روشتة لمشكلة الخدمات اللوجيستية للخامات التعدينية بالموانئ المتخصصة

ظهرت مؤخرا مشكلة بالموانئ المتخصصة خاصة المعروفة بالموانئ التعدينية أو الأرصفة التعدينية داخل الموانئ العامة التجارية، والتي على رأسها السخنة / الأدبية / الإسكندرية / دمياط لتصدير الخامات التعدينية وإستيرادها حاليا، وتتمثل تلك المشكلة في أن تلك الموانى ببعدها النسبى عن مناجم المواد الخام وبنيتها الأساسية واللوجيستية لا تتلائم مع الطبيعة الخاصة للخامات التعدينية وخصائصها المختلفة.

وفي هذا السياق أشار اللواء محفوظ طه رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر سابقا ومستشار الجهاز التنفيذي لمشروعات الصناعية إلى أن التجهيزات اللوجيستية الخاصة بتداول الأقماح والحبوب والمواد الغذائية والالات والمعدات والسيارات وباقى السلع المستوردة والمصدرة تختلف عن التجهيزات اللوجيستية الخاصة بتداول الطفلة والكبريت والسيراميك والبورسيلين والأحماض وأحجار الفوسفات، لافتا إلى أنه فضلا عن طول فترات انتظار السفن بالموانىء التجارية وتكدس ساحات التخزين وقيود البيئة وضيق المحاور البرية المتصلة بالموانئ والمتواجدة داخل المدن وبالقرب من المناطق السكنية غالبا وهو ما يشكل تكلفة متزايدة على الصانع المستورد لمستلزمات إنتاج والمصدر للمنتج النهائي.

وأضاف أنه على هذا الأساس كان ضروريا تفعيل استخدام الموانى البحرية التعدينية وربطها بشبكة موحدة بحرية لوجود الموانىء في أماكن قريبة من التجمعات الصناعية التعدينية المخطط إنشائها قرب أماكن المواد الخام في سيناء والصحراء الشرقية والغربية مع ربطها ببعضها البعض وبوادى النيل وباقى دول العالم من خلال محاور بحرية – طرق بحرية سريعة (Marine Highways corridors)  لتكون شبكة لنقل البضائع موقوتة (Just in Time) بما يقلل من تكلفة التخزين، ورخيصة بما يقلل من تكلفة النقل، وأمنه بما يقلل من التأمين.

وللمثال التطبيقي يوضح جدوى تنفيذ الفكرة بالتطبيق على المناطق الصناعية الجديدة التى صدرت بشأنها قرارات جمهورية خلال الأشهر القليلة الماضية المنطقة الأولى بإنشاء منطقة صناعية للأسمدة الفوسفاتية بوادي هلال بالسباعية محافظة أسوان (قرار جمهورى بتاريخ 16 ديسمبر 2014 ) لافتا إلى أن إنشاء هذه المنطقة يدفعنا إلى السؤال الأتى: كيف يتم ربط هذه المنطقة بباقى محافظات الوادى وبدول العالم للحصول على مستلزمات إنتاجها أو تصدير منتجاتها.

وألمح إلى أنه للتوضيح أكثر فالأسمدة الفوسفاتية المخطط تصنيعها فى هذه المنطقة تشمل صناعة حامض الفوسفوريك، وبتتبع سلسلة الإمداد (Supply Chain) لهذه الصناعة سنجد الأتي يتطلب إنتاج مليون طن حامض الفوسفوريك إستخدام 3 مليون طن فوسفات و186 ألف طن كبريت خام لتصنيع حامض الكبريتيك كمنتج وسيط.

فالفوسفات سيتم تدبيرة من مناجم السباعية بأسوان ( نقل برى قصير لانه قريب من المنطقة الصناعية) أما الكبريت فينتج فى سيناء ويتطلب نقله من سيناء على شاحنات عبر نفق الشهيد أحمد حمدى ومنها إلى سفاجا على الطريق الساحلى ثم إلى أسوان فى رحلة طولها حوالى 1100 كيلو متر تستغرق 75 ساعة (أكثر من 3 أيام) فى الذهاب ومثلها فى العودة بينما لو تمت هذه الرحلة بحريا بسفينة دحرجة (Ro-Ro Ships) من مرسى بدران بعد تجهيزه كما سبق إلى ميناء سفاجا التعدينى وبطول 150 ميلا بحريا تقطعها السفينة فى 10 ساعات ثم تستكمل الشحنات رحلتها إلى أسوان بإستخدام الشاحنات.

وأشار إلى أن المنطقة الثانية كانت إنشاء منطقة صناعية بأبو زنيمة طبقا للقرار الصادر بتاريخ 21 يناير 2014 ، ولنسأل نفس السؤال وهو كيف يتم ربط هذه المنطقة بباقي المحافظات وبدول العالم للحصول على مستلزمات إنتاجها وتصدير منتجاتها الصناعية الجديدة.

والإجابة تظهر في حالة أن نستعرض مسار البضائع من منطقة أبو زنيمة الصناعية وأقرب ميناء محورى مجاور (السخنة) بإستخدام الطريق البحري على طول الساحل الشرقى لخليج السويس.