صائد الصندوق الأسود للعبارة السلام لـ«الشروق»: 30 يوما فقط لتحديد مكان صندوق الطائرة المصرية

في مكالمة هاتفية مع "الشروق" قال اليوم، الربان سعيد شعيشع صائد الصندوق الأسود من العبارة السلام 98 من عمق 920 متر، والخبير الدولي في عمليات البحث والانتشال لحطام السفن والطائرات إن فرق البحث لابد أن تراعي عنصر الوقت لأنه سيكون حاسماً في تحديد مكان الصندوق الأسود.

وأوضح شعيشع أن مدة إرسال النبضات من الصندوق الأسود هي 30 يوماً، ويقل هذا الوقت طبقاً لعمر الطائرة.. مشيراً إلى أن ما يحدث حالياً هو عمليات بحث موسعة للحطام، وهذا الأمر سيكون غير مجدي مع مرور الوقت لأن الحقيقة ستظهر كاملة حين يتم العثور على الصندوق الأسود للطائرة.

وأشار شعيشع إلى أن فرق البحث يجب أن تعمل في مسارين متوازيين من خلال خطة فوق سطح البحر، وخطة أخرى تحته. المسار الأول من خلال إرسال سفن فوق سطح البحر مجهزة بمعدات البحث عن النبضات في محيط المنطقة التي عثر فيها على بقايا حطام الطائرة حيث تخرج من الصندوق الأسود نبضات فوق سمعية يمكنها الانتشار من عمق 6600 متر.

وتابع "عقب تحديد مكان الصندوق الأسود تنتهي مهمة سفن البحث المجهزة بمعدات استقبال النبضات من الصندوق الأسود إلى أخرى مجهزة بمعدات انتشال يتم خلالها استخدام روبوت آلي مجهز بكاميرا عالية الدقة لتتم عملية إخراجه".

وأضاف، "المطلوب الآن هو مخاطبة الجانب الفرنسي، والبريطاني الذين بادروا بتقديم المساعدة عقب الحادث لأن المساعدة بالمشاركة بإرسال طائرات تبحث عن الحطام، أو سفن تقوم بالإبحار معنا هو أمر غير مفيد ولابد من الإسراع في مد مصر بمعدات البحث والانتشال والتي تتكلف مبالغ باهظة".

وأوضح شعيشع أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت واضحة في هذا الشأن وهي سرعة التوصل إلى حقيقة ما حدث في حادث الطائرة المصرية، ولذلك لابد من التركيز على انتشال الصندوق الأسود في أسرع وقت ممكن لتتبقى المرحلة الأخيرة والهامة وهي تفريغ محتوياته.

وعن إمكانية مشاركته في عمليات البحث عن الصندوق الأسود قال الربان سعيد شعيشع إن الدولة المصرية قامت عقب إشرافه على عملية انتشال الصندوق الأسود للعبارة السلام 98 من عمق 920 متر بإرساله لعدد من الدول الأوروبية للدراسة على نفقة الدولة في كل من كندا، ولندن، وإيطاليا، وبالتالي فإن أي مشاركة له في هذا الإطار ستكون بمثابة أمر وليس واجب وهذا أقل شىء يمكن تقديمه للوطن.

وتخوف شعيشع من ضياع الحقيقة قائلاً "الدول الكبرى تعلم تمام اليقين نقص الخبرة لدينا وفي كافة الدول العربية في مجال البحث والانتشال للصندوق الاسود لأنها تتحكم في تكنولوجيا البحث والانتشال وتحليل البيانات ولذلك فإن في حال تورط تلك الدول في المسئولية عند وقوع حوادث حوادث بحرية أو جوية فإنها تحاول طمس الحقيقة لإخفاء معالمها ودفن الحقيقة مع الصندوق الأسود".