هل ما زال العلم الأمريكي موجودا على سطح القمر؟

في أواخر ستينيات القرن الماضي، غرس رائد الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونج وفريقه عددا من الأعلام الأمريكية على سطح القمر في أول رحلة للإنسان إلى النجم الأقرب من الأرض، ولكن يبقى السؤال الأهم هو حال هذه الأعلام التي بقيت في الفضاء الشاسع لقرابة 50 عاما.

أفاد موقع "تيك إنسايدر" الأمريكي بأن صورًا فضائية أثبتت أن الأعلام الأمريكية التي غرست على سطح القمر لا تزال موجودة هناك، ولكن علماء في مجال الفضاء قالوا إن الأعلام فقدت على الأرجح شكلها المميز.

وأوضح الموقع أن الألوان الزاهية التي اكتسى بها العلم من الخطوط الحمراء والبيضاء والنجوم الشهيرة ذات الخلفية الزرقاء، لم تنج من الإشعاع المنبعث من الشمس والذي قد يكون تسبب في فقدان الأعلام كل ألوانها المميزة، وتحولها إلى اللون الأبيض حاليا أو ربما تفتتها وتهالكها.

وصنعت شركة "أنين فلاجميكرز" الأعلام الأمريكية من خامة النايلون، وبلغت تكلفة الإعداد 5.50 دولارًا لكل منها، حيث أفاد خبراء بأنه حتى على سطح كوكب الأرض، وتحت حماية غلافنا الجوي، فإن ألوان الإعلام ستتلاشى حتمًا بفعل التعرض لضوء الشمس الساطع على مدى عقود متتالية.

وبالنظر إلى أن القمر ليس له غلاف جوي ولا ظلال، فمن المفترض أن الأعلام التي زرعها رواد الفضاء، على متن رحلة "أبولو 11"، قد تعرضت لضوء الشمس الساطع دون انقطاع، بل ومع المزيد من الإشعاع المركز.

وفي السياق ذاته، أوضح العالم القمري بول سبوديس أنه "على مدار برنامج رحلات أبولو، نشر رواد الفضاء الأمريكيون 6 أعلام لبلادهم على سطح القمر، ولأكثر من 40 عامًا، تعرضت الأعلام لظروف بيئية قاسية ومتقلبة على سطح القمر".

وتابع سبوديس: "تشمل الليلة القمرية (أو الدورة القمرية) 14 يومًا بالحسابات الأرضية تصل فيها درجة الحرارة إلى 100 درجة مئوية مع سطوع أشعة الشمس، ثم 14 يومًا آخرين من البرد القارس (-150 درجة مئوية)، مع ظلامٍ دامسٍ".

وأكد سبوديس أن "الضرر الأكبر الذي وقع على هذه الأعلام، كان من أشعة الشمس فوق البنفسجية المكثفة التي تعرضت لها الأقمشة، فحتى على الأرض، تتلاشى ألوان الأعلام المعرضة لضوء الشمس المباشر بشكل تدريجي مع مرور سنوات عديدة، مما يجعل استبدالها بأعلام أخرى أمرا حتميا".