المحتوى الرئيسى

الناشطة ألِس شفارتزر: "ليس المسلمون بل الإسلامويين هم الجناة في كولونيا"

05/15 15:26

DW: السيدة شفارتسر! عنوان كتابك الأخير هو " الصدمة"، إلى أي مدى كانت أحداث ليلة رأس السنة صدمة، بالنسبة لك؟

ألِس شفارتسر: إن ما حدث في ليلة رأس السنة في كولونيا لم يكن صدمة بالنسبة لي فحسب، بل إنها نقطة تحول على الصعيد العالمي. فلأول مرة منذ نهاية الحرب كان النساء في وسط أوروبا ضحايا لاعتداء جنسي منظم بشكل كبير. لقد قدمت 627 امرأة شكاوى بهذا الشأن حتى الآن. على مدى ساعات طويلة كانت ساحة محطة القطار في كولونيا مسرحا لخرق حقوق النساء. ولم تتدخل الشرطة. ولا يتعلق الأمر بالتعدي من جانب بعض الأشخاص فقط.

بدأت كتابك بوصف ما حدث ليلة رأس السنة وبما قاله شهود من أفراد أسرة فوسن، حيث قام رجال في الازدحام بلمس الأم وبنتها جسديا وبشكل عنيف. وعندما قلت بأن "أولائك الرجال من شمال إفريقيا ومن بلدان عربية" تم توجيه السب والشتم لك وقيل إنك عنصرية.

نعم ، كذلك كان الأمر بالنسبة للضحايا أيضا وما حدث لهم. لقد كانت هناك محاولة تجاهل لتلك الأحداث المرعبة. فقد تم توجيه أوامر من طرف القيادات إلى الشرطة باستبعاد كلمة "الاغتصاب" عن التقارير الخاصة بأحداث ليلة رأس السنة. ولم تتكشف الحقيقة إلا رويدا رويدا بعد أيام، كانت هناك إرادة سياسية خلف إستراتيجية طمس الحقيقة، لم يشأ البعض الإقرار بالحقيقة.

كتاب " الصدمة" للناشرة أليسي شفارتسر

يوم الجمعة (6 مايو 2016) حكمت محكمة كولونيا الابتدائية على رجل في السادسة والعشرين من العمر بالسجن لستة أشهر مع وقف التنفيذ، ولكن ليس بسبب التعدي الجنسي بل بسبب جنحة السرقة وتلقي بضاعة مسروقة. هل صدمك ذلك؟

لم يفاجئني ذلك. لقد استبعدت في كتابي أن تتم المحاكمة بهذا الشأن، حيث كان هناك الآف الجناة الذين أحاطوا على شكل جماعات صغيرة بالنساء وأساءوا إليهن، ثم تواروا في الزحام. لم يتمكن الضحايا إذن من معرفة الجناة.

وصفت في كتابك الرجال الذين قاموا بتلك الأفعال ليلة رأس السنة بأنهم " إسلامويون". كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟

ليس الأمر صعبا. أنا أفرق بين المسلمين والاسلامويين، رغم وجود ترابط. المسلم يؤمن بالإسلام وبالثقافة الإسلامية. الإسلاموي هو أيضا مسلم والشريعة بالنسبة له أكثر أهمية من دولة القانون، كما يرى أن المرأة أقل درجة من الرجل. الإسلام هو عقيدة والاسلاموية هي إستراتيجية سياسية.

عند المقارنة نرى أن ما حدث في كولونيا في تلك الليلة يشبه إلى حد كبير ما حدث في ميدان التحرير في القاهرة. هل ثمة مقارنة بهذا الشأن؟

من الواضح أن هناك تشابها مع ما حدث في القاهرة أو في تونس والجزائر. هناك تشابهٌ في كيفية سير الأحداث، حيث إن مجموعة من الشباب تحيط بالنساء ويجري الاعتداء جنسيا عليهن، ثم يهرب الرجال سريعا إلى مكان آخر. ولا يتعلق الأمر أساسا بالفعل الجنسي بل بالرغبة في إبراز سلطة الرجل، حتى تخاف النسوة و تبتعد عن المحلات العمومية.

ازدحام وفوضى واعتداءات جنسية ضد النساء خلال احتفالات ليلة رأس السنة في كولونيا

ما الفرق بين الاعتداءات التي يمارسها رجال مسلمون بتلك التي يقوم بها رجال ألمان ضد النساء؟

بالتأكيد، الاعتداءات الجنسية على المرأة تأتي من قبل الألمان أيضا هو مشكل بنيوي داخل المجتمع ولا يقتصر على بعض الأشخاص فقط. ومنذ 40 عاما تكافح المدافعات عن حقوق النساء ضد ذلك، وأنا منهن. وقد نجحنا جزئيا في ذلك. ولكن أن ينطلق التعدي الجنسي من مئات أو آلاف الأشخاص دون أن يتحرك الناس لمواجهة ذلك فإن هذا أمر لم يحدث في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وله أبعاد جديدة.

قلت في كتابك أنه "حدثت فوضى بالقرب من أوروبا في سوريا أو في ليبيا وأن ذلك قد يصل سريعا إلى العمق الأوروبي" ألا تعتقدين أن مثل هذه الأقوال تخيف الناس و تدفع بهم باتجاه الأحزاب اليمينية؟

سيكون من غير المعقول الحديث عن الأشياء بشكل إيجابي فقط، وإلا فسنصبح عرضة لتفوق تلك المشاكل علينا. الفوضى القائمة بالقرب من أوروبا لا علاقة لها بالإسلام كعقيدة، بل تعود فقط إلى الإسلام السياسي الذي ازداد تناميه منذ 1979 عبر العالم منذ وصول الخميني إلى الحكم في إيران. وقد وارتفعت وتيرة هذا التوجه بعد أعمال القصف الحمقاء التي شهدها العراق وأفغانستان وليبيا.

من جهة تتحاشى النساء القول إنّ الجناة من "خلفية عربية" ومن جهة أخرى فإن هؤلاء هم أيضا عرضة لأعمال عنصرية وعدائية في المجتمع. كيف نشرح ذلك؟

نعم ! ولذلك فإنه يجب علينا أن نؤكد دائما أن جناة ليلة رأس السنة لم يكونوا "مسلمين" أو "عرب". الجناة هم من فصيلة خاصة وهي فصيلة " الاسلامويين". ولذلك يجب وقفهم عن حدهم.

يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.

وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.

بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".

رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.

عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .

طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.

لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.

"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.

حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".

أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل