بروفايل| ماجدة الرومي.. طوق الياسمين

الليل الدامس يحيط بكل شيء، بقعة ضوء وحيدة تتحرك بخفة حتى استقرت على "السيدة"، دقائق قليلة حتى ينفصل الجمهور القابع أمامها عن أجساده المادية، ويلتحم مع صوتها القوي كأغصان شجر الأرز اللبنانية والعذب كألحان القيثارة، ويعم السلام في تلك الساعات الضئيلة المقبلة.

مشهد مألوف في حفلات السيدة ماجدة الرومي، التي اختارت مصر لتكون قبلتها التالية، واختارت أن تتبرع بأجرها كاملا عن الحفلة لصالح إحدى مستشفيات علاج الحروق بالمجان، وأن تعبر عن إنسانيتها من خلال الأعمال الخيرية: "بشكر ربنا إنه أعطاني فرصة الغناء على أرض مصر، وأرجو أن يخرج عرس جميل لأنه مهمة إنسانية".

ورغم أعوام عمرها الـ59، إلا أنها ما زالت "كصباح تمرح فيه الشمس.. كرقص الريح بفستان، من فرحة أرض أزلية من رنة عود شرقية، كالأرض حميمة وبهية.. كالشمس قديمة وصبية".

عاشت السيدة في أسرة فنية، فوالدها الموسيقار حليم الرومي، وبدأت مشوارها الفني وعمرها 18 عاما، في العام 1974، حيث وقفت أمام لجنة تحكيم برنامج "استوديو الفن"، وهي تشدو "يا طيور" للفنانة أسمهان.

قدمت السيدة 13 ألبوما غنائيا، وأكثر من 45 أغنية منفردة، بينما شاركت بالتمثيل في فيلم "عودة الأبن الضال" للمخرج يوسف شاهين في العام 1976، ومن خلال العلاقة المميزة التي جمعتها بالمخرج الراحل، قدمت أغنية "آدم وحنان" ضمن أحداث فيلم "الآخر".

نجحت الرومي على مدار مسيرتها الفنية، في أن تتربع داخل قلوب المستمعين بجميع أنحاء العالم، واحترمها الجمهور عندما احترمت موهبتها وصوتها، ولم تحوله لسلعة رائجة، بل وضعت موهبتها في المقام الأول بعيدا عن الابتذال، وتعاملت مع كيانها برقي كبير يليق بـ"السيدة".