فرنسا تتهرب من مسئولية حادث الطائرة المصرية.. والقانون الدولي «يُدينها»
اختفت، الخميس الماضي، طائرة مصر للطيران من طراز "إير باص 320"، والقادمة من مطار شارل ديجول في باريس، وعلى متنها 66 شخصًا بينهم 56 راكبًا، بالإضافة إلى 3 أفراد أمن و7 من أفراد طاقم الطائرة، من على شاسات الرادار اليونانية، قبل دخولها المجال المصري بـ 10 أميال عند النقطة "كومبي" فوق البحر المتوسط.
عقب وقوع الحادث سارعت الدول الأجنبية للمساعدة في إيجاد حطام طائرة "مصر للطيران"، وأرسلت فرق لها في أعماق مياه البحر الأبيض المتوسط، وأعلن الجيش المصري الجمعة، العثور على بعض حطام الطائرة المصرية الجمعة، ونشر صورًا لهذا الحطام السبت، وعثرت قوات الجيش على الحطام على بعد 290 كيلومترا شمالي سواحل مدينة الإسكندرية المصرية.
الدول تشارك في عمليات البحث وفرنسا غائبة
عمليات البحث لم تتوقف، لأنه لم يتم العثور على الصندوقين الأسودين حتى كتابة هذه السطور، ودفعت القوات المسلحة المصرية بعدد من طائرات البحث والإنقاذ وقطع بحرية مخصصة لعمليات الإنقاذ والإغاثة وإلى جانب القوات المصرية، تشارك قوات من قبرص واليونان وفرنسا وبريطانيا وأميركا وإيطاليا في عمليات البحث
أمريكا شاركت في عمليات البحث عن الطائرة المصرية المختفية، وذلك عبر طائرة "بي-3 أوريون"، التي شاركت في عملية مسح في المناطق التي يعتقد أن الطائرة المصرية سقطت فيها، وتعمل هذه الطائرة ضمن دوريات بحرية في قاعدة "سيجونيلا" البحرية الجوية في صقلية.
الجيش اليوناني لم يتوانى في المساعدة، وأرسل طائرة من طراز "سي-130" وطائرة أخرى للإنذار مبكر من طراز "إي.إم.بي-145 إتش"، ووضعت طائرة أخرى من طراز "سي-" 130 في وضع الاستعداد بمطار "كاستيلي" بجزيرة كريت بجنوب اليونان، كما أن هناك طائرتي هليكوبتر جاهزتان للانطلاق من جزيرة كارباثوس.وأبحرت فرقاطة تابعة للبحرية اليونانية إلى آخر منطقة ظهرت فيها الطائرة المصرية قبل اختفائها.
أرسلت بريطانيا سفينة الإسناد وطائرة ومن طراز هركوليز من قاعدة أكروتيري في قبرص.
أعلن الجيش المصري رسميا مشاركة إيطاليا في عمليات البحث عن الطائرة المصرية.
قال المتحدث العسكري المصري، إن قبرص من بين الدول المشاركة في عمليات البحث، دون تحديد حجم المشاركة من جانب آخر،
رغم أن الطائرة أقلعت من مطارها إلا أن موقفها تجاه الأزمة لم يكن على قدر المسئولية والمطلوب، فأرسلت طائرة من طراز “فالكون”، وسفينة حربية مجهزة بتقنيات متطورة من أجل المساعدة في العثور على الصندوق الأسود وأبحرت السفينة "جاكوبيه" من القاعدة البحرية في تولون السبت للوصول إلى مكان سقوط الطائرة.
بمجرد دوي خبر اختفاء الطائرة المصرية، بدأت الروايات تخرج بشأن الحادث، فمنهم من رجح أن قائد الطائرة انتحر، ومنهم من رجح بأنه عطل فني، وآخرين رجحوا بأن يكون وراء اختفاء الطائرة حادث إرهابي.
في كلا الحالات فإن الخبراء القانونين يعولون على فرنسا المسئولية الكاملة، لأن الطائرة أقبلعت من مطارها.
القانون يحمل فرنسا مسئولية الطائلرة المصرية
الدكتور صلاح الطحاوي، أستاذ القانون الدولي. قال في حواره ببرنامج "الساعة"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي اكسترا"، إنه بالنسبة لسلامة الطيران المدني واتفاقية وارتسو 1929، وشيكاغو 1944، مونتريال 1977، والبروتوكلات الموقعة عليها من قبل دول العالم بشأن التشريع الدولي فيما يخص النقل الجوي والمطارات، فإن المسئولية تقع على عاتق فرنسا.
وأضاف الطحاوي: أن الفرضية الأولى لاختفاء الطائرة المصرية، أن هناك عمل إرهابي وراء الحادث، سواء كانت الحادثة نتيجة قنبلة تم زرعها من الأراضى الفرنسية قبل إقلاع الطائرة بمطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، أو إذا كانت نتيجة تفجير من الخارج فإن فرنسا تتحمل المسئولية.
وفى كل الحالات فإن من يتحمل تعويض الضحايا هي شركات التأمين التي تؤمن لديها مصر للطيران على أرواح الركاب ضد المخاطر فتكون المسئولية كاملة على فرنسا.
وتابع أستاذ القانون الدولي: أما إذا كان وراء الحادث خطأ فني، فإن الشركة الفرنسية تتحمل المسئولية مع شركة مصر للطيران، وتصرف التأمينات والتعويضات للضحايا مشتركة بين العنصرين.
وأكد الطحاوي، أنه فى كل الحالات فإن من يتحمل تعويض الضحايا هى شركات التأمين التي تؤمن لديها مصر للطيران على أرواح الركاب ضد المخاطر.
ومن ناحية أخرى قال أستاذ القانون الدولي، إن اتفاقية مونتريال 1977 توضح أن شركة مصر للطيران لها حق أصيل في التحقيق، كما أن بعض الدول الذين لهم ضحايا في الطائرة لهم الحق في التحقيق في ملابسات اختفاء الطائلرة أيضًا.
فرنسا التي أقلعلت الطائرة من مطارها، ويحملها القانون الدولي المسئولية، تتهرب من المسئولية ولا تبدي أي اهتمام، حتى لا يعيق تنظيمها لبطولة كأس الأمم الأوربية.
فرنسا تهرب من المسئولية بسبب الأمم الأوربية
جان مارك إيرولت، وزير خارجية فرنسا، صرح، الخميس، أن فرنسا ستضمن "بكل قواها"، الأمن خلال نهائيات كأس أوروبا المقررة يونيو10 المقبل، ، مضيفًا "نحن ملتزمون بكل ما نملك من قوة لضمان أمن كل الذين يعيشون في فرنسا ويزورونها، وخصوصا الذين سيأتون إلى فرنسا بمناسبة كأس أوروبا 2016" ،إلا أن الوزير حرص على "تجنب الدخول في تكهنات" حول أسباب تحطم الطائرة، بعد أن تطرقت السلطات المصرية إلى احتمال وجود عمل إرهابي، وذلك حسب فرنسا 24.
فرنسا حاولت أن تلقي بالمسئولية كاملة على الجانب المصري وشركته ، حينما طلبت من صحفية فرنسية تعمل مراسة لصحيفة "Le Soir بالقاهرة"، بكتابة تقارير تشير إلى اتهام شركة مصر للطيران بالمسؤولية عن سقوط الطائرة والتشكيك في معدلات أمان الشركة.
الصحفية الفرنسية ترفض اتهام شركة مصر للطيران بالمسئولية
إلا أن الصحفية الفرنسية رفضت طلبهم، مما دعا جريدتها الاستغاء عن خدماتها، وذلك حسب إعلانها.
Comments