المحتوى الرئيسى

مراسل نيويورك تايمز: مصر منعتنا من تغطية لقاء السيسي وكيري

05/19 07:02

كشف ديفيد ساجنر مراسل شؤون الأمن القومي لصحيفة نيويورك تايمز أسباب الغياب الواضح للصحفيين الأمريكيين عن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

جاء ذلك في تقرير له تحت عنوان "كيري يلتقي مع الزعيم المصري، لكن أين الصحفيين؟"

قال سانجر: “عندما سافر وزير الخارجية جون كيري الأربعاء إلى القصر الرئاسي في مصر، الحليف الأمريكي الأقرب التي تستقبل مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية، ترك الصحفيين المصاحبين له في المطار".

واستطرد: “السلطات المصرية أوضحت، وفقا لمسؤولي الخارجية الأمريكية، أن الصحفيين مثلي لن يكونوا موضع ترحيب داخل القصر الرئاسي".

وتابع: “على ما يبدو أن ذلك بدافع الخوف من أن نسأل الرئيس السيسي سؤالا أو اثنين عن المعارضين الذين زج بهم في السجون".

وأردف سانجر: “المسموح لهم فقط بالدخول المصورون (فوتوغرافيا وفيديو)، لتسجيل مراسم المصافحات بين كيري والسيسي، والتقاط صور توحي أن كل شيء على ما يرام بين الجنرال السابق السلطوي الذي يقود مصر، والدولة التي تزوده بطائرات هليكوبتر ودبابات، وكذلك معدات مكافحة الشغب التي تقول منظمات حقوقية إنها ربما تستخدم في تسهيل قمع النشطاء".

اللقاء في حقيقة الأمر  يأتي ضد خلفية توتر متزايد حول مساعدات واشنطن السنوية لمصر البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار، والتي قزمها الفيض القادم من السعودية والإمارات للقاهرة في السنوات الأخيرة، بحسب الصحفي الأمريكي.

الخارجية الأمريكية لم تكن قادرة على الحصول على إجابات إذا ما كان تلك المعدات تستخدمها مصر في انتهاكات حقوق الإنسان، وفقا لتقرير أصدره مكتب المحاسبة الحكومي الأسبوع الماضي ويتألف من 77 صفحة.

واستطرد صحفي نيويورك تايمز: “بعد أكثر من عقدين من السفر مع الرؤساء الأمريكيين والدبلوماسين البارزين إلى أماكن تتضمن بعض أكثر الأقطار قمعا، اعتدت رؤية الزعماء يتوارون خلف الأبواب المغلقة، لكن المنع من رؤية حتى هذا الباب المغلق يمثل معيارا جديدا".

وبحسب سانجر،  ذكر مسؤولو الخارجية الأمريكية أنهم بمجرد علمهم أن الصحفيين لن يسمح لهم بدخول القصر، لم يطلبوا حتى تأشيرات لدخولهم مصر كما جرت العادة لمتابعة كيري في زيارته القصيرة للعاصمة.

وتابع: “هؤلاء الذين قطعوا هذه الرحلة الطويلة ظلوا عالقين في ردهة المطار".

وقرر الصحفي البقاء في فيينا  لحضور اللقاء المرتقب بين كيري والسياسية أونج سان سوتشي التي صعدت أسهمها مؤخرا في ميانمار، لتضحى زعيمة للحكومة الجديدة، بعد أن ظلت فترة طويلة رهن الإقامة الجبرية.

وواصل: “لا توجد أي إشارة من إمكانية منعنا من حضور لقاء كيري وسوتشي".

مقارنة الأوضاع بين ميانمار، التي كانت ذات يوم أكثر المجتمعات انغلاقا، وبين مصر جعل سانجر يراجع شريط زياراته الأخيرة بصحبة كيري فيما يتعلق بالتشديدات المفروضة على الصحفيين.

وعدد نماذج سمح له فيها بالتغطية الصحفية لهذه اللقاءات رغم القمع المعروف عن أنظمة تلك الدول مثل تركمنستان، والبحرين، والصين، على حد قوله.

وزاد بقوله: “حتى مصر في عهد مبارك كانت تسمح للصحفيين بالحضور"، واصفا ذلك العهد مقارنة بالواقع الحالي بأنها كانت "أيام الانفتاح".

وبالرغم من أن مبارك لم يكن معروفا عنه التسامح مع الكثير من الانتقادات، ولم يسبق له الفوز بجائرزة الشفافية الدولية لكنه سمح للصحفيين بتسجيل مقابلته مع أوباما عام 2009.

وحتى في فترة ثورة 2011، أظهر مبارك بعض الدهاء في التعامل مع الصحفيين الأجانب، حيث يتذكر سانجر أن الرئيس الأسبق استدعاه مع قليل من الصحفيين إلى جناحه في الفندق ليتحدث عن مستقبل الشرق الأوسط، والخلافات مع إدارة أوباما.

وأشار إلى أن جزءا من رحيل مبارك يرجع إلى الضغوط التي مارسها أوباما عليه خلال احتجاجات التحرير، من خلال مكالمات هاتفية مع الجانب المصري.

وأضاف: “تقلد السيسي السلطة عام 2013 بعد قيادته لما نظر إليه بأنه انقلاب ضد مرسي، الذي انتخب عقب عزل مبارك، وقاد قمعا أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص، وحبس الآلاف".

وأرسل مارك تونر المتحدث باسم كيري بعد  لقاء السيسي بيانا إلى صحفيي الخارجية الأمريكية يشير إلى أن الجانبين ناقشا  قضايا ثنائية وإقليمية، تتضمن تطورات الوضع في ليبيا وسوريا.

كيري شدد كذلك على أهمية دور مصر كشريك إقليمي، مكررا التزام واشنطن بمساعدة مصر في مكافحة الإرهاب والنمو الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، وترسيخ الأمن الإقليمي.

مثل هذا التوصيفات المسكنة، بحسب الكاتب،  تتجاهل الأسئلة  الصعبة التي تتعلق بالعلاقات بين البلدين.

واستدرك: “لكن حكومة السيسي تحاول تفادي هذه الأسئلة حتى لو جاءت من المتبرعين الأمريكيين".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل