المحتوى الرئيسى

تل أبيب ليست صديقا ..و لن تكون ! ...

05/20 16:18

اقرأ أيضا: حلب و القرموطي ..عوار الضمير لا يصنع فنا ..! الإبراشي.. الوجه المراوغ لإعلام السلطة! فرنسا ..القذارة تلبس قفازا ! مصريتان ..بالوثائق و شواهد القبور ! محمد نصر ...العملية الفاشلة لتصنيع داعية !

ماذا تعني _ بدقة _ عبارة ( السلام الدافيء ) مع إسرائيل , و التي يطلقها الخطاب المصري الرسمي / المؤسسي الآن ؟! و أي دفء و آلة القتل الإسرائيلي الممنهج الدامي , تتواصل بفجور غير مسبوق ؟! أي سلام دافيء أو فاتر أو بارد , و مخالب الجندي الصهيوني قد امتدت  في خسة و قذارة _ قبل أشهر _ لإطفاء نور الحياة في جسد الشابة الفلسطينية ( هديل الهشلمون ) التي تبارى ثلاثة أنطاع  صهاينة بضخامة الثيران في نيل شرف قتلها عند المعابركأنما يذبحون خرافاً , و لم تتراجع الحرة قبل قتلها إلى الوراء سنتيمتراً واحداً ؟! أي سلام دافيء و دسائس هذا الكيان لم تكف عن تصدير الإرباك و الألغام و الموت إلى سيناء _ برغم مساعي التنسيق الشكلية التي تبديها الربيبة المدللة لواشنطن بإزاء مصر _ في مخطط طويل المدى لإنهاك الوطن المصري و الجيش المصري الذي تحلم إسرائيل بتفكيكه إلى آخر صامولة و مسمار , و هو حلم لن تتنازل إسرائيل عن تحقيقة , حتى وإن حلم بعض السذج بأنخاب السلام و أوهامه ؟!

 إذا أراد البعض الآن في مصر , تغيير التاريخ و الجغرافيا و اللعب المكشوف الخطير  في معجم الصداقات و العداوات , ليصبح الفلسطينيون عدوا , و الإسرائيليون صديقا , فليعلم أنه يمنح القاتل المهيأ فعلياً لمزيد من سفك الدماء و سفحها , صك البراءة الكاملة المسبقة , من الجريمة المؤكدة التي يجري الإعداد لها بتواصل لا ينقطع ! لن نصدق أو نقتنع أو نرضى بأن تكون إسرائيل الكبرى واقعاً ترسخه ( مصر ) أم البطولات في المواجهات التاريخية الممتدة مع هذا الكيان , حتى و إن سعى آخرون لترسيخه و ضمان تفوقه الإقليمي المطلق !

 و بوضوح لم يتغير ( حرف واحد ) في كتاب العداوة الممنهجة الدامية , الذي رسمه الوجدان الصهيوني _ بأقلام منظريه و فلاسفته _ ضد المسلمين و العرب بالعموم , و المصريين بالخصوص ! و ستتضاعف النشوة السادية للكيان و تغريه بمزيد من الاستئصال و الإبادة , بعد أن أحكم مؤامرة المنابع الإثيوبية  , بتخطيط إستراتيجي مذهل , و ضمن أن يتحكم في حسوة الماء التي يشربها المصريون , و يملك _ وقتما أراد _ فتح الصنبور أو غلقه للمرة الأولى في تاريخ مصر في أسوأ جولة مريرة من جولات المواجهة و أكثرها مدعاة للأسى ؟ ! ليس جديداً أن يفكر خصوم بفجور نتانياهو و الليكوديين القتلة  في الذبح و الإطاحة برؤوس الأصدقاء و الأعداء معاً ليبقوا هم على قيد الحياة , فهكذا صنعت ( تل أبيب ) دائماً و هكذا تربى أبناؤها _ جيلاً بعد جيل _ فمن هزال الآخرين يكون دوماً امتلاؤهم و سمنتهم , و من موت الآخرين تكون حياتهم و من عطش الآخرين يكون ريهم و ماؤهم , و لكن الجديد أن نلعب ( بالاختيار الطوعي ) دور النعاج البريئة التي تشارك بامتنان في طقوس الذبح ( ذبحها هي لا ذبح أحد آخر  ! )

 متى يفهم ( سامح شكري ) وزير الخارجية المصري , أن كل ركن و بقعة في العالم الإسلامي كانت تحيي _ منذ أيام _ ذكرى النكبة , بالدموع و استدعاء خبرات التاريخ و صفحاته لهذا الكيان _ جنباً إلى جنب مع استدعاء خبرات الحاضر الأكثر خسة و الأمعن في الاستئصال و القتل و الإبادة الإنسانية و المكانية _ أقول متى يفهم ( سامح شكري )  أن العالم الإسلامي كان يذرف دمع النكبة فيما انطلقت تهنئته الشاذة الشاردة  ل ( تل أبيب ) بما أسماه ( عيد الاستقلال ) لترسخ لمرحلة جديدة خطيرة , ستكون ( القاهرة ) أول من يدفع ثمنها ؟! لم يتكلم أي قيادي مصري _ منذ وجد الكيان المغموس في أحشائنا _ عما سمي ( عيد الاستقلال ) الإسرائيلي , و الجميع يعرف أن تمام الاستقلال ( بالمفهوم التلمودي ) استقطاع مزيد من البقاع المكانية المصرية و العربية تمهيداً ل ( هرمجدون )  و مجد ( إسرائيل الكبرى ) , و أن ( الاستقلال ) له في النسيج التوراتي ( معنى آخر ) غير ما نعرف من تحرير الأوطان من قبضة المحتل .

 إن الحرب التي تقودها في إسرائيل وزيرة الثقافة الإسرائيلية ( ميري ريجيف ) لمسخ الذاكرة الفلسطينية و تسويغ الابتلاع , يقودها في القاهرة ( يوسف زيدان ) و رفاقه  بتخاريف ديماجوجية ليس لها أي ظل من صدق التاريخ و توثيقه لتسويغ الابتلاع ذاته و تمرير جرائمه و مخططاته الميدانية على الأرض ! و تحتاج مصر الآن , بأكثر من أي وقت مضى , لمن يذكرها بخطورة الاندفاع تدحرجاً إلى قلب المصيدة الإسرائيلية الجديدة !

 لن أعيد فتح كتاب ( النفسية الإسرائيلية ) , مقلباً في صفحاته التي يعرفها الجميع , و لن أذكر بالفجور غير المسبوق الذي تتعامل به ( تل أبيب ) مع الحقائق المصرية و العربية و الإسلامية , و لن أحيلكم إلى دراسة ( نادرة شلهوب ) , بعنوان : ( الرغبات الجنسية في آلة الاستعمار الإسرائيلية ) , حيث وثقت لاعتداءات بشعة لم يعرفها بشر ضد فلسطينيين و مصريين و عرب , و لن أذكر مجددا بأن ( شارون ) لم يخجل من إعلان أن معركته الأولى و الأهم إنما تكون مع ( الأطفال ) , لأن ( بقاء طفل عربي واحد _ كما يقول _ يعني استمرار عدة أجيال ) ! و لن أذكر بصيحات ( بن جوريون ) في ( يومياته ) إلى القتل بصرامة ( دون تفرقة بين مذنب و بريء ) ! و لن أذكر بصيحة ( مردخاي كيدار ) الباحث بمركز ( بيجن _ السادات)  ’ حين طالب قبل أشهر على الهواء مباشرة , باختطاف شقيقات النشطاء الفلسطينيين و العرب و أمهاتهم , و اغتصابهن متى لزم الأمر لإجبار هؤلاء النشطاء على تسليم أنفسهم دون مقاومة ! و لن أذكر ( سامح شكري ) أو غيره من رواد التطبيع و المتحمسين له بمشهد ثلاثين طفلاً  مصرياً قطعت أشلاؤهم , شلواً شلواً , في مدرسة ( بحر البقر ) قبل عقود بقذائف ( الفانتوم ) ! و لن أذكر ( سامح شكري ) بالدموع الغالية لفخر العسكرية المصرية الراحل ( الجمسي ) , حين علم بقرار السادات سحب ألف دبابة و سبعين ألف جندي مصري من الضفة الشرقية و تخفيض القوات المصرية في ( سيناء ) إلى سبعة آلاف رجل و ثلاثين دبابة ! و قد كان حزنه _ آنذاك _ أشد من حزنه يوم رحلت زوجته مريضة بالفشل الكلوي ! كان ( الجمسي ) خائفاً حد الموت من القادم إسرائيلياً , و هو الذي دفع و أبناؤه ضريبة الدم لتلافي هذا القادم بأي ثمن  !

 الدعوة إلى إذاعة خطب الرئاسة في إسرائيل , لن تضيف للقاهرة , سوى مزيد من الحسرات و خسارة مزيد من الهيبة و التخلص الطوعي من آخر كروت الضغط المعنوية !

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل