المحتوى الرئيسى

"البطانية".. غطاء ثقافي أدفأ سجن نجم

05/23 15:45

“اسمع يا أبو النجوم أنا مش عايز أدخل السجن من غيرك تاني" بهذه العبارة همس الشاعر زين العابدين فؤاد في أذن صديقه شاعر البندقية الفاجومي أحمد فؤاد نجم في أذنه قبل أن يودع جثمانه إلى مثواه الأخير يوم 3 ديسمبر 2013.

لم يجد زين العابدين أنسب من الحديث عن السجن لوداع "رفيق سجنه"، فهو الذي قضى معه شهور طويلة داخل الزنازين، وفي ذكرى ميلاد الشاعر أحمد فؤاد نجم، روى زين العابدين لـ"مصر العربية" ذكرياتهم خلف القضبان، وكيف كان يمر الوقت مع ندوة “البطانية” والإذاعة الداخلية للسجن.

في عام 1975 قضى زين العابدين  أكثر من 3 شهور داخل سجن طرة مع نجم ، عندماقدم فيهم يوسف السباعي، وزير الثقافة المصري آنذاك بلاغ ضدهم بتهمة التحريض على مظاهرات حلوان في عام 75، وكان معهم ما يقرب من 39 كاتب وفنان ورسام منهم عز الدين نجيب، محمد الأيوبي، الصحفي صلاح عيسى".

وكانت تهمة التحريض على التظاهر حاضرة ضدهم في عام 1977 ليجمع السجن مرة أخرى بين نجم وزين العابدين، بعد أن شاركوا في انتفاضة الخبز، التي أطلق عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات "انتفاضة الحرامية"، وكانوا بين 167 سياسي، وكان معهم حسين عبد الرازق، وصلاح عيسى، ذهبوا إلى سجن طرة لمدة 6 أشهر، ثم إلى سجن أبوزعبل.

أن يحوي السجن على شعراء بمن المؤكد أنه سيضيفوا عليه صبغة شعرية أدبية، وهو ما فعلوه خلف القضبان، فنظموا ما أطلقوا عليه "ندوة البطانية" حيث كان تُحضر كل زنزانة بطانية خاصة بهم، ويجتمعوا ﻹلقاء الشعر، ومناقشة أحد الكتب، كما كان يكتب نجم أشعاره.

ولمدة شهر عام في عام 75 سُجن نجم مع زين العابدين وأربعة أشخاص آخرون هم "إبراهيم منصور، طارق يوسف، وصابر زلط، ومحمود الشاذلي" داخل زنزانة ﻻ تتسع سوى لفرد واحد، ﻻ يفتح لهم سوى لمدة ربع ساعة فقط في اليوم لتنظيف الجرادل، وبعد أن أضربوا عن ذلك خصصت لهم مدة أطول، فكانوا يستفيدوا من تلك الحياة الداخلية، فكانوا يقفوا جنب باب الزنزانة لتناقل الأخبار عن طريق ما أسموه "الإذاعة".

وعن كواليس هجوم أمن الدولة على حفلاتهم الشعرية روى زين العابدين، كواليس ندوتهم الشعرية الغنائية بعين الصيرة في يونيو 1976، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعد ان تعرضت المخيمات الفلسطينية لهجوم من الكتائب والأحزاب العنصرية التي ترى أن الفلسطنين مكانهم أن البحر كجثث ميته.

وأثناء الندوة بعين الصيرة علموا أن أمن الدولة في الطريق إليهم وساعدهم الأهالي بفك الصوان سريعًا، واختبئوا داخل منازلهم، وشهدت تلك الفترة نشاط شعري كبير من جانبهم في الجامعات المصرية التي ذهبوا إليها كلها.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل