المحتوى الرئيسى

هل اخترق مطار "شارل ديغول"؟.. لهذه الأسباب الطائرة المصرية قد تكون تعرضت لاعتداء

05/19 21:00

يتعذر حالياً استبعاد أي فرضية بشأن سقوط الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران" فجر الخميس لكن عناصر أولى جمعت من الظروف الجيوسياسية ترجح احتمال تعرضها لعمل إرهابي أكثر من إصابتها بعطل فني، بحسب خبراء.

وكانت طائرة مصر للطيران من طراز "A320" قد سقطت في مياه البحر المتوسط، بالقرب من الجزيرة اليونانية كارباثوس، وداخل المجال الجوي المصري أثناء توجهها من مطار رواسي شارل ديغول بباريس إلى القاهرة وعلى متنها 66 شخصاً، بينهم 30 مصرياً و 15 فرنسياً.

وبحسب وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس فإن الطائرة "قامت بانعطافة 90 درجة إلى اليسار ثم 360 درجة إلى اليمين أثناء هبوطها من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم" قبل أن تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة آلاف قدم.

شركة الطيران المصرية ذكرت في البداية أن نداء استغاثة تم إرساله من قِبل الطائرة قبل اختفائها من على شاشات الرادار، وهو الذي رجح وجود عطل فني أو حادث ناتج عن ظروف مناخية.

لكن القائمين على هيئة الطيران المدني اليونانية أكدوا من جانبهم أنه لم يتم رصد أي مشكلات خلال اتصالهم الأخير مع قائد الطائرة، وهي المعلومة التي أكدها أيضاً الجيش المصري عندما رجح وجود فرضية "حدث عنيف ومفاجئ كهجوم".

هل تم تفجير الطائرة من الداخل؟

وهذا المسار ـ فرضية حدوث هجوم ـ لايزال هو المسار الذي يرجحه بعض خبراء الطيران، مثل جان بول ترودس، رئيس هيئة التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني (BEA)، الذي علق خلال لقائه مع تلفزيون "أوروبا 1" قائلًا "قد يكون هذا الحادث نتيجة لهجوم" بحسب ما أورده "هافينغتون بوست" بنسخته الفرنسية.

ولفت ترودس إلى أن فرضية وجود عطل في المحرك أو مشكلة فنية مستبعدة لأنها لا تؤدي إلى وقوع حادثة فجائية، فضلًا عن أنه يرى أن الطائرة المصرية "A320" حديثة وبالتالي جودة السلامة فيها وخضوعها للصيانة يجعلها لا تتأثر بهذه السرعة، وأضاف "نعتقد بقوة أنه قد وقع هجوم على متن الطائرة باستخدام قنبلة أو هجوم انتحاري".

وقال خبير الطيران جيرارد فيلدزر للوكالة الفرنسية "تبدو احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، كانفجار محرك، أو انفجار على متن الطائرة ضئيلة".

وأضاف أن طائرة إيرباص A320 التي كانت تنقل 66 شخصاً "حديثة نسبياً" صنعت العام 2003. كما يعتبر هذا الطراز جديراً بالثقة. وقال "إنها طائرة الرحلات المتوسطة الأكثر مبيعاً في العالم، فهي تحط أو تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية".

وفي الوقت الراهن تبدو هذه الفرضية الأكثر ترجيحاً. فعدم صدور نداء استغاثة يشير إلى "حدث مباغت" ما يدعو التفكير في احتمال وقوع اعتداء.

كما قال فيلدرز "بالطبع، فرضية الاعتداء تبقى مرجحة، الأجواء السياسية تحيل إلى ذلك، هناك ميل إلى هذه الفرضية".

ففرنسا سبق وتلقت ضربات قاسية من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأشهر الأخيرة، فيما شهدت مصر انقلاب السلطة العسكرية على الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكلاهما هدف للتنظيم المتشدد. لكن "بشكل عام، يتم تبني هذا النوع من الاعتداءات، إذا كان هذا أحدها. فسنعلم سريعاً".

كيف يفسر احتمال وجود مادة متفجرة على متن الطائرة؟

قامت الطائرة برحلات عدة الأربعاء بين أريتريا ومصر وتونس فضلاً عن عودتها من باريس إلى القاهرة.

وقال فيلدزر أن "احتمال وجود عبوة على الطائرة مع شخص وضعها في رواسي أو في القاهرة ما زال قائماً" نظراً إلى صعوبة "السيطرة 100% على الدخول والخروج في أي مطار، حتى لو كان رواسي حيث المراقبة مشددة. هذه ليست فرضية يمكننا استبعادها".

هل يمكن أن تكون الطائرة أسقطت في أثناء التحليق؟

اعتبر فيلدزر فرص هذا السيناريو ضئيلة، سواء كان ذلك بواسطة صاروخ أرض-جو، كما قيل بشأن الرحلة 17 لشركة الطيران الماليزية فوق أوكرانيا في تموز/يوليو 2014، أو صاروخ بحر-جو على غرار الرحلة 655 التابعة لإيران للطيران التي أسقطها طراد أميركي في تموز/يوليو 1988.

كذلك نظراً إلى الارتفاع الذي كانت الطائرة عليه (أكثر من 11 كلم) وبعدها الكبير عن السواحل، لم تكن في مدى صواريخ أرض-جو المحمولة التي تملكها جماعات مسلحة مختلفة في الشرق الأوسط.

قال فيلدزر "صاروخ من الأرض، لا. أسقطتها نيران طائرة أخرى عن طريق الخطأ، لا يمكن استبعاد ذلك، لكننا كنا سنعلم بذلك إذا كان صحيحاً". وأضاف إن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل وقطاع غزة يشكل "المنطقة الأكثر مراقبة في العالم، بما في ذلك بالأقمار الصناعية، بالتالي بات إخفاء هذا النوع من المعلومات أصعب بكثير".

هل يمكن تمرير قنبلة في مطار باريس؟

ورغم أن هذه الفرضية تبعث على القلق، يتفق الخبراء على أن أنظمة أمن المطارات ليست مضمونة، "فأي شخص يمكن أن يجلب قنبلة على متن طائرة في مطار رواسي شارل ديغول"، هذا ما كان قد أكده خبير الطيران جيرار أرنو، لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

في ذلك الوقت، أثار أرنو احتمال وجود عمل منظم بتواطؤ من ضباط أمن المطار، وفسر ذلك قائلًا "تتم مراقبة الموظفين دائماً، لكن حين لا تكون المطارات محصنة ومراقبة بمعدات مناسبة مثل الكاميرات، يمكن لأي شخص أن يعبر أي سياج أو عائق".

ويذهب، سيباستيان كارون، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات أمن الطيران الدولية ASCT إلى الرأي ذاته، وقال لصحيفة "لوريون لوجور" أنه "في معظم الحالات سواء كانت هجمات أو مجرد محاولات، نحن نتعامل مع تواطؤ يحدث مع موظفي المطار، فحامل الحقائب يمكنه بسهولة بعد فحص جميع الأمتعة أن يضيف حقيبة مفخخة بين حقائب المسافرين".

وإذا كانت الهجمات التي ضربت فرنسا في عام 2015 ساهمت في وجود أفراد أمن جدد في المطارات وتعزيز الاحتياطات، إلا انها أبرزت أيضاً أرقاماً مثيرة للقلق: بين يناير/ كانون الثاني 2015 وأبريل/ نيسان 2016 رفض مسؤول الأمن في مطار رواسي منح وتجديد الحصول على شارة الدخول إلى المنطقة المحظورة في المطار لأكثر من 600 شخص بسبب سجلهم الإجرامي، كما واجه 85 آخرون المصير نفسه بسبب شبهات التطرف، علمًا أنه تمت إعادة فحص 86 ألف شخص.

هل يمكن أن تكون المتفجرات من نوعية جديدة؟

صحيفة "لوفيجارو" ذكرت أن المتخصصين الأمريكيين يشيرون إلى إمكانية إدخال نوع جديد من المتفجرات إلى الطائرات، خاصًة أن المتفجرات غير المعدنية يمكنها اجتياز البوابات الأمنية بكل سهولة، مثل المتفجرات السائلة.

في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى تفجير طائرة الشركة الروسية "مترو جيت" وهي من طراز "إيرباص A321" وكانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلى روسيا وعلى متنها 224 شخصا لقوا مصرعهم جميعًا.

وفي جريدته الإلكترونية، نشر التنظيم صورة لعلبة مياه غازية وضعوا بها المادة المتفجرة، وتم تثبيتها أسفل أحد المقاعد الخلفية في الطائرة.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل