المحتوى الرئيسى

اللى اختشوا ماتوا

05/16 22:03

برغم الدعاية المواكبة له، انصرف الجمهور عن مشاهدته، مما يثبت من جديد، أن الانطباع الأولى فى الحفلات الافتتاحية، يحدد السهم، صعودا أو هبوطا فى شباك التذاكر.

سارت الدعاية فى عدة اتجاهات. عنوان مثير للاهتمام، يعتمد على حكاية شعبية تقول إن حريقا اندلع فى أحد حمامات الحريم، بعض النساء خرجن عرايا، طلبا للنجاة، فكانت الفضيحة من نصيبهن. أما من خجلن، بقين فى الداخل، التهمتهم النيران. من هنا جاءت مقولة «اللى اختشوا ماتوا».

المتاعب مع الرقابة، أصبحت جزءا من الدعاية، فالملاحظ أن حب الاستطلاع، يتضاعف مع الأخبار التى تتحدث عن مفاوضات تدور بين كاتب السيناريو المخرج، من ناحية، ومع الرقباء من ناحية ثانية، حول حذف مشاهد ساخنة، أو تجسد عنفا شديدا.. فى حالة التصنيف العمرى، يغدو الممنوع لأقل من «١٦» عاما مغريا، بينما الممنوع لأقل من «١٨» سنة أكثر جاذبية، فى حالتنا هذه، لا بأس، الفيلم لمن هم أكبر من الـ«١٦».

قصة الفيلم، كما تسربت، لا تخلو من إغراء: سبع نساء، فى بنسيون واحد، لكل واحدة حكاية، قادتها إلى ذلك المكان، حيث تدور الوقائع.. ثم يأتى «الأفيش»، المدجج بممثلات أوضاع تجمع بين الفتنة والتحدى.

لكن، صخب الدعاية شىء، ونجاح الفيلم شىء آخر، «اللى اختشوا ماتوا»، أوقع نفسه فى مأزق لم يفلح فى الخروج منها سالما.. بداية من اختيار سبع نساء كبطلات فى فيلم واحد.. هنا، ليس الخطأ فى تقديم هذا الكم الذى يتطلب مهارة رفيعة من كاتب السيناريو، لا تتوفر فى محمد عبدالخالق، الذى بدا كما لو أنه يريد الإمساك بسبع سمكات فى المياه، ينزلقن من كفه كلما أمسك بإحداهن. بالتالى، اكتفى بحديث كل منهن عن مشوار حياتها القاسية، مع العودة، فيما ندر، عن طريق «الفلاش» باكات «المبتسرة، بالإضافة لخطب عصماء عن المجتمع المرائى، برجاله الذين يعاملون المرأة «كدكان بقالة» يشترون منه ما يريدون ويغادرون.

اختار الفيلم اسما عجيبا، يشوبه السخف، لمكان تجمعهن «بنسيون شيشة».. صاحبته، سلوى خطاب، الراقصة السابقة فى الإسكندرية، افتتحته فى القاهرة، تحاشيا للوحدة.. تحكى حكايتها بنفسها، بالإضافة للرواية، ابنة أختها، غادة عبدالرازق، العمود الفقرى للفيلم.

«بنسيون شيشة» يضم هاوية التمثيل، الباحثة عن فرصة من دون تنازلات، هيدى كرم، ذات الأداء العصبى الذى يحتاج مزيدا من التدريب.. ثم صعيدية شابة، هاربة من الجنوب «أميرة شريف»، أهلها يريدون القصاص منها، نراها فى مشهد مروع قرب النهاية، ملفوفة فى جوال من الخيش، وجهها الدامى يبين بجلاء أنها تعرضت للتعذيب قبل أن تلقى حتفها ــ هكذا أراد الماكيير ــ الباقيات من ربات الصون والعفاف، فيما عدا واحدة، شريرة تؤدى دورها عبير صبرى.

بناء الفيلم أقرب إلى الشكل البوليسى، فبعد ترنح بين شذرات مع هذه الشخصية وتلك، بالإضافة لركام من أغنيات ورقصات، ثم ثرثرات مكررة عن المجتمع المجحف، على رأسه رجال سيئون، تداهم قوة شرطة الآداب «بنسيون شيشة»، تضبط عرايا الرجال مع نزيلات البنسيون الشرطة بقيادة ضابط متحجر القلب، يؤدى دوره بمهارة «إيهاب فهمى».

بعد تسكع الفيلم هنا وهناك، بحثا عن من قام بترتيب ذلك الحدث الجلل، تدرك النساء أن القاتل هو صاحب متجر الملابس فى العمارة، النهم إلى النساء، بأداء موفق من «أحمد محمود عبدالعزيز»، الذى اتفق مع الشريرة على فتح باب الحزم، فى البنسيون، كى يتسلل منه الرجال العرايا، فى توقيت نموذجى، حيث أخذت النساء حماما، قبل مداهمة الشرطة بدقائق.

أما عن لماذا كل هذا؟.. فإن الإجابة هى: «غادة عبدالرازق»، الممرضة أصلا، تزوجت من الطبيب «أحمد صفوت»، الذى أحبها وأحبته.. وقفت إلى جانبه طويلا، أنجبت له طفلة.. تورطت بسببه فى قضية بيع أدوية ممنوعة، دخلت السجن، خرجت، بحثت عنه رغبة فى رؤية ابنتها، بينما هو يريد التخلص منها للأبد.

يتفق مع تاجر الملابس الذى يتفق بدوره مع الشريرة، نظير مبلغ كبير من المال.. تضطر لقتله حين يرفض تسليمها بقية المبلغ.. هى، مع الطبيب، ينتظران مصيرهما الفاجع، إثر القبض عليها.

Comments

عاجل