المحتوى الرئيسى

التربية السياسية ليست مكتملة عند الإخوان

05/22 11:28

أكد عصام تليمة الداعية والباحث الإسلامي، على ضرورة أن تفصل جماعة الإخوان المسلمين بين  العمل الحزبي والدعوي باعتبار أن ذلك بات ضروريًا في الحياة السياسية الآن.

وعدد "تليمة" الأسباب وراء ذلك، من أهمها أن الخطاب الدعوي غير الخطاب السياسي، وأهداف السياسي غير أهداف الدعوي مشيرًا إلى أدواته ومنطلقاته تختلف تماماً عن الحزبي السياسي، ففي الدعوة يسعى الداعية لتحقيق عالم مثالي، أما في السياسة فيسعى السياسي لعالم الممكن والواقع.

وأضاف تليمة في مقال له تحت عنوان "الإسلاميون وفصل الحزبي عن الدعوي"، أن الداعية يتعامل مع الناس من باب النقاء الديني، فهو لن يقبل في جماعته أو تنظيمه إلا من تتوافر فيه صفات أخلاقية معينة، فلن يقبل بينه مقترفي الكبائر، وربما تشدد في الصغائر، أما في الحزبي فهو يبحث عن المشترك الوطني بين أعضائه.

وأوضح أن الدعوي يبحث في التربية والعمل العزائمي، والأخذ بها، والتشدد فيها، بينما الحزبي والسياسي دائرته دائرة الرخص والأخف، وما يسع الناس تحمله.

وأشار الداعية والباحث الإسلامي  إلى أن الثوابت في الدعوي مساحة واسعة، قد تكون مما يختلف عليه دينيًا، فيجعله ثوابت، وقد يجعل من بعض الوسائل ثابتًا تنظيميًا، حسب اللوائح التي يضعها، بينما السياسي ثوابته قليلة، تتمثل فيما لا يقبل الاختلاف الوطني وهو ما يتضح لمن يدرس السياسة الشرعية، سيجد الثوابت فيها قليلة جدًا، ودائرة المتغيرات كثيرة تتسع أمام السياسي؛ ليحسن التصرف في إدارة المشهد أو الموقف السياسي.

وأكد تليمة على أن ثاني الأسباب التي يجب من أجلها فصل العمل الدعوي عن السياسي هي الحفاظ على صورة الداعية بعيدًا عن التراشق الحزبي حتى  يجنب الداعية الدخول في معترك العمل الحزبي بما فيه من خلافات وتراشقات، لافتًا إلى أنه  داعية يعلم الناس الإسلام، فلا يمكن بعد أن كان هو داعية الجميع، ومفتي الجميع، فجأة ينزل ليترشح أمام كبير عائلة في بلدتهم، فانتقل من خانة شيخ الجميع، إلى مرشح منافس، وإذا نجح، فقد أصبح في منافسة في الخدمات التي تقدم للدائرة الانتخابية، وما كان يقدمه بالأمس من خدمات تطوعًا ويشكره عليه الناس، قليلاً كان أو كثيراً، لو قدم اليوم أضعافه لن يرضى عنه الناس.

وتابع تليمة أن من أهمية فصل العمل الدعوي عن الحزبي أيضًا إكساب الأفراد خبرة التعامل السياسي الحزبي حيث إن فصل الحزبي عن الدعوي سيجنب الإخوان النزول على الناس ببارشوت وقت الانتخابات، كما كان يحدث، فأفراد الإخوان والإسلاميون لا ينالون قسطاً وافرًا داخل الجماعة من التربية السياسية، فالجانب التربوي يطغى في المناهج على هذه الجوانب، رغم أنها منغمسة بشكل كبير في السياسة.

وأوضح تليمة أن السياسة في الإخوان تعتبر موسمًا دعويًا، وليست أمرًا أساسيًا دائمًا، تعنى الجماعة بها، وإذا زادت جرعتها فيها فتتحول لقسم سياسي، مما يفقدها عامل تكوين خبرات في هذا المجال.

وأكد أنه لو أخذنا نموذجًا يدل على ذلك، فقد رشح الإخوان من قبل الأستاذة جيهان الحلفاوي، وبعد ذلك الدكتور مكارم الديري، فأين هما فترة وجودهما في الجماعة بعد ترشحهما وعدم توفيقهما؛ نظرًا للتزوير الذي مورس ضدهما، لم يكن لهما أي دور فيما بعد، ولا لغيرهما، ولا يوجد للمرأة أي دور يذكر في صناعة القرار داخل جماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن دور سياسي لها، ففي فصل الحزبي عن الدعوي، عندئذ تتكون هذه الكوادر حزبيا وسياسيا، وتنضج الخبرات.

وعززا تليمة دعوته للفصل الدعوة عن السياسية  بآراء الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان في ذلك مشيرا إلى أنه  من فكر في ضرورة فصل العمل الدعوى عن السياسي فيما يخص نشاط الجماعة، وذلك عندما قال "إن جماعته وقعت في أخطاء التوجه بالانغماس في السياسة دون إعداد لها، ففي عام 1946م التقى بالأستاذ فريد عبد الخالق، عضو مكتب الإرشاد، ثم التقى بعده بمكتب الإرشاد لمناقشة هذا الأمر.

واستطرد الداعية والباحث الإسلامي أن حسن البنا أبدى طرحين مهمين، أولهما: فكرة البحث عن حزب يتجه بأفكاره قريبا من أفكار الإخوان، لكن لا شعبية له، ويكون الإخوان الظهير الشعبي له، موضحًا أنه تم اختيارهم على (الحزب الوطني) الذي كان مسئولا وقتها الأستاذ فتحي رضوان، وقد أسسه الزعيم مصطفى كامل، بحيث يعبر الحزب عن المواقف السياسية للإخوان، وقد فاتح حسن البنا فتحي رضوان في ذلك، وكادا يتفاهمان عليه، أو لقي ترحيبا من حيث المبدأ.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل