المحتوى الرئيسى

الحاجة سعاد: ضنايا فقد عقله بعد ضياع فلوسه فى العراق

05/20 21:42

وجهها يحكى ألف حكاية، حكايات العمر والصبر..الغنى والفقر، ومفارقة زمن الطيبة والخير الجميل، الى زمن تطحننا فيه المادة، حتى بتنا لا نتوقف كثيرا امام هؤلاء، انها الحاجة سعاد عبد الباقى، كانت تسير ببطء متكئة على عكازها، بضعة دقائق وتوقفت لتستند على سلم إحدى البنايات ثم جلست وبيدها عكازها، المساعد الوحيد لها فى الحياة الآن.

عندما سألتها عن حكايتها، لم تعرف من اين تبدأ، منذ ان مات زوجها قبل عقدين من الزمان وتركها مسئولة عن 3 ابناء، او منذ اعطاها الله من فضله عندما سافرت للكويت واشتغلت فى مستشفى كعاملة نظافة، او منذ عادت وانفقت كل اموالها على اولادها واولاد شقيقتها الستة بعد ان ماتت اختها فجأة وتركت الاولاد فى عنقها، ام منذ سافر ابنها الاكبر للعراق، وهناك ضاعت تحويشة عمره بعد 14 سنة شقاء، وألقوا به على الحدود ابان الغزو العراقى  للكويت ،وقد صادروا كل امواله، ففقد عقله وصار مجنونا، يصرخ ويهتاج عقله ويدمر كل شىء حوله كل يوم، ولم يبق له سوى أمه فى تلك الغرفة الصغيرة الخالية من كل شىء إلا من فراش على الارض وعين  بوتجاز محمول وحلتين وطبقين.

يا بنتى انا تعبت " تقول لى "، بس عايزة أعيش رغم مرضى بالسكر والضغط ورجليا اللى ما بقتش قادرة تشلينى لا بالعكاز، خايفة اموت ابنى المجنون يتبهدل بعدى، مين هيشيله ويراعيه ويأكله، اخواته الاتنين متجوزين وعايشين فى حتت بعيده، وفين على ما بيجو يزورونا..الدنيا مشاغل نفسى تساعدونى.

الحزن عشته كتير، والفرح قليل فى اخر ايامى، اكبر حزن حزنته على اختى اللى ماتت وهى شابه وسابت وراها ست عيال وجوز مش قادر يأكلهم وانا اللى ربيتهم، وتانى كسرة كانت موت اخويا الحنين، كان جزارا واللى فى ايده مش ليه، لما تعب بيا الحال كان يجى يدينى بالميتين جنيه، ويبوسنى ويمشى، حنية الدنيا فيه، وربنا بيختار الحلو، والله من ساعة ما مات حرمت على نفسى اى حاجة حلوةحتى السكر، باشرب الشاى مر.

أنا باخد معاش 350 جنيهاً بتاع الشئون الاجتماعية، بس دول يعملوا إيه فى الزمن ده، انا باشترى دوا لابنى باكتر من 300 جنيه فى الشهر بس عشان يهدى وما يعورش نفسه ولا يكسر البيت، وباعيش على مساعدة الناس ليا، لا انا ما بشحتش، بس ولاد الحلال بيفتكرونى ويعطفوا عليا، ونفسى معاشى يزيد عشان يكفينى انا وابنى فى اخر ايامى، بدل ما استنى عطف الناس، ونفسى حد يساعدنى فى علاج ابنى، والله ده كان شباب ونواره هو دلوقتى عنده 45 سنة بس بقى مسكين يابنتى ما يعرفش العدو من الحبيب.

احلى وقت لما رجليا تساعدنى واتعكز على عصايتى واركب توك توك واروح لجامع امير الجيش هناك عشان اصلى، انا بحب قوى الصلاة فى الجامع، وباحب ربنا وعمرى ما عملت حاجة تغضبه،وحاسة انه هيدخلنى الجنة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل