المحتوى الرئيسى

الباحث في الشؤون الإسرائيلية كارم يحيى لـ«السفير»:السيسي لا يمتلك مفردات مبادرة سلام حقيقية

05/20 00:36

الكاتب الصحافي كارم يحيى، والباحث في جغرافيا السكان في إسرائيل، يتحدث الى «السفير» عن تصريحات السيسي الأخيرة بشأن عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

 كيف ترى العلاقات المصرية - الإسرائيلية في عهد السيسي؟

 المصطلح الذي استخدمه السيسي نفسه يعبر عن تلك العلاقات. هي أكثر من دافئة، وهناك مؤشرات كثيرة على قوة العلاقات بين إسرائيل ونظام السيسي، من بينها التنسيق الأمني، والعلاقات الاقتصادية، بالرغم من أنه لا توجد أرقام واضحة عن التبادل التجاري. وينطبق على ذلك حديث السيسي عن توسيع السلام مع إسرائيل، بمعنى توسيع دائرة التطبيع العربية.

 هل تعتقد ان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية هي جزء من هذا التوجه؟

 لا شك في أن الموقع الاستراتيجي للجزيرتين عند مدخل خليج العقبة له أكثر من معنى. الجزيرتان ضروريتان جدا لمصر، في أي صراع مقبل مع إسرائيل، والتنازل عنهما يتضمن افتراض أنه لا صراع قادماً مع إسرائيل. كما أن السيادة على الجزيرتين، من أي بلد، تستدعي وجود تنسيق أمني بين إسرائيل وهذا البلد، بما يشمل ضمان مرور السفن الإسرائيلية، وهو ما يعني بدء تنسيق أمني وملاحي بين السعودية وإسرائيل. وهناك تصورات عن مشاريع أوسع بين السعودية وإسرائيل بعد هذا الاتفاق.

 ماذا يهدف السيسي من تحسين العلاقة بإسرائيل؟

 الأمر يتعلق بأن مصر تمر بمرحلة تشهد تضييقاً على الحريات ومحاصرة للمجتمع المدني وقوى المعارضة بشكل عام، وممارسات أمنية ضد الحق في الاحتجاج. هذا الامر يستدعي عادة انتقادات من الغرب. والتحالف بين مصر وإسرائيل يجعل الغرب عموماً، والولايات المتحدة بشكل خاص، أقل انتقادا للسيسي.

 ولكن الا يتعارض هذا الدور مع الطريقة التي قدم السيسي بها نفسه؟

 السيسي دخل المشهد كوزير للدفاع، وبتوليه الرئاسة في العام 2014، أصبحنا أمام ظاهرة متناقضة يمكن تسميتها «ناصر ـ سادتية» أي واجهة ناصرية تمثلها الخلفية العسكرية والخطاب الوطني وسياسات سادتية تتمثل في العلاقات مع إسرائيل والسياسات الإسرائيلية. مع أول عدوان على غزة، انكشف السيسي، فبدا مثل السادات في نهاية عهده. قام السيسي بشيطنة حركة حماس، وبناء عليه جرت شيطنة غزة، ثم شيطنة الفلسطينيين ككل. هناك حصار لمليون ونصف مليون فلسطيني في غزة يشارك فيه السيسي. وتحالف القاهرة مع إسرائيل ضد الإرهاب أصبح يتضمن تحالفا ضد حركة حماس من دون تمييز بين المقاومة والإرهاب.

 هل هذه السياسات مقبولة شعبياً؟

 السيسي يعتمد في حكمه على رأسمالية المحاسيب، وهي نوع من الرأسمالية يعتمد على العلاقة بالسلطة، وهذه الرأسمالية لها علاقات ممتدة مع إسرائيل، وهي القاعدة التي يعتمد عليها السيسي. من ناحية أخرى نجد أن نظام السيسي مأزوم، فقد أفرط في استخدام العصا الأمنية، وهو ما خلق عدم ارتياح في أوساط المعارضة. وأفرط في تطبيق سياسات الليبرالية الجديدة وهو ما شكل ضغطا على الطبقات الشعبية والفقراء. وفي ظل تلك الأزمة يقدم السيسي نفسه كصديق لإسرائيل، وكرئيس قادر على تطوير العلاقات العربية الإسرائيلية، في مقابل الدعم الاقتصادي والتغاضي عن القمع.

 لكن ما حدود الدور الذي يمكن أن يقوم به السيسي؟

 السيسي بالفعل لا يمتلك عناصر مبادرة، هو فقط يقدم نفسه كصديق، والمرحلة التي تمر بها مصر حاليا لا تؤهلها للعب دور قائد في المنطقة، وهو حتى ما عبر عنه وزير الخارجية.

 ذكرى النكبة الأخيرة مرت من دون فاعليات تذكر في مصر. هل تراجعت أهمية القضية الفلسطينية في مصر شعبيا؟

 لا أعتقد، فهناك تضييق عام على النشاط السياسي في مصر، وذكرى «ثورة 25 يناير» نفسها مرت من دون فاعليات كبيرة. الأزمة تكمن في القمع والملاحقة الأمنية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل