المحتوى الرئيسى

لماذا باع ساويرس ولماذا اشترى أبو هشيمة ؟!

05/17 18:45

اقرأ أيضا: القضاء والسياسة ومطلب إزالة الالتباس محمد نجيب .. وجع القلب ودروس لم يتعلم منها أحد ! الحرائق تشتعل في ثيابك يا سيسي حرق القاهرة وحرق الشهود أيضا حريق القاهرة الثاني وأسئلة محيرة

تبقى العلاقة بين الإعلام والسياسة وثيقة الارتباط ، مهما حاول الطرفان التقليل من شأن تلك العلاقة ، وكشفت فترة انتصار وتوهج ثورة يناير عن قيمة الإعلام الهائلة في صناعة الرأي العام وفي قيادته أيضا ، حتى قيل أن نصف نجاح الثورة كان بسبب الزخم الإعلامي الذي حصلت عليه ، وكانت هذه الملاحظة الكاشفة هي السبب في اتجاه كثيرين في أعقاب ثورة يناير مباشرة إلى الاستثمار في الإعلام ، صحف وقنوات فضائية ، حيث شهد الفضاء المصري سيلا من القنوات الجديدة وأيضا الصحف اليومية ، وكانت الخريطة عشوائية إلى حد ما ، ولكن رجال الأعمال الذين وجدوا قوة تأثير الإعلام وتوجيهه لصاحب القرار في فترة غابت فيها القوة المركزية المسيطرة ، اندفعوا للاستثمار في هذا المجال ، حتى وقعت أحداث 3 يوليو 2013 والتي مثل الإعلام أيضا أحد أدواتها المهمة ، ومن الواضح أن تلك المرحلة ، سياسيا واجتماعيا تم احتواؤها والسيطرة عليها إلى حد كبير ، وبالتالي كان مفهوما أن يتم تفكيك الخريطة الإعلامية تدريجيا وإقصاء بعض اللاعبين الأساسيين فيها سواء مقدمي برامج أو مستثمرين أو معلنين وإعادة تركيبها من جديد .

الإعلان عن بيع المهندس نجيب ساويرس لقناته "أون تي في" لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة أعاد تقليب الأمور ، وطرح التساؤلات عما يجري في ساحة الإعلام وعن صورة الخريطة الجديدة للإعلام المصري ، رغم أن بيع قناة واحدة ليس بالحدث الضخم ، ولكن في ظل التحولات الجارية ، سياسيا وإعلاميا ، ورمزية الأشخاص وعلاقاتهم السياسية ، يصبح بيع القناة مؤشرا على توجه جديد ، ورغم ذكاء ساويرس وحساسيته العالية تجاه الريح المقبلة ، ورغم محاولته نفي أي ضغوط اضطرته للبيع ، إلا أن الحقيقة تبقى أنه فهم أكثر من رسالة ، وأن مصلحته تقتضي الخلاص من "وجع الرأس" ، وكان قد فعلها من قبل أيام الإخوان ، عندما باعها "شكليا" للتونسي طارق بن عمار ، لكن هذه المرة لا يستطيع أن يلعب هذه اللعبة مع اللاعبين الجدد ، فكان البيع حقيقيا ، وقد تم تجفيف المحيط الإعلاني طوال سنوات حول القناة حتى أرهقته ماليا لكنه تحمل وعافر ، ثم بدا له في النهاية أن العناد ضرره سيكون مكلفا فباع .

أبو هشيمة رجل "بيزنس" بالمقام الأول ، همه الأساس وبوصلة نشاطه هو مصالحه التجارية ، بغض النظر عن الموقف السياسي ، وعندما جاء الإخوان إلى الحكم تقرب رجل الأعمال الشاب إليهم كثيرا بعد أن أدرك أنهم فرس المرحلة ، وراهن على دعمهم والشراكة معهم ، وارتبط بعلاقة صداقة قوية للغاية مع رجل الأعمال الإخواني المعروف حسن مالك ، وكان من أبرز داعمي جمعية "ابدأ" التي أنشأها الإخوان ، كما عزز علاقاته القوية مع القيادة القطرية ، وكان يشغل منصب نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية القطرية ، ووجه بوصلة صحيفة وموقع اليوم السابع الذي يملكه لدعم التوجه السياسي للإخوان والدفاع عن الرئيس محمد مرسي وسياساته ، وقد رد الإخوان الجميل باختيار رئيس تحرير اليوم السابع خالد صلاح عضوا بالمجلس الأعلى للصحافة ، أعلى سلطة في الهرم الصحفي في مصر ، غير أن الأشهر الأخيرة من حكم مرسي وما كشفت عنه من توجه نحو عزل مرسي وتأسيس مرحلة جديدة ، حولت البوصلة تدريجيا ، وبعد انكشاف الأمور بوضوح أكبر بعد 3 يوليو ، حول أبو هشيمة بوصلته بالكامل مع المجلس العسكري ، كما انقلب بشكل عنيف للغاية ضد الإخوان وتجربتهم وبالغ في ذلك أكثر من غيره ، لمحو أي ذكرى عن ولائه لمشروع الإخوان أو صداقته مع قياداتهم التنظيمية ، كما جمد علاقاته القطرية وألغى جمعية الصداقة أو رجال الأعمال القطرية المصرية ، وشارك في دعم حملة السيسي الرئاسية كما دعم حزب "مستقبل وطن" المحسوب على السيسي أيضا ، تولى الترويج داخليا وخارجيا بحماس كبير للرؤية الجديدة .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل