المحتوى الرئيسى

دبى المدهشة دائمًا

05/12 22:15

فى ٢٧ فبراير ١٩٩٨ انتقلت من جريدة العربى الناصرى بالقاهرة إلى جريدة البيانf="/tags/77322-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9">البيان الإماراتية فى دبى فى رحلة عمل صحفية، خططت ألا تزيد على عامين أو ثلاثة، وشاءت الأقدار أن تستمر عشر سنوات، عدت بعدها إلى القاهرة للمشاركة فى فريق متميز لتأسيس «الشروق» عام ٢٠٠٨.

عدت إلى دبى هذا الأسبوع، لحضور الدورة رقم ١٥ لمنتدى الإعلام العربى. تقريبا شاركت فى معظم الدورات أثناء عملى فى البيان، أو بدعوات كريمة من المنتدى.

دبى التى شاهدتها هذا الأسبوع مختلفة كلية عن دبى حينما شاهدتها للمرة الأولى.

فى عام ١٩٩٨ كانت دبى تستعد للانطلاق. حدود عمرانها كانت تتوقف تقريبا عند مبنى التجارة العالمى. وفى شارع الشيخ زايد، أعتقد أنه لم تكن هناك إلا بضع بنايات على امتداد الطريق إلى أبوظبى خصوصا عمارة تويوتا فى دوار الدفاع، وبعدها على اليمين جريدة البيان، ثم حديقة الصفا التى صار بعضها الآن جزءا من منطقة الخليج التجارى، وفى الناحية المقابلة مبنى دناتا وأحد الفنادق التى كانت شهيرة، وبه مجمع دور سينما، أذكر أننى شاهدت فيه للمرة الأولى فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية.

يوما بعد يوم كان شارع الشيخ زايد ينمو ويتطور حتى صار الآن الأشهر والأغلى ربما على مستوى العالم من دون مبالغة. حتى عام ٢٠٠٠ كانت الأبراج لا تزيد تقريبا على عشرة، الآن لا يمكن حصرها. فى طريقى إلى جريدة البيان يوميا، الشارقة حيث كنت أعيش، شأن غالبية المصريين، كنت أشاهد حركة بناء برج دبى، الذى صار لاحقا برج خليفة، وهو الأعلى فى العالم، والمنطقة المحيطة به المسماة بوليفارد محمد بن راشد، صارت الأغلى فى العالم.

مستوى الطرق فى دبى صار عالميا بامتياز، هم يطبقون نظاما يسمى «سالك»، حيث تدفع كل سيارة بصورة إلكترونية مبلغ أربعة دراهم كلما مرت فى بعض الشوارع التى تشهد زحاما وتكدسا. هذا النظام دفع البعض إلى استخدام المواصلات العامة، أو الهروب إلى طرق فرعية بعيدة، لكن كثيرين بطبيعة الحال يشكون منه لأنه صار بندا ثابتا فى الموازنة الشهرية المنهكة.

دبى صارت مدينة عالمية بامتياز، يمكنك أن تقابل كل الجنسيات من دون مبالغة. هى تشبه نيويورك إلى حد ما فى هذا الأمر مع الفارق فى القياس طبعا. شركات كثيرة تركت موطنها الأصلى، وجاءت إلى دبى خصوصا والإمارات عموما بحثا عن فرص عمل ومناخ استثمار جذاب. دبى صارت موطنا لسياحة المؤتمرات الإقليمية والعالمية، ليس فقط الاقتصادية ولكن أيضا الرياضية، كما صارت مركزا لحركة الطيران بين المنطقة العربية ومناطق كثيرة بالعالم خصوصا آسيا.

صحف إماراتية استخدمت تكنولوجيا حديثة، قبل عشر سنوات، بدأت بعض الصحف المصرية والعربية تستخدمها الآن.

طبعا دبى لم تنجح من فراغ. هى واجهت ولا تزال صعوبات ضخمة بفعل أزمات الاقتصاد العالمية التى كان لها تأثير كبير على فرملة انطلاق دبى. هذه الأزمة تركت آثارا كبيرة على معظم الشركات والمؤسسات التى اضطر بعضها إلى اللجوء إلى سياسة تقشف كبرى طالت العديد من وسائل الإعلام. هى أيضا تقع فى بؤرة توتر غير مسبوقة ما بين انتشار الإرهاب السلفى، وتحفز وتربص إيران الطامعة فى التهام المنطقة بأكملها.

كلمة السر الأساسية فى نجاح دبى هو الإدارة ثم الإدارة، إضافة إلى خبرة الشيخ محمد بن راشد مهندس تجربة دبى بلا منازع.

دبى ليست لديها موارد طبيعية كثيرة، لم يعد لديها بترول أو غاز منذ سنوات طويلة، لكنها نجحت فى معجزتها الحقيقية أى الإدارة. هى طبقت فكرة أهل الخبرة والكفاءة، ووظفت من يملكون الخيال والإبداع. وآخر مثال على ذلك الأفكار غير التقليدية فى تنظيم الدورة الأخيرة لمنتدى الإعلام العربى، والتى خاطبت الشباب صغار السن وتعلقهم بالتكنولوجيا. بالطبع لا توجد تعددية أو ديمقراطية على النموذج الغربى فى الإمارات، لكن هناك تسامحا حقيقيا فى كل الإمارات. لا أحد يسألك ما هو دينك أو جنسك أو عرقك!!. عشت بجوار سيخ وهندوس وشيعة وأوروبيين. شاهدت

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل