المحتوى الرئيسى

أحمد مراد في "أرض الإله".. عن التاريخ والدين والأسطورة

05/15 14:15

يطأ الروائي المصري الشاب أحمد مراد، أرضًا شائكة في رواية جديدة يتناول فيها حقبة طرد الملك أحمس للهكسوس من مصر، وقصة النبي موسى، كما يتناول محاولات اليهود تكييف التاريخ وفقًا لأهوائهم وخروجهم من مصر.

تبدأ أحداث رواية "أرض الإله"، الصادرة عن دار الشروق في ربيع عام 1924 في مبنى القنصلية البريطانية بالقاهرة؛ حيث جاء هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون طالبًا لدعم القنصلية بعدما رفضت مصلحة الآثار المصرية ومكتب رئيس الوزراء سعد زغلول تجديد تصريح التنقيب الخاص بالمقبرة. واكتشفت المقبرة في 1922 في حدث لاقى اهتمامًا عالميًا؛ لأنها كانت سليمة وكاملة ولم تطلها يد اللصوص من قبل.

وكانت مصلحة الآثار المصرية رفضت تجديد تصريح التنقيب؛ لما رصدته من مخالفات وتلاعب بسجلات مقتنيات المقبرة حسبما ورد في الرواية. وطلب كارتر دعم القنصلية البريطانية بالقاهرة في هذا الأمر وهدد مسؤول في القنصلية بأنه "إن لم يتلق ترضية كافية وعادلة فسينشر على العالم كافة تفاصيل نصوص البرديات التي عثر عليها بالمقبرة، والتي تحوي القصة الحقيقية لما يسمى بـ"الخروج اليهودي من مصر"، والذي حدث نحو عام 1573 ق.م".

وتتناول الرواية كيف أن موسى النبي وبناءً على نصيحة من الملك أحمس ملك واست والذي يعني اسمه (هلال السماء) دوّن قصته وقصة أخيه هارون على برديات وأعطاها لأحمس الذي وعده بوضعها في معبده وقال إنه سيأمر "أن توضع في مقبرتي، ونسخا منها في مقابر من يتولون الحكم من بعدي في غرفة الجسد، مع سيرة حياة كل راحل ومتون إدريس".

ويتناول الكاتب قصة خروج اليهود من مصر وقصة موسى مع فرعون وكيف وصلت هذه الرواية إلينا من خلال برديات الكاهن مانيتون السمنودي التي ترجمها كاي بطل الرواية الذي حاول مردخاي اليهودي الذي كان يتولى منصب رئيس القصر قتله أكثر من مرة لكن في كل مرة كان يفلت من الموت. كما يتناول الجهود الحثيثة التي بذلها اليهود لطمس حقيقة خروجهم من مصر من خلال البحث المستميت لمردخاي عن برديات مانيتون للتخلص منها.

وحصل مردخاي على جزء من البرديات من مختار كاهن معبد أون الذي قتله مردخاي عندما كان يبحث عن كاي. وكان مختار قد قال لمردخاي إن البرديات جاءت إلى المعبد مع بحارة "تركوها ورحلوا".

ويروي مراد كيف حاول اليهود إخفاء الحقيقة فتقول راعوث أم مردخاي "الكاهن (مانيتون) خلد المعلون (أحمس) في قائمة الملوك، وضعه على رأس ملوك الأسرة الثامنة عشرة، كان يتشدق بسيرته، ويتجاهل شتات شعب وتيها وملحمة ما فتئت إلى الآن تنزف".

فيرد عليها مردخاي قائلًا: "لقد أرسلت رجالًا إلى مقابر (أحمس) وقواده، سيزيلون النقوش التي تذكر اسم بني إسرائيل ليلًا، وستتولى الأيام والأتربة طمس ما تبقى، كما أمرت بجرد رفوف المكتبة واستخراج ما دون عنه، سنستعيرها ولن نعيدها لتصير سيرته إلى زوال".

ويقول مراد "صنع (كاي) من ترجمة سفر (التصحيح) للكاهن الأعظم (مانيتون السمنودي) نسختين، أودع إحداهما معبد حتحور بأرض الفيروز، وأودع الأخرى رفوف مكتبة الإسكندرية تحت اسم (أرض الإله)". واحترقت مكتبة الإسكندرية في زمن الإمبراطور الروماني (يوليوس قيصر) عام 48 ميلادية.

ولا تخلو الرواية من قصة حب بطلها كاي وبطلتها ناديا ابنة عزيز الذي أنقذ كاي من القتل أول مرة. وكانت ناديا ترافق آرام مربي الكلاب قبل أن تهرب مع كاي. واستطاع آرام العثور عليهما وحاول قتل كاي وهرب بناديا التي ماتت عند وضعها طفتلها مليكة.

وعلى لسان موسى يصف مراد بني إسرائيل وكيف دخلوا مصر فيقول إنهم "قوم جبناء لا يخلصون لإله واحد، لا كرامة لهم ولا ملة، تجولوا بين الأمم ثم دخلوا المصر مع من دخل بعد اجتياح الرعاة، عاشوا بين القبائل محترفين الرعي حتى جاء زمن يوسف صاحب الخزائن، تكتلوا بالقرب من بيت أبيه يعقوب في أرض جاسان الخصبة فأكرم ضعفهم وأغدق عليهم من خيرات الأرض حتى فسدت نفوسهم وتمكنوا، توغلوا في الصروح، تقلدوا المناصب وامتلكوا أسواق الحلي والذهب.

"ثم تمسحوا في نسل يعقوب وأحفاده وصاهروهم، متخذين من بركات النبوة هالة مجد تفتح لهم الأبواب، حتى أقرضوا القبائل بالربا فتنبه يوسف لطغيانهم، نهاهم فتمردوا عليه وكانوا السبب في هلاكه، لا أحد يعرف له قبرًا حتى الآن، حتى إذا جاء فرعون وكانت قبيلته أكثر القبائل اقتراضا منهم، أدرك أنهم السوس في قدم الدابة، يكنزون الذهب فيكبلون التجارة ويبتزون الرجال، وإذا هاجم الجيبتيون مصر فسيكونون أول المتحالفين معهم".

ويقول مراد إن فرعون "اسم ملك بدوي، هكسوسي. فرعون ليس ملكًا جيبتيًا. إيجبت ترجموها عن عمد إلى: مصر، مصر هي عاصمة أرض الرعاة، أرض الفيروز، أما إيجيبت، اسم أرضكم الأصلي، فيعني: أرض الإله".

ويتابع الكاتب: "في أكتوبر من عام 1956 هاجم الإسرائيليون سيناء في احتلال تآمري مشترك مع إنجلترا وفرنسا. بعد شهرين من السنة نفسها هبطت مروحية الجنرال (موشيه ديان) في منطقة (سرابيط الخادم)، داهم وبعض معاونيه معبد حتحور، واستولوا على قطع أثرية وعدد من اللوحات يطلق عليها أهل سيناء اسم (سربوط)، كان ينقش عليها سيرة ملوك مصر وأخبار الحملات العسكرية التي قادوها ضد غزاة الشرق المعروفين بالهكسوس".

"أرض الإله"، هي الرواية الخامسة لمراد (38 عامًا)، وتقع في 408 صفحات، سبق صدورها حملة ترويجية ودعائية هائلة، قادها مراد بنفسه، ولم تكد تطرح الطبعة الأولى (التي تقدر بالآلاف) حتى تسابقت المكتبات ومنافذ توزيع الكتب على نيل حصتها من الرواية المنتظرة، ونفدت الطبعة الأولى خلال أيام، وتلتها الطبعتان الثانية والثالثة، وتستعد (الشروق) لطرح الطبعة الرابعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل