المحتوى الرئيسى

The Newsroom عندما يصارع الصحفي طواحين الهواء

05/18 12:17

يعد مسلسل The Newsroom أحد أهم المسلسلات، التي تناولت عمل الصحفيين والمخاطر التي يتعرضون لها، ولكنه أيضًا يتناول رحلة الصحفي ومقدم البرامج الأمريكي ويل ماكافوي من صاحب الشعبية الكبرى كمقدم برامج، وثاني أكثر البرامج تأثيرًا في أمريكا، إلى دون كيشوت محارب طواحين الهواء، والباحث دومًا عن الحقيقة.

يبدأ المسلسل بمشهد شهير تداولته صفحات التواصل الاجتماعي لويل ماكافوي، الذي يقوم بدوره الكوميديان جيف دانيالز في أداء شديد البعد عن الكوميديا، وهو يتحدث عن لماذا أمريكا ليست الدولة الأعظم في العالم، المشهد انتشر كثيرًا على صفحات متعددة وهو نقد ذاتي للدولة لتي يقطنونها قبل أن تكون دليلًا على الدولة الأمريكية.

يتحول ويل ماكافوي إلى دون كيشوت، عقب اتفاق ضمني بين تشارلي سكينر/سام واترستون، كبير منتجي القناة التي يعمل بها ويل ماكافوي، ومنتجة البرنامج ماكنزي ماكهيل/إيميلي مورتيمور مع ويل ماكافوي، لتقديم برنامج يقدم الحقيقة ولا شيء غيرها للشعب المغيب، انطلاقًا من الشعبية الجارفة التي حققها ويل ماكافوي خلال السنين المنصرمة، برنامج لا يخشى تقديم أي حقائق على الشعب، برنامج يعتذر لو أخطأ.

يبرع السيناريست الحاصل على أوسكار أحسن سسيناريو أرون سوركن في كتابة المسلسل المليء بالاتهامات المباشرة للعيوب التي يراها المسلسل، والانتقادات الواضحة للكثير من السياسات الأمريكية، وأيضًا الإشارة إلى سيطرة رجال الأعمال وذكرهم بالاسم دون الإخلال بدراما المسلسل المصنوعة بحرفية شديدة لا يقدر عليها سوى مخضرم مثل أرون سوركين، كما يهتم السيناريو أيضًا بكل التفاصيل الفرعية للشخصيات الثانوية، والتي من الممكن أن تظهر لعدة دقائق وتختفي، إلا أنك تعرف تفاصيل شخصية تمر أمامك من طريقة كلامها وتوترها ولحظات غضبها وكلّ شيء.

العلاقات أيضًا بين الشخصيات معقدة بما فيه الكفاية، أنت تدخل إلى المسلسل من منتصف أحداثه، جميع الشخصيات لديها تاريخ مع بعضها بعض، هذا التاريخ واضح جدًا في أدائهم، تعرف أن فلان هذا يكره هذا، ولكنك تجهل الأسباب التي تتكشف رويدًا رويدًا.

يعتذر ويل ماكفوي في أحد العروض إلى مشاهديه على ما قدّمه لهم طوال السنوات الماضية، يعتذر لهم لأنه قدّم لهم ما أشارت إليه الأرقام والإحصائيات، اعتذر لهم لأنه قدّم نوعية الأخبار التي يحبونها وليست نوعية الأخبار التي وجب عليه تقديمها، اعتذر للجمهور لأنه ساهم بشكل أو بآخر في تغييب وعيهم، وأكد أن اعتذراه هذا يشمله هو فقط، ولكنه لا يعني أن الإعلام الآخر سيئ، ولا يطلب بالضرورة من زملائه أن يعتذروا، قرّر وحده أن يعتذر عما قدّمه، ووعد الجمهور بتقديم نوعية من الأخبار تحترمهم وتحترم عقولهم، مؤكدًا أنه سيكون مذيعًا صاحب رأي معروف للجميع، ولكنه في الوقت نفسه لن يحجب عن مشاهديه الرأي الآخر، الذي يختلف معه بل وربما يفحمه، ويؤكد لهم أنه سيكون على قدر ثقتهم ومسؤوليتهم، ويقوم بدوره التثقيفي في عرض الحقيقة وكشفها لهم، مهما كانت النتائج.

يتعرض المسلسل أيضًا إلى إشكالية كبيرة للغاية، وهي الترافيك في مواجهة الحرفة، وعرض الأخبار والتقارير المهمة وما هو الأهم، لا ينتصر المسلسل لأيهما ولكنه لا يغفل أهمية الوسائل الجديدة في الصناعة، ويقول تشارلي سكينر، كبير منتجي القناة التليفزيونية التي يعمل بها ويل ماكفوي، ويُقدّم من خلالها عرضه اليومي "أخبار المساء"، لإحدى المتدربات "اكتبي عن عرض اليوم على تويتر، اكتبي عن عهد جديد يدخله ويل ماكفوي تحت قيادة ماكنزي ماكهيل، إنه لا يعلم خاتمة عرضه ولا يعلم كيف سينتهي العرض للمرة الأولى، ولكنها الثقة التي يجب أن توجد بين المذيع ومنتجه التنفيذي"، فتخبره الفتاة أنه لا يمكن أن تستخدم في التويتة الواحدة أكثر من 140 حرفًا، فينظر لها ويقول "جدي حلًا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل