المحتوى الرئيسى

أقدم حزب معارض في الجزائر يجدد قيادته

05/21 19:47

أحدثت جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، تغييرا على مستوى قيادتها، بتعيين أمين أول جديد لها، في أول قرار لافت يتخذه الحزب عقب وفاة مؤسسه الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، في نهاية السنة الماضية.

وأوضحت جبهة القوى الاشتراكية، في بيان لها، أنه جرى تعيين "الرفيق عبدالمالك بوشافة أمينا أولا للحزب خلفا للرفيق محمد نبو، وفقا للمادة 50 من القانون الأساسي للحزب والصلاحيات التي يمنحها لها".

وأشار البيان إلى أن "هذا القرار اتخذ في إطار روح التداول على السلطة داخل الحزب، العمل الجماعي وتناوب إطارات الحزب على مناصب المسؤولية"، علما أن الحزب له هيئة رئاسية، ينتخبها المؤتمر الجامع، هي من تقوم بتعيين الأمين الأول له.

ويعتبر الرجل الأول في جبهة القوى الاشتراكية، من مواليد 1966، وهو إطار في قطاع التعليم، شغل أمين فدرالية قسنطينة في الحزب لعهدتين متتاليتين منذ 2012، كما ترأس لجنة الشباب والرياضة بالمجلس الشعبي الولائى لقسنطينة، بالإضافة إلى توليه عدة مناصب في الحركة الجمعوية والنقابية.

وينظر متابعون إلى التطور الأخير في جبهة القوى الاشتراكية المعروفة اختصارًا بـ"الأفافاس"، على أنه بداية تحول يشهدها الحزب للإبقاء على رصيده السياسي، خاصة بعد أن فقد أهم مراجعه السياسية والتاريخية، برحيل مؤسسه الزعيم التاريخي المعروف حسين آيت أحمد.

ويرى الكاتب الصحفي عادل بوشرقين المتابع لنشاطات الحزب، بأن هذا التغيير في القيادة ينطوي على دلالات سياسية مهمة، لكونه أتى بأمين أول للحزب، من خارج منطقة القبائل (الأمازيغ)، ينحدر من شرق الجزائر.

ويوضح بوشرقين أن "الأفافاس" يريد من خلال هذا التغيير، إضفاء الطابع الوطني الشامل على الحزب، والانتهاء من الفكرة المتوارثة عنه في الجزائر بأنه متخندق في منطقة القبائل، وليس له مناضلون من خارجها.

ومعروف أن جبهة القوى الاشتراكية سيطر عليها تاريخيا قياديون ينحدرون من منطقة القبائل، لظروف نشأتها التي كانت في هذه المنطقة، إلى جانب أن محافظة تيزي وزو (القبائل الكبرى) هي مسقط رأس مؤسس الحزب حسين آيت أحمد.

وقد أنشئ الأفافاس في سنة 1963، بسبب رفض مؤسسه لسيطرة القيادات العسكرية على مؤسسات جبهة التحرير الوطني في فترة ما بعد الاستقلال، وقاد إثر ذلك بتمرد مسلح في منطقة القبائل أسفر عن سقوط مئات الضحايا، يطلق عليهم الحزب إلى اليوم "شهداء الأفافاس".

ويعد هذا التغيير، وفق قراءات سياسية، ضروريا لإعطاء نفس جديد للحزب الذي يواجه انتقادات من أحزاب السلطة وحتى بعض أحزاب المعارضة بسبب خطابه الذي يرفض الاصطفاف في التكتلات السياسية الموجودة ويدعو إلى فكرة "الإجماع الوطني".

وفي أول لائحة أصدرها بعد تعيين أمينه الأول الجديد، وصف الأفافاس الوضعية السياسية بأنها تعيش أزمة متعددة الأبعاد، يتم التغطية عليها بحرف النقاش عن المسائل المهمة والجوهرية.

ويشير الأفافاس عبر هذا الوصف، إلى التراشقات بين رؤساء الأحزاب السياسية وتركيز النقاش في خليفة الرئيس بوتفليقة، في حين أن الأهم حسب الحزب هو تغيير النظام وليس الأشخاص.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل