة على دفع تكاليف العلاج قدمت لها صندوق مدخراتها قائلة لها "أريد مساعدتك!".

ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في الإصابة بأمراض السرطان للنساء في السعودية بنسبة 19.9%، وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن 50% من حالات سرطان الثدي الجديدة تحدث للنساء العربيات بمن فيهن السعوديات في سن 52 سنة، بينما في الولايات المتحدة تحدث للنساء فوق سن 65 سنة.

وتقول العمودي لـ"هافينغتون بوست عربي"، إنها في سعيها لتقليل هذه النسب، وزيادة نسب الكشف المبكر.. "أنشأتُ كرسياً علمياً لأبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة برعاية الشيخ محمد حسين العمودي عام 2008".

وقالت "بعدها شعرت أننا بحاجة إلى مشروع جديد، حيث وجدت من خلال زياراتي لمركز "إم دي أندرسون" ومستشفى جون هوبكنز بالولايات المتحدة الأميركية، أن رعاية مرضى السرطان عندنا تحتاج أن تكون أكثر شمولية، وفكرنا بإنشاء أول مركز تميز لمرضى سرطان الثدي أيضاً برعاية كريمة من الشيخ العمودي وتبرعه للجامعة".

وتضيف "تعتبر وحدة الفحص المبكر في هذا المركز من أهم الوحدات، ووحدة الأبحاث، ووحدة أخرى تُعنى بنشر ثقافة الفحص المبكر، فضلاً عن وحدة التدريب لطلاب الطب وطالباته، كونهم أطباء المستقبل ومن سيقوم برعاية هؤلاء المصابات والناجيات، وتم ذلك عام 2010.

وقالت: رغم أننا مع المبادرات العربية في هذا الصدد، لم نصل بعد للمستويات العالمية في نسب الاكتشاف المبكر، لكن بالتأكيد حققنا اختلافاً عن النسب القديمة وارتفعت معدلات الاكتشاف المبكر عن ذي قبل".

الإصابات المتتالية، والصراع الناجح مع المرض الخبيث دفع العمودي إلى إصدار كتابها "مذكرات امرأة سعودية"، موضحةً "هذا الكتاب هو مذكراتي منذ ولادتي حتى اللحظة، وهو قصة كل امرأة من جيلي -جيل الثمانينات- بكل الحراك المجتمعي الذي عشناه، وكل المعوقات وكل مناحي تمكين المرأة، ومن خلاله أروي لطفولتي، ودراستي، وكيف كانت الحياة آنداك، ثم فترة الصحوة، والتحولات المجتمعية، وكذلك قصة دخولي الطب، والمعوقات التي واجهت جيلي، وكيف عبّدنا الطريق لغيرنا".

وتابعت حديثها "كما رويت فيه أزماتي من زواجي، وطلاقي، وعدم الإنجاب لسنوات عديدة، ثم كيف رزقني الله من فضله بـ عبد الله وإسراء، وصولاً للأزمة الكبيرة وهي قصة إصابتي بالسرطان، وكيف تعاملت وأبنائي معها، وتطرقت أيضاً إلى البرامج التي وضعناها وبرنامج الشراكة مع أميركا في مجال سرطان الثدي والذي أطلقته الأميرة حصة الشعلان حرم العاهل السابق عبدالله بن عبد العزيز، ومن الجانب الأميركي السيدة لورا بوش حرم الرئيس الأميركي السابق عام 2007م.

والكتاب يهدف لتوثيق هذا الحقبة الزمنية وأهدف منه لوضع خلاصة التجربة بين يدي أبنائنا وبناتنا؛ ليتعلموا من أخطائنا، ويبنوا على إنجازاتنا".

وتعمل حالياً السيدة السعودية، وتضع جل اهتمامها في قضايا التمكين الصحي، والتعريف بالحقوق الصحية للمرضى والممارسين الصحيين ممارسة وكتابة".

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل