المحتوى الرئيسى

شعير: كانت هناك اتفاقية «سايكس بيكو» واحدة وأصبح لدينا اتفاقيات

05/17 01:11

قال الكاتب الصحفى محمد شعير مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن محاولة استعراض ما جرى للمنطقة العربية على مدار مائة عام، فى ظل الذكرى التى تحل اليوم الاثنين لتوقي� معاهدة "سايكس بيكو" لتقسيم الدول العربية ومناطق النفوذ بين بريطانيا وفرنسا فى 16 مايو عام 1916، كقوتين عظميين آنذاك، تقودنا إلى أن نرى أننا قد اتجهنا إلى الأسوأ، وأننا لم نتعلم من التاريخ، وأنه حتى تلك الحدود التى تم وضعها فى السابق أصبحت تتهدم الآن، والقوى العظمى الجديدة أصبحت تسعى إلى تفجير الدول العربية من الداخل، لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت.

وأضاف شعير، فى حوار مع برنامج "صباح الخير يا عرب" الذى تقدمه الإذاعية عبير ظلام على أثير "صوت العرب"، إنه بعد أن كان لدينا معاهدة "سايكس بيكو" واحدة، أصبح لدينا الآن "معاهدات سايكس بيكو عديدة"، فى أكثر من دولة عربية، والدليل على هذا تلك المؤتمرات الدولية والاجتماعات التى تحضرها القوى العالمية الكبرى، لتقرر مصير المنطقة، سواء فيما يتعلق بسوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق، فعندما يجتمع وزيرا خارجية أمريكا وروسيا ليضعا خطة طريق لسوريا على مدى 18 شهرا ثم تتم دعوة الأطراف السورية المتنازعة لتنفيذها، فما الذى يعنيه هذا؟. وقال إن كل ذلك يوضح أنه قد مر قرن كامل على المنطقة ولاتزال "المؤامرة مستمرة"، ولا نقول هذا فى إطار الترويج لمؤامرة مزعومة بهدف التغطية على أخطاء داخلية لدينا أو تحقيق أهداف خفية لكنه واقع يمكن رؤيته ويشهد عليه التاريخ ذاته.

وأوضح قائلا إننا لا نوجه اللوم للقوى الكبرى، فكل دولة تبحث عن مصالحها وفقا لرؤيتها، وقد رأى الغرب أن يعيد تقسيم المنطقة، على أسس جديدة، دينية وطائفية وعرقية، عبر إثارة الفتن بين مختلف المكونات، لخدمة مصالحهم فى هذه المنطقة المهمة من العالم، فلا نلومهم هم، بل يجب علينا نحن أن نتيقظ وندرك ما يجرى حولنا، لكن ما حدث هو أن قوى داخلية لدينا استجابت لمخططاتهم، مثل تنظيم داعش، الذى قام بهدم الحدود بين العراق وسوريا فى شهر يونيو 2014، ليعلن التنظيم حل نفسه وإقامة دولة الخلافة، تحت إسم "الدولة الإسلامية"، ولعل الجانب الخفى هنا من هذه المخططات بالتقسيم على أسس دينية هو أن ذلك قد يعطى فيما بعد نوعا من "الشرعية المزعومة" لما تهدف إليه اسرائيل من إقامة دولة على أساس دينى أيضا، وهو "الدولة اليهودية".

وأشار إلى أن إحدى وسائل القوى الكبرى أيضا للتفتيت هى التدخل فى الدول العربية على أساس دعم ثورات الشعوب والحريات، وكأن قدر شعوبنا دوما هو أن تقع بين مطرقة الحكام الغاشمين وسندان التدخل الخارجى الذى لا يريد إلا مصلحته، وهذا ما حدث بالتحديد فى سوريا على سبيل المثال، التى دخلت فى دائرة حرب مجنونة، حتى أصبح الواقع أليما جدا، فما جرى بهذا البلد العزيز جدا علينا بدأ فى صورة ثورة شريفة بالهتاف والغناء والتصفيق فى المظاهرات، حتى بدأت قعقعة السلاح، فعاد المواطنون العاديون إلى بيوتهم واشتعلت الحرب.

واضاف: بعيدا عن أن نقول إن أى طرف فى النظام أو المعارضة كان على صواب أو خطأ، أو التشكيك فى النوايا، فإن ما يمكن أن يقال هو أن كل الأطراف كانت لها "حسابات خاطئة" بالقدرة على الحسم العسكرى، والآن وبعد مقتل وتهجير عشرات الآلاف من السوريين عبر 5 سنوات، فإننا لا نستطيع الاكتفاء باعتبارها "حسابات خاطئة" بل هى "جرائم كبرى"، وكلنا نريد الحرية، لكن بحسابات المصلحة فإن حياة البشر أهم من حريتهم، فالمشكلة دوما فى سوريا وغيرها هى اختلاط الصدق بالكذب، أو استغلال الصدق لأجل الكذب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل