المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: هل تعاني الولايات المتحدة من فائض في الديمقراطية أدى لصعود نجم ترامب وساندرز؟

05/15 23:29

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا تناول الصعود المباغت لقطب العقارات الأمريكي والمرشح الجمهوري الأكثر ترجيحا لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لصدارة المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة متسائلة ما إذا كان هذا يعنى أن هناك الكثير من الديمقراطية في الولايات المتحدة، مضيفة ان هذه هي طريقة واحدة لتفسير النجاح المفاجئ لترامب وكذلك السيناتور بيرنى ساندرز على جبهة الديمقراطيين هذا العام، وهو ما يشبه صعود نجم المرشحين المضادين للنظام في أوروبا.

وفى مقال نال قراءة واسعة النطاق في مجلة نيويورك تحت عنوان "الديمقراطيات تنتهى عندما تكون ديمقراطية جدا" ندد الصحفي أندرو سوليفان بكل من ترامب والمرشح الذى وصفه بـ "الغوغائى من اليسار بيرنى ساندرز"، معلنا أن الحواجز امام الإدارة الشعبية وخصوصا عندما يتعلق الأمر باختيار رئيسنا تقريبا غير موجودة.

وأضافت نيويورك تايمز انه في الولايات المتحدة وأوروبا أيضا فإن المشكلة لا تتمثل في جود فائض من الديمقراطية، ولكن العجز الديمقراطي الذى أثار ردود فعل ديماجوجية.

وقال إنه في مقال تحت عنوان "حكم الفراغ: تفريغ الديمقراطية الغربية"، قال العالم السياسي الإيرلندي بيتر ماير إن الاتجاه العبر الأطلسي الذى اطلق عليه اسم " العملية المزودجة التي يجرى من خلالها الانسحاب الشعوبي والنخبوي من السياسة الانتخابية الجماعية" فإنه يتم استبدال السياسيين الذى يجرى اختيارهم من قبل الأحزاب الكبرى، بسياسيين آخرين يختارهم المتبرعين وتسوقهم الإعلانات للناخبين. في الوقت ذاته فإن تراجع نشاط الآلات الحزبية الطرفية يؤدى إلى تراجع مشاركة الناخبين الأقل دخلا والأقل تعليما. فالأمريكيون الذين يقومون بالتصويت عادة ما يتمتعون بالثراء بشكل كبير.

وأضاف المقال ان حاجة المرشحين لجمع مبالغ ضخمة من التبرعات للترشح للرئاسة يمنع المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين اللذان تختلف وجهات نظرهم عن أولئك المنتمين لطبقة المتبرعين، حتى لو كانت وجهات نظرهم ذات شعبية بين الناخبين المحافظين او التقدميين. اما المشرحين القادرين على اختراق قبضة طبقة المتبرعين على النظام السياسى فإنهم أولئك ممن لا يحتاجون عادة لجمع الأموال بهذه الطريقة لأنهم إما رموز لحركات فى المجتمع مثل بيرنى ساندرز أو المليارديرات ممن يستطيعون تمويل أنفسهم ذاتيا مثل روس بيروت، او مايكل بلومبرج، او المشاهير مثل أرنولد شوارزنجر او جيسى فنتورا. وكذلك دونالد ترامب.

وكشف مسح انتخابي للانتخابات الرئاسية لعام 2016 أجرته مؤسسة راند ان العامل الوحيد الذى دعم المؤيدين لترامب بين الناخبين الجمهوريين المحتملين لم يكن الدخل ولا التعليم ولا العرق ولا الجنس ولا حتى الاتجاه نحو المسلمين او الهجرة غير الشرعية، بل الاتفاق مع العبارة القائمة " الأشخاص ممن هم مثلى لا يملكون اى كلمة، ماذا إذا كان هناك ناخبين آخرين يشعرون بنفس العجز حقا مثلى".

وأضاف المقال ان الحل لذلك هو مزيج من عدة أدوات من بينها ان الكونجرس يحتاج لتقاسم السلطة وكذلك الأموال مع الناخبين المحليين عن طريق وضع قيود أقل على الإيرادات التى تشترك فيها الدولة والحكومات المحلية لأغراض مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.

وأضاف المقال ان عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات وإحباطهم من العملية السياسية هي مشكلة سياسية في المقال الأول لا يمكن حليها إلا من خلال الإصلاحات السياسية التي تعاطى للناخبين غير المنتمين للطبقات الثرية المزيد من القوة الفعلية للتأثير على نتائج السياسات، لا عن طريق المزيد من الائتمان الضريبي او دعم الأجور.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل