المحتوى الرئيسى

الرجل الثاني في أمريكا.. لا أحد يريده

05/17 23:21

تتزايد التكهنات بشأن خيارات مرشحيْ الحزبين الجمهوري والديمقراطي المحتملين لانتخابات الرئاسة الأمريكية لتحديد هوية مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، قبل موعد المؤتمر العام للحزبين في يوليو/ تموز المقبل.

غير أن ثمة سؤال يطرح نفسه بحسب تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، هو لماذا سوف يرغب أي شخص في شغل وظيفة كتابع لهيلاري كلينتون أو دونالد ترامب، إذا أصبح أي منهما رئيسًا، ويعرض نفسه ليصبح نائب الرئيس الأكثر تهميشًا في هذا الجيل.

واعتبرت المجلة أن الأمر ربما يبدو وكأنه فكرة غريبة بالنظر إلى أنه في عهد الرؤساء الثلاثة السابقين، أصبح المنصب مركز قوة مهمًا، بعد أن كان محل سخرية فيما مضى، وكذلك انتهت الصورة النمطية لنائب الرئيس التعس التي عفا عليها الزمن.

ولفتت إلى المهام البارزة، والدور الذي اضطلع به كل من آل غور وديك تشيني، وجو بايدن، ليكون كبير مستشاري الرئيس.

ورجحت أن ما يجعل الوظيفة غير جذابة للغاية هذه المرة، هي السمات غير العادية، والفريدة للمتنافسين الرئيسيين على مقعد البيت الأبيض، فليس من المرجح أن يسمح ترامب أو كلينتون لنائبه أو نائبها بأي مكان بالقرب من مركز القوة.

ولتخيل كيف سيكون حال نائب الرئيس ترامب، وفرصه كمستشار محترم محل ثقة في شؤون السياسة والسياسة العامة، استشهدت المجلة بما قاله الرئيس الراحل ليندون جونسون الذي كان نائبًا أيضًا للرئيس جون كينيدي.

وأشارت إلى أن جونسون الذي كان عبارة عن مزيج من التقدير الذاتي الهائل وانعدام الأمن اللذين يميزان ترامب، قال بعد أن عاش في جحيم كونه محل سخرية ومنبوذًا: "لقد كرهت كل دقيقة منه"، في وقت لاحق أشار إلى أنه تعامل مع نائبه هيوبرت همفري، بنفس القدر من الازدراء.

غير أن ازدراء ترامب لمنافسيه، ومنتقديه وحتى حلفائه يجعل بلطجة ليندون جونسون تبدو وكأنها غاية في اللطف، فالفيديو الذي يأمر فيه ترامب مؤيده كريس كريستي، قائلًا: "اصعد على متن الطائرة وعد إلى بيتك" يجب أن يكون تحذيرًا واضحًا أن نائبه يجب ألا يتوقع أي شيء أفضل.

وتوقعت المجلة أنه علاوة على ذلك، تشكل فكرة دعم أجندة ترامب بدقة وأمانة تحديًا من نوع خاص، فهذه الأجندة من المرجح أن يتم تعديلها أو التخلي عنها في أي لحظة، فالنائب المحتمل، عندما يسأل عن وجهة نظره حول آراء ترامب حول الإجهاض والضرائب والرعاية الصحية أو مواقف السياسة الخارجية قد يميل إلى التهرب من الإجابة، قائلًا: "أيهم؟".

أما بالنسبة لكون هذا النائب "الصوت الأخير" الذي يعرض التوجيه، فقد أخبرنا ترامب بالفعل أي صوت سيكون هذا، فأثناء حلوله ضيفًا على برنامج "صباح جو" في مارس/ آذار الماضي، قال: "أنا أتحدث إلى نفسي لأني أملك عقلًا ذكيًا للغاية"، والأسبوع الماضي، أشار إلى أن نائبه سوف يكون مرسالًا، ويخدم بصفة "همزة وصل رسمية"، بحسب المجلة.

إضافة هذه العوامل، إلى انحراف ترامب الحاد عن مبادئ المحافظين، ربما يساعد في تفسير سبب عدم إبداء عدد كبير من المرشحين المحتملين أي اهتمام بمنصب الرجل الثاني، وآخرهم ماركو روبيو، الذي كان رد ترامب، عليه بطبيعة الحال، أكثر ازدراء فكتب على "تويتر": "إنه ليس سوى الشخص الوحيد الذي لم يطلب منه أن يكون نائب الرئيس يقول للصحافة إنه لن يقبل المنصب".

وفي المقابل، ارتأت المجلة أن التحدي يختلف بالنسبة للنواب المحتملين لكلينتون، لم يواجهه أي نائب سابق للرئيس من قبل. 

وأشارت إلى أن نواب الرئيس السابقين وجدوا أنفسهم بالفعل في معركة مع مساعدي البيت الأبيض الرئيسيين والوزراء على أُذُنّ الرئيس، لكنهم لم يواجهوا قط تحدي المنافسة مع الزوج الرئاسي الذي يتصادف أيضًا أنه رئيس سابق لولايتين. 

في نواحٍ كثيرة، سوف يكون بيل كلينتون خيارًا شبه مثالي ليكون نائب هيلاري كلينتون، فمهاراته السياسية لا تضاهى؛ حيث يعلم المخاطر التي تواجه البيت الأبيض كما لا يعلمها سواه، ولديه سجل حافل من العمل مع كونجرس معارض، وهو شيء لا يمكن أن يباريه فيه كل من خلفوه في المنصب.

إلا أنه وفقًا للمجلة، ثمة قضية مزعجة، بشأن ما إذا كان التعديل الـ22 للدستور الأمريكي لا يسمح للرئيس الذي خدم ولايتين من الترشح لمنصب نائب الرئيس، وهكذا سيضطر أحد آل كلينتون (بيل أو هيلاري) للعودة إلى ولاية أركنساس لتجنب المخاطرة بخسارة الناخبين في نيويورك (دستوريًا، يصوت الناخبون لواحد فقط من بين اثنين من المرشحين الوطنيين من ولايتهم فقط). 

ولكن النقطة المهمة هي أن مؤهلات بيل، حتى كزوج أول تجعل منه مصدر طاقة هائلة ستواجه أي نائب رئيس فعلي، وكلينتون نفسها أقرت بأنها تفتقر إلى مهارات شريك حياتها، ولكنها قالت إنها تثق في بيل في بعض نواحي حياتهما، وإن ثقتها في أحكامه السياسية يجب أن تكون كبيرة.

غير أن كل هذا لا يعني أن ثمة نقص في من يرغبون في منصب نائب الرئيس، فقد أشار عدد من الجمهوريين، إلى استعدادهم لقبول المنصب بالفعل مثل: ريك بيري، كريس كريستي، نيوت جينجريتش، سارة بالين. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل