هل يتسبب ارتفاع مستوى سطح البحر في ترحيل ملايين الأميركيين بحلول 2100؟

حقوق الصورة: Zuma/ REX/ Shutterstock 

قد يجبر ارتفاع مستوى سطح البحر عددًا من سكان الولايات المتحدة، أكبر بثلاث أضعاف من المتوقع سابقًا، على مغادرة منازلهم بحلول نهاية هذا القرن، وذلك وفقًا لدراسة توجهات السكان.

يقول العالم السكاني ماثيو هاور Mathew Hauer من جامعة جورجيا بأثينا: "حتى وقت قريب، كانت معظم الدراسات التي تنبأت بالمخاطر الناتجة عن ارتفاع مستوى سطح البحر تعتمد على عدد السكان الحالي وتصورات لما سيكون عليه مستوى سطح البحر مستقبلًا".

ويرى هاور أن المشكلة تكمن في أن هذه التنبؤات قد أصبحت قديمة، ويردف قائلًا: "تُعدّ المجتمعات الساحلية من أكثر المجتمعات نموًا على النطاق العالمي، لذا يتوجب علينا أخذ نمو تلك المناطق بالحسبان. فباستخدامنا للمعلومات الحالية، نحن نسيء تقديرَ خطر النّمو المستقبلي لهذه المجتمعات الذي سيؤدي إلى ترحيل السكان بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر".

لذا دمج هاور وزملاؤه رسمًا بيانيًا للنمو السكاني مع مخطط ارتفاع مستوى سطح البحر الذي وضعته الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي National Oceanic and Atmospheric Administration أو اختصارًا (NOAA).

وقد توصلوا إلى أن مستوى سطح البحر سيرتفع بنسبة 1.8 متر بحلول العام 2100، كحدّ أقصى وفق توقعات (NOAA)، الأمر الذي قد يؤدي إلى ترحيل 13.1 مليون من السكان أي ثلاثة أضعاف العدد المتوقع بالاعتماد على عدد السكان الحالي. في السياق نفسه، إن ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة طفيفة تبلغ 0.9 متر سيستمر في ترحيل 4.3 مليون نسمة، أي بزيادة تقدّر بثلاثة أضعاف التقديرات السابقة أيضًا.

ستتنوع الآثار بين المناطق الساحلية المختلفة، إذ تبلغ نسبة السكان المهددين بالانتقال 70% من جنوب شرق الولايات المتحدة بما في ذلك ولاية كارولينا الشمالية، حيث من غير القانوني فيها أن يقوم صنّاع القرار بإجراء قياسات لإدارة الساحل بناءً على تنبؤات في ارتفاع منسوب مياه البحر. 

ومن المتوقع أن تتحمّل ولاية فلوريدا لوحدها نصف العبء الإجمالي. كما لن تسلم مجتمعات كل من جنوب كارولينا وفيرجينيا ونيوجيرسي من خطر تشرد عددٍ كبيرٍ من ساكنيها. 

ويرى "أثناسيوس فافيديس" Athanasios Vafeidis، الذي يدرس مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر في جامعة كييل The University of Kiel في ألمانيا، أن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار تلك التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية التي ستؤثر على نتائج ارتفاع مستوى سطح البحر.

لكنه لايعتقد أن عدد السكان المُتنبأ بانتقالهم سيصل إلى هذا الارتفاع، لأن الناس سيتكيفون مع تغيرات الشاطئ.

ويقول فافيديس: "من المهم جدًا إظهار أخطار التقاعس عن العمل لحل الأزمة. إلا أنه يجب علينا تناقل إيجابيات التكيف كذلك. لأن الطريقة التي سنتكيف بها مع الوضع ستكون المُحدد الرئيسي للآثار المستقبلية".