المحتوى الرئيسى

«الصراع، الهجرة، الهوية».. الكتّاب في مواجهة فوضى العالم

05/20 00:44

بعد «كتّاب بين ثقافتين» (2014) و «شعر وأداء» (2015)، ينظم «بيت الكتّاب الدولي» في بيروت نشاطه الثالث، الذي يبدأ عصر اليوم 21 الحالي ويستمر لمساء غد السبت 22 في «متحف سرسق» (قاعة الأوديتوريوم) تحت عنوان «الصراع، الهجرة، الهوية: الكتّاب في مواجهة العالم».

شارك في «المؤتمر الأول» ـ إن جازت التسمية ـ ستة كتّاب هم راوي حاج وأهداف سويف وفيكين بربريان وعبد الله طايع ومانويل بوبيسكو وسانتياغو غامبوا، وهم كتّاب اشتهروا بغير لغتهم الأم. بمعنى مثلاً أن أهداف سويف المصرية، تكتب بالانكليزية مثلها مثل اللبناني راوي حاج، بينما الروماني مانويل بوبيسكو يكتب بالفرنسية. الخ.. وكانت الفكرة عن هذا المؤتمر، مثلما قال يومها الروائي شريف مجدلاني (رئيس بيت الكتّاب) «إقامة شيء يُشبه مدينة بيروت، بمعنى أن بيروت مدينة مفتوحة على العالم.. وإن كانت فكرة «مفتوحة على العالم» فكرة سيئة لأنها بلد الهجرة حيث هاجر الكثير من اللبنانيين، لكن لا يمكن أن ننكر أن هذه الهجرة خلقت حالة كبيرة من «التثاقف»: هناك مَن سافر وعاش في بلدان أخرى وبقوا «لبنانيين» أي دمجوا ثقافتهم بالثقافة الأخرى»..

النشاط الثاني الذي دار في العام الماضي تحت عنوان «شعر وأداء»، جاء بمثابة «تظاهرة شعرية» واشترك فيه ويليم كليف (بلجيكا/ لغة فرنسية، وصادف أنه قبل وصوله إلى بيروت حاز «جائزة غونكور للشعر»)، وبيير بارلان (فرنسا/ لغة فرنسية، وقد أمضى في بيروت ما يقارب الشهرين ضمن «إقامة أدبية»، وقد صدر نصه عن هذه المدينة قبل فترة وجيزة عن «المركز الدولي للشعر» في مارسيليا)، وهند شوفاني (فلسطين/ لغة إنكليزية) وكستن ساثرلند (المملكة المتحدة/ لغة إنكليزية)، وجاد حاتم (لبنان/ لغة فرنسية)، وفوزي يمين (لبنان/ لغة عربية)، وسيبستيان ليسبيناس (فرنسا/ لغة فرنسية)، وكارلس دوراتي (اسبانيا/ لغة كاتالونية)، وفلورانس بازوتو (فرنسا/ لغة فرنسية)، وأندريا برادي (الولايات المتحدة/ لغة انكليزية) والزميل اسكندر حبش. وقد أراد «بيت الكتّاب..» من هذا النشاط أن يتيح للجمهور «رؤية» الشعر «بكل فضاءاته الثقافية واللغوية التي تختلف عند كل شاعر وفي كل ثقافة يأتي منها. أي أن يستمع الجمهور إلى كيفية تعاطي كل شاعر مع اللغة التي تمثل ثقافته المختلفة. فالشعر كما يقول ريتسوس هو دائماً الكلمة الأولى».

نشاط هذا العام «الصراع، الهجرة..» يحاول أن يثير بعض المسائل المطروحة أمام عالمنا اليوم، لكن «انطلاقاً من منظور الكتّاب الفريد والحرّ وغير المألوف»، وفق بيان البيت الدولي الذي يضيف: «طالما كان الأدب حيّزاً تجري فيه مساءلة مصير البشر، ويصحّ الأمر في أيامنا هذه.. (إذ) أن الخيال الأدبي.. يراقب ويصف ويتساءل عما هو في صلب اهتمام الشعوب والمجتمعات، لا سيما النزاعات الأهلية والهجرات التي تتسبب بها مع مشاكل الهوية المطروحة في عالم مفتوح، لكنه ما يزال ممانعاً في التواصل والاختلاط»..

يشارك هذا العام تسعة روائيين هم ماكس لوب (سويسرا/ الكاميرون)، هيام يارد ونجوى بركات (لبنان)، مادلين تيان (كندا)، كيري يونغ (المملكة المتحدة)، محمد الفخراني (مصر) هاكان جونداي (تركيا) وأرنو برتينا (فرنسا). أولى الملاحظات التي يمكن أن نتبيّنها أن أعمال المشاركين الأدبية، تطال مساحة جغرافية تمتد من كمبوديا والصين إلى جامايكا وأميركا الشمالية، مروراً بالشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، من هنا قد تأتي نقاشاتهم غنيّة بهذه الإشكاليات التي يحاول مؤتمر هذا العام بطرحها أما الجمهور اللبناني.

من جهة ثانية، وللعام الثاني توالياً، يستقبل «بيت الكتّاب الدولي» كاتباً مقيماً في بيروت. فبعد بيار بارلان في العام الماضي، سيقيم الروائي الفرنسي فرانسوا بون في العاصمة اللبنانية ما بين 23 أيار الحالي و3 تموز المقبل، في سياق مشروعه الذي يحمل عنوان «حكايات حقيقية من المتوسط»، الذي يريد منه أن يكون «ذاكرة حقيقية للمتوسط» مثلما قال في حديثه مع السفير بتاريخ 22 أيار 2012. يومها أقام بون في بيروت لفترة بعد أن زار 13 بلداً على الساحل المتوسطي «تشكل مرافئ حقيقية، كي يجمع الأخبار والأقاصيص من أهلها التي رووها له بكل تنوعاتها (وتنوعهم) كما بكلّ لغات «المنطقة المختلفة..».

كتابه هذا صدر العام 2013 وقد ضم العديد من «قصص المتوسط»، إذ وجد الكاتب أن «العصر الحالي يستحق أن يخلد عبر الأقاصيص، وعبر تفاصيل الحياة اليومية التي تظهر خاصية هذه البقعة من العالم. يمكن لهذه الأقاصيص بالطبع أن تكون حقيقية واقعية، وربما تكون خيالية، لكنه يمكن لها أن تشير إلى واقع فعلي، لكن مهما يكن من أمر، فنحن نقف أمام عصر تاريخي، بكل معنى الكلمة».

5.30 ـ 7 مساء: «الصراع وفقدان الذاكرة»: ماكس لوب، هيام يارد. إدارة جورجيا مخلوف (باللغة الفرنسية)

7.15 ـ 8.30: «الهجرة والمجتمعات المختلطة»: مادلين تيان، كيري يونغ. إدارة ميشكا مجبر موراني (باللغة الانكليزية) وقراءة لكيري يونغ وكارول عبود ومحمد فياض.

5 ـ 6: «الهامشية في المجتمعات العربية»: نجوى بركات، محمد الفخراني. إدارة رلى راشد، (باللغة العربية)

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل