في حضرة مولانا.. "تكية الدراويش" موطن الذكر والمريدين

حلقات ذكر.. تراتيل.. رقص في حركات دائرية.. مبتهلون، وقبة يعلوها "حضرة مولانا" كانت هناك حياة هنا في يوم من الأيام.

صريخ متقطع من الاستغاثة بالخالق "مداااااد".. تكية الدراويش، أتباع الإمام "جلال الدين الرومي" عمرّوا هذا المكان منذ 400 عامًا كاملة. لم ينقطع ذكرهم ولا ابتهالاتهم ولا عشقهم الإله .

منذ عهد طويل ولىّ كانوا هنا، يملأون المكان بتراتيل صوفية وحلقات ذكر،  فى“تكية الدراويش " المكان الذى شهد أشهر قصة للتصوف فى مصر فيما يقرب من 400 عامًا كاملة حين أتى أتباع الشيخ جلال الدين الرومى مُنشيء الطريقة المولوية من تركيا وأسسوا التكية لتكون مكانًا يضم حقات ذكر الدراويش .

النباتات والزهور المنتشرة في مدخل التكية تجعلك تزهو المكان، وتقربك اكثر من استشعار الحياة التي كانت موجودة يوما من الأيام في التكية.

"فى حضرة مولانا " مقولة تستقبلك منذ أن يفتح باب المسرح الدرويشى الكبير، فتشعر بروحانية عالية فى المكان وكأن الدراويش عادوا مرة أخرى حيث يحيط بالمكان رائحة ذكراهم.

"صلاح رمضان"، مفتش آثار ومدير التكية، يقول: "التكية المولوية تنسب إلى أهم أثر فى المجموعة وهو "مسرح الدراويش" والذي أنشيء منذ ما يقرب من 400 عام، فهي تتكون من طابق واحد، تغطيها القباب.. بمستويات مختلفة.

أكبرها قبة حجرة الدرس، ثم قباب الخلاوي، ثم قباب الظلة. وتضم ملحقات التكية «المتحف المولوي»،الذي يعرض صورا فوتوغرافية ووثائق خاصة بالمولوية. ويعرض هذا المتحف في أحد أقسامه كتاب «المثنوي» لجلال الدين الرومي، مؤسس الطريقة المولوية، والذي أهدته وزارة الثقافة التركية للمتحف. أما زي المولوية الشهير، فيعرض في خزانة أخرى بالمتحف، وكانت فرقة «سماع اسطنبول» التركية قد أهدته أخيرا إلى المتحف ,ويضم المكان ضريح "سيدي حسن صدقة " وهو أحد مشايخ الطريقة المولوية الذى دفت بالتكية.

وداخل التكية "بيت الصمت"، وهو بحسب المعتقدات المولوية "الجبّانة" التي توضع فيها الأجساد التي تحررت الأرواح منها، كما يوجد جناح خاص بالنساء من أجل سكن عائلة شيخ التكية.

وتقع حجرة السماع غالبًا وسط التكية، وتتكون من شكل دائري مؤثث من الخشب اللامع، ينفصل عنها درابزين مخصص للحضور الذين يأتون للفرجة، ومشاهدة طقوس الذكر والرقص والإنشاد.. بعد ذلك تجد "السماع خانة" وهى الوحدة التى كان المولويون يمارسون فيها رقصتهم الكونية.